فدوى موسى

فاتكم القطار

فاتكم القطار
ما زال القطار ينتظر عند محطات التحرك رغم أن سكك حديد التواصل لم ترتب بعد عند بعض التقاطعات والتي تداخلت على الحديد والأخشاب.. فما زال الأمل في تحريك قطارات التنمية والنماء في المحطة الأولى على طرفي السودان القديم الجديد وجنوب السودان ولا مناص من محاولة تحريك القطار في الاتجاهين من وإلى.. فلا ترهات تخدم هنا أو هناك والأوضاع لا تحتمل إعلان أن فاتكم القطار بعد أن فرزت الكيمان وباعدت بينها الثقافة والأديان.. أما زال القطار ينتظر الوقود؟

مبروك

ما زال المسؤول يخط دائماً «كلمة مبروك» على بعض المستندات والوثائق عندما لا يجد أي تعليق إلا كلمة «المبروك» مناسبة للرد والاعتماد.. في ذلك اليوم اختطوا خطابهم العام وحفوه بأسمائهم جملة فرداً فرداً، وأرفقوا معه الشيك الذي يسهِّل عليهم الحصول على تلك السلعة بالسعر المناسب فما كان منه إلا المباركة وإن لم تكن الوثيقة تسمح بأكثر من ذلك لقام سيادته «بعمل قدلة.. وهزة وعرضة» لكن الورقة لا تحتمل أكثر من ذلك.. أها مبروك.. إن شاء الله السكر وصل للمساكين؟؟

بالصف..

بعد أن جاهرت بأنها قطعت الطريق على الصفوف.. أعادت اللجنة الشعبية هذه الأيام ذات البرنامج.. فعندما أحضرت «السكر عشرة كيلو» بسعر يختلف من البقالات والدكاكين بمقدار «حق الركشة.. أو حق النقل».. عادت الصفوف مكانها المعهود المعروف وكل واحد يريد أن يتعدى رقبة رفيقه لعله يفوز بفارق الزمن ويضمن الفرق البسيط الذي لا يكون بديلاً لسعر سلعة أخرى.. فالزيت مولع.. واللحوم والخضار نار نار.. فمرحباً بالصف والبيع باللف.. ومبروك كميات «الداتا» والمعلومات التي تصلح أن تكون رسوماً كاركتيرية.. فالصف عائد رغم وجود الوفرة في السلع.. فماذا سيكون العمل المقابل؟

قراءة التاريخ:كل منا في حاجة لقراءة التاريخ.. حاضره وماضيه.. لعلنا نجد دلائل الطريق المفقود.. فمازلنا نبحث عن المرجع الكبير الذي يعطينا السودان ماضيه وبعض من ملامح حاضره.. خاصة وأنه بلد مليء بكثير من السوابق التاريخية حديثة وقديمة.. وقوة التاريخ أنه يقدم القاعدة التي تفسح المجال للمستقبل.. آن الأوان أن يعرف التلميذ السوداني أن تاريخه ليس فقط المهدية والحكم الثنائي فكم مرت السنون بعد ذلك وما زلنا مكانك سر.. فيا أهل المناهج أهل التوثيق اعدوا لنا تاريخنا الذي يجعلنا نؤمن بقدراتنا وحضاراتنا.. نريد أن نقرأ التاريخ «صم لم».. أعطونا هذه الفرصة رجاءً.

تغيير الإنسان :ما زال الكل يلهج بتغيير الحكومات القاسية.. وتبقى أن يفطن الناس لأهمية أن تتغير مفاهيم الإنسان المحكوم ذات نفسه فيصبح إنساناً حساساً بالمسؤولية واعٍ بدوره من خلال أدائه لواجبه على أكمل وجه.. ومن هذا يجيء الإنسان المسؤول من قواعده مجتهداً حريصاً على أداء أي مهام تؤكل له.. ولكن عندما تكون الأرضية التي يجيء منها المسؤول «مترخية» الأوصال.. تخرج معدلات الأداء ضعيفة هزيلة فتضمحل مستويات الخدمات والتنمية ويكون المحكوم دائماً في حالة ضيق وسخط على الأوضاع.. إنها مسؤولية مشتركة.. حكومة.. شعب.. وفي المقام الأول إنساناً.

آخر الكلام:-ما دام الإنسان يستمد قوته من تاريخه فإننا معنيون بالعودة ومن ثم الجدية، والإنسان في مقامه الأول هو القوة التي تحرك كل شيء.. كل شيء..
مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]