خلُّوا المؤتمر الوطني يرجع إضنيكم

لقد قلنا مراراً وتكراراً صائحين، و«كوركنا» إن انفصال الجنوب لا يعني أننا سنكون في أمان من الجنوبيين ولا في أمان من المعارضة «غير الوطنية».. ولكن ظلت «كواريكنا» وإلحاحنا «يدخل في الأضان دي ويمرق من الأضان دي» ولا أحد يريد أن يستجيب بالهمة وبالصرامة المطلوبة ويأخذ الأمر على محمل الجد.. وصرنا مثل ذلك الشخص الذي يقال في الطرفة إنه قابل عمكم جحا.. وحاول أن يلفت نظره وينبهه على أن هناك «فاحشة» حدثت في منطقتهم .. فرد عليه جحا قائلا ً «الحمد لله أنها لم تحدث في قريتنا» فقال له «إنها حدثت في قريتكم.. فقال «الحمد لله أنها لم تحدث في مربعنا» فقال له إنها في مربعكم فقال الحمد لله أنها لم تحدث في «حيّنا» فقال له «نعم إنها في حيّكم» فقال «الحمد لله إنها لم تحدث في شارعنا» فقال «نعم إنها حدثت في شارعكم» فقال «الحمد لله أنها لم تحدث في بيتنا» فقال «نعم إنها تحدث في بيتكم» فرد عليه جحا بقوله «الحمد لله أنها لم تحدث فيّ أنا شخصياً»..
والآن نكرر يا جماعة والله العظيم لن يترككم المستعمرون ولن تترككم الحركة الشعبية لأنها «معمولة» ومبرمجة لـ«تحرير السودان» وتعمل على خلق السودان الجديد بتاع «النيقرز» وباقان وعرمان.. وتعود معها المعارضة غير الوطنية بكل أشكالها ومسمياتها.. ونقول لكم مثلما قالوا لجحا.. إن «الموضوع» يتم في بلادكم وفي قريتكم وفي حيكم وفي مربعكم وفي شارعكم وفي داركم وفيكم شخصياً.. فإن أردتم أن يتيتم أطفالكم وتُسبى نساؤكم وتُغتصب حرائركم وتتمزق بلادكم فاقعدوا بدون تدريب وتفرجوا على العدو بدون تسليح وهو يدق الأبواب واحداً تلو الآخر وفي معيته الطابور الخامس بزعمائه ورجاله ونسائه الذين تعرفونهم بلحن القول ومعسول الكلام.

{ كسرة: يقال إن القائم بالأعمال الأمريكي قد وضع في أجندته يوم أمس السبت زيارة قرية الشيخ الكباشي في إطار زيارات متواصلة يقوم بها لأهل الطرق الصوفية وقد سبق أن زار مشايخ أم ضبان وأبوحراز والآن يزور ناس قرية الكباشي.. وبالطبع لكي تكتمل دائرة زياراته لأصحاب الطرق الصوفية عليه أن يزور ناس الشيخ «ود حسونة» في أبو دليق والصادقاب في الفاو وناس المندرة والسيد الحسن في كسلا والسيدة مريم في سنكات والسيد علي في بحري والشيخ الياقوت في النيل الأبيض والشيخ الصايم ديمة في أم درمان والبرعي في الزريبة والتجانية في خرسي وإسماعيل الولي في الأبيض وود العجوز في كردفان والشيخ هجو في غرب سنار وودتكتوك في شرق سنار والغبش في بربر والمجاذيب في الدامر وود العوضية وناس وهيب وناس القوز في شندي والزاكياب والحفيان والقراي والتراجمة والقرباب في الحصاحيصا والشيخ حسين ود حمد والشيخ أب فركة والشيخ حمد ودام مريوم والشيخ خوجلي أبو الجاز وارباب العقائد.. والشيخ علي بيتاي في كسلا .. ويختم كل هذه الزيارات بزيارة قبة المهدي في أم درمان علماً بأن المهدي كان قد قتل غردون باشا المستعمر الانجلوسكسوني.. وإذارغب في زيارة ضريح الشيخ عثمان دقنة الذي كسر المربع الحربي البريطاني فلا مانع لدينا من مرافقته هذا مع علمنا بأن عدد الشيوخ الممكن زيارتهم والذين وردت أسماؤهم ومناقبهم في كتاب طبقات ود ضيف الله يبلغ عددهم خمسة وسبعين ألفًا وثلاثمائة تسعة وستين وليّاً كاملاً.. وهذا العدد يحتاج إلى مائة وخمسين عاماً لتغطية زياراتهم فهل لدى القائم بالأعمال الأمريكي وقت فائض لتنفيذ هذه الزيارات أم أنه يمكن أن يستعين في ذلك بسوزان رايس وكونداليسا رايس وأولبرايت والبارونة كوكس. يا جماعة ادفع مليون جنيه بـ«القديم» لأعرف ماذا يريد وماذا يقول القائم بالأعمال الأمريكي لأهلنا مشايخ الطرق الصوفية..؟! ولا أدري إن كانت الحكومة عارفة واللا ما عارفة؟!!

د. عبدالماجد عبدالقادر
صحيفة الانتباهة [/JUSTIFY]