دروس في الفتنة لم تستوعب..
الفتنة الكبرى والتي أدت إلى الاحتراب بين المسلمين، أدارها الإمام علي كرم الله وجهه بحكمة بالغة وضرب مثلاً عالياً في إدارة الفتنة، وقد ضرب الصحابة كذلك الذين نأوا بأنفسهم عن الخلاف وكان معاوية قد اتصل بهم وكانت الردود ما يلي: عبد الله بن عمر رضي الله عنهما رد على معاوية قائلاً «إن الرأي الذي أطمعك فيّ، هو الذي صيرك إلى ما صيرك إليه، وإني ما تخلفت عن علي لطعن مني عليه، فلعمري ما أنا كعلي في الإيمان والهجرة، ومكانه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ونكايته بالمشركين، ولكن حدث أمر لم يكن لي فيه من رسول الله عهد، ففزعت فيه إلى الحيدة فاكفف عنا نفسك. أما سعد بن ابي وقاص فقد جاء رده لمعاوية بهذه الكلمات.
إن هذا أمر كرهنا أوله وكرهنا آخره، أما طلحة والزبير، فلو لزما بيوتهما لكان خيرًا لهما، والله يغفر لأم المؤمنين ما أتت، وما كنت لاقاتل عليًا، وقد سمعت رسول اله صلى الله عليه وسلم يقول له: انت مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي» أما محمد بن مسلمة فقد كتب لمعاوية يقول:
«وأما أنت، فلعمري ما طلبت إلا الدنيا، ولا اتبعت الا الهوى، فإن تنصر عثمان ميتاً فقد خذلته حياً، ولئن كنت أبصرت في الأمر خلاف ما تريد، فما خرجت بذلك من نعمة ولا صرت إلى شك، وإني لأدرى بالصواب منك!! وقد عكست هذه الفتنة مشاهد عظيمة وبطولة أخلاق تجلت في تصرفات الإمام علي كرم الله وجهه! في صفين حيث التقى الجمعان كانت تلك المشاهد التي رواها التاريخ ولم نأخذ العظة والعبرة منها في صراعنا السياسي، بلغ معاوية بجيشه شرقي الفرات واحتل الطريق الوحيد الذي يُفضي إلى النهر وأقام عليه عشرة آلاف فارس ليمنعوا جيش علي عن الماء، ارسل الإمام لمعاوية رسالة يذكِّره فيها بشرف القتال فرفض، انتبهوا حتى القتال له شرف، فأرسل الإمام جيشاً كنس قوات معاوية كنساً عن طريق الماء وصار الأمر كله بيده..!! بعد هذه الهزيمة دار حوار بين معاوية وعمرو بن العاص، سأل عمرو معاوية ما ظنك بالقوم اليوم يا معاوية أن منعوك الماء كما فعلت بالأمس؟ فرد معاوية سائلاً: دعك مما كان يا عمرو، ولكن اتظن عليًا يصنعها؟ وهنا جاءرد عمرو: ما أظن عليًا يستحل منك ما استحللت منه فإنه لم يأت ليفطمك بل جاء لأمر آخر. القرآن دائماً كان رفيقاً للإمام علي كرم الله وجهه فعله ذكر وصف المولى عز وجل «رحماء بينهم» فكان رحيماً وأصدر أوامر عسكرية قوية ولكنها كانت تشع رحمة.. وهي أوامر حري بها أن تدرس في كل الاكاديميات العسكرية، كل أمر فيها بدأ بلا الناهية..!! لا تمنعوا جيش معاوية عن الماء فو الله ما كان الكفار من الفرس والروم يفعلون ذلك. لا تقاتلوا القوم حتى يبدءوكم، فإنكم بحمد الله على حجة وترككم اياهم يبدءونكم حجة أخرى عليهم. إذا قاتلتموهم فهزمتموهم، فلا تقتلوا مدبراً، ولا تجهزوا على جريح ولا تمثلوا بقتيل. إذا وصلتم إلى رحالهم، فلا تهتكوا سترًا، ولا تدخلوا داراً بغير إذن ولا تأخذوا من أموالهم شيئاً». ولا تقربوا النساء بأذى وإن شتمنكم وشتمن أمراءكم وصلحاءكم.. وجاء تاج الاوامر العسكرية امراً سماوياً واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون» ارأيتم شرف القتال ونبل الخصومة في الإسلام، هل قرأتم في التاريخ أو السيرة أن أصدر الإمام علي فتوى بتكفير من قاتله ولو اصدرها لما اعترض عليه أحد ولكنه كان دائماً مستحضراً الآية الكريمة والصفة التي تحلى بها الرسول الكريم ومن معه أشداء على الكفار رحماء بينهم!! إننا لم نأخذ العبر والدروس في الفتنة، وهكذا فتنّا في كل شيء وكانت الفتنة القاتلة أن فتنّا في اخلاقنا، فما عاد لخصامنا نبل ولا لقتالنا شرف، وغابت الرحمة عن قلوبنا، وغاب ذكر الله عنا فكيف نفلح؟!!
صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]
طبعا ما ذكر في المقال ليس بخافي علينا السيرة النوية وسيرة الصحابة تردد بانتظام وكان الزمن توقف بعدهم ولكن لم تؤخذ العبر والمواعظ اصبحت تاريخ يتاثر بها البعض عند سماع الحديث اما ما يوجه من مشكلات لا يعتبر بالتاريخ وانما الشيطان يملي له ما يهزم ويضعف به خصمه الغاية تبرر الوسيلة ومن الفنته ان يتخذ فقه الضرورة حتي يعتقد انه علي صواب …………الخ