نادية عثمان مختار

عاش أبو هاشم .. اللهم اجعله خيرا !!


عاش أبو هاشم .. اللهم اجعله خيرا !!
عندما نتجه ناحية فراشنا و(عناقريبنا) لنخلد لنوم ربما يكون قلقا أو عميقا لا نكون بالطبع ملمين بتفاصيل ما ستسوقه لنا الأحلام خلال ذلك النوم !!
يقولون إن النوم موت مؤقت لذا نبدأ يومنا عند الاستيقاظ بشكر المولى تعالى قائلين:
( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور)!!
الأحلام وما يترآى لنا خلال النوم من مشاهد (سر) ربما فشل العلماء في الوصول لكنهه ولا يعلمه إلا رب العالمين كسر الأرواح التي بين جنباتنا، وسائر الأسرار الإلهية الأخرى !!
يستيقظ المرء منا في مرات عديدة وهو مستغرب غاية الاستغراب جراء رؤية أو حلم مدهش متفكك أو مترابط الخيوط شاهده أثناء نومه لا يدري له تفسيرا، أو ربما وجد له التفسير فيما بعد؛ وهذا بالضبط ما حدث معي حينما شاهدت في منامي ليلة البارحة سيارة ضخمة تشبه الى حد كبير عربات (الجيب) القديمة ولكنها مكشوفة ويجلس بداخلها ثلاثة رجال، على اليمين يجلس السيد علي أبرسي رجل الأعمال المعروف والاتحادي ( المنسلخ) ، وفي الجانب الأيسر يجلس الأستاذ المحامي حاتم السر علي (سكنجو) المرشح الرئاسي والناطق الرسمي باسم (طيب الذكر) التجمع الوطني الديمقراطي و الناطق الرسمي باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي ( الأصل)، أما الوسط فقد كان متربعا فيه السيد محمد عثمان الميرغني رئيس أحزاب ( المعارضة) السودانية شخصيا بذات عباءته(البنية) وجلبابه (ابو لياقة) من تحت العباءة وبذات ملامحه الوقورة الصارمة !!
كانت السيارة تسير وسط جمع غفير من الناس؛ بينما السيد محمد عثمان الميرغني يلوح للناس بيده في صمت وأما السيد أبرسي والأستاذ حاتم السر فقد كانوا ( آخر انبساطة) تملأ ابتسامتهم وجوههم من الألف إلى الياء !!
و الناس كانوا يهتفون بهتاف هاديء وبصوت خفيض لم استبن فحواه، ولكن الشيء الذي استغربت له عند استيقاظي من النوم هو ما فعلته أنا عند مرور سيارة
(مولانا) حيث شققت الصفوف ورفعت يدي باتجاه الرجل وأنا أهتف ملء الفم والحنجرة (عاش أبو هاشم عاش أبو هاشم) !!
والله لا أمت للاتحاديين إلا بصلة الاحترام والتقدير والصداقة لكثير منهم ولا أمت للختمية بصلة غير ذلك ( الزلط) الذي يفصل بين حلتنا وتلك المنطقة ببحري المسماة بالختمية !!
فماهو سبب ذلك الهتاف في الحلم إذن ؟ وهل هو إشارة ودلالة على شيء محدد؟ هذا ما لم أجد له إجابة ولا تفسيرا ؛ ولكن عندما طالعت صحف الامس ووجدت العديد من المساهمات والحراك السياسي المهم الذي قام به السيد الميرغني خلال اليومين الماضيين بعد صمت طويل لسيادته واختفاء تام لأخباره من مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقرؤة شعرت ان حلمي قد فُسر لحد ما !!
التصريحات التي بثتها بعض المواقع الصحفية على لسان ( مولانا) الميرغني وتأكيداته بأنه لن يشارك في الحكومة ورغم ذلك فلن تثنيه عدم المشاركة عن التفاعل مع الهم الوطني وشروعه في اتصالات لطرح مبادرة لإحلال السلام ونزع التوتر بالنيل الأزرق وإجراء حوار ( عقلاني) مع السيد مالك عقار وصولا للتهدئة المنشودة بينه والمؤتمر الوطني !!
ربما كان هذا الخبر مع سابقه وما هو آت من حراك متوقع للسيد الميرغني بعد فترة بيات قصيرة هو تفسير ذاك الحلم الغريب وهتافي الشديد (عاش أبو هاشم)
و
اللهم اجعله خيرا يارب !!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/8/9
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]