رأي ومقالات

الخطايا العشر لحكومة السودان ..!!


[JUSTIFY]رشحت أخبار عن تغييرات كبيرة في وفد التفاوض الحكومي بشأن المنطقتين . لكن خيار الحكومة يجب ألا يكون (السلام بأي ثمن). فقد كان (السلام بأي ثمن) خيار ياسر عرفات الذي قبل بـ(7%) من أرض فلسطين، ليُقيم عليها دولة فلسطين. ورغم ذلك تمّ اغتياله.

خيار (السلام بأي ثمن)، يصادم خيار الشعب (تحرير أرض السودان المحتلة) في المنطقتين جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق. في صدام مع حقائق التاريخ ومعاكسة لحقائق الجغرافيا، ظلت الحركة الشعبية منذ 2003م على لسان المتمرِّد الهالك جون قرنق تدًّعي ملكية الجنوب لـ(المناطق الثلاث)، وتؤكد على تبعيّة المناطق الثلاث للجنوب. ثمًّ بإيعاز أمريكي أضافت الحركة الشعبية دارفور، لتصبح المناطق الثلاث المناطق الأربع. (المناطق الثلاث) هي جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي. المنطقة الرابعة هي دارفور. ولذلك ظلت الحركة الشعبية منذ عام 2003م ناشطة في تقديم الدعم العسكري للحركات المسلحة في دارفور. كما وفرت لها أرض الجنوب كقاعدة عسكرية تنطلق منها في عملياتها ضد الشمال. كما أصبح نظام جوبا بديلاً، بعد سقوط نظام القذافي، يوفر الرعاية الكاملة لتلك الحركات. إصرار الجيش الشعبي على مِلكية الجنوب للمناطق الثلاث، وإبقاء فرقتي الجيش الشعبي التاسعة والعاشرة في جنوب كردفان والنيل الأزرق (54 ألف جندي)، والتحالف العسكري في المناطق الثلاث مع الإثنيات والجهويات المسلَّحة، يدمِّر في حقيقته اتفاقية نيفاشا، ويمسحها من الوجود، ويضع على أرض الواقع السوداني صورة غير متوازنة للغاية للسودان. صورة تصبح بموجبها الحركة الشعبية تسيطر على جنوب السودان بولاياته العشر، كما تسيطر على دارفور بكافة ولاياتها، كما تسيطر على المناطق الثلاث (ولاية جنوب كردفان. ولاية النيل الأزرق. جزء من غرب كردفان أي أبيي). ذلك يعني أن تصبح الحركة الشعبية مسيطرة على (65%) مما كان يُعرف بالسودان الفيدرالي. ومن الجانب الآخر تقف حكومة السودان وبين يديها فقط ولايات الشمال وولايات الشرق وجزء من كردفان، ذلك يعني أن تصبح حكومة السّودان مسيطرة فقط على (35%) من السودان الفيدرالي. تجدر الإشارة إلى أن اتفاقية نيفاشا منحت الجنوب (26%) من مساحة السودان الفيدرالي. حيث نالت الحركة الشعبية بتلك الإتفاقية ما لم تستطع أن تناله بالحرب. حيث أودعت الحركة الشعبية (26%) من مساحة السودان الفيدرالي في حسابها المصرفي، لتصبح بمثابة الفصل الأول في قيام السودان الجديد، وظلت برعاية أمريكية تعمل بمثابرة عسكرية وسياسية على قيام الفصل الثاني من السودان الجديد بهدف الوصول إلى مساحة الـ (65%) من السودان الفيدرالي، وذلك عبر التفاوض المدعوم بقرار مجلس الأمن رقم 2046، وعبر الإحتلال العسكري بواسطة (54) ألف جندي من الجيش الشعبي لأراضي شمال السودان في النيل الأزرق وكردفان، وعبر عرقلة تصدير النفط، وعبر دعم الحركات المسلحة في ولايات دارفور، وعبر إقامة تحالف علماني مع أحزاب شمال السودان كما جاء في ميثاق كمبالا، وعبر خلخلة الدعم الشعبي الإسلامي الداخلي للمشروع السّياسي الوطني الإسلامي، بزيارات ممنهجة مكثفة للسفير الأمريكي إلى الطرق الصوفية، حيث شملت زياراته أم ضوّاً بان والبرهانية و(أبوحراز) و(الكباشي). خيار حكومة السودان يجب ألا يكون (السلام بأي ثمن). فقد كان ذلك خيار (نيفاشا الأولى) الذي أورد السودان موارد الهلاك. خيار الشعب ظل دائماً تحرير أرض السودان المحتلة بواسطة الجيش الشعبي. يجب ألا تنسى حكومة السودان أن (الحرب قاطرة التاريخ)، وأن معدل النمو الإقتصادي في الدولة التي تخوض التحدي أعلى من معدَّل النمو الإقتصادي في الدولة الرَّخوة. يجب ألا ترتكب حكومة السودان خطيئة كارثية جديدة هي (نيفاشا الثانية). لأن السقوط في مصيدة (نيفاشا الثانية)، أو خيار (السلام بأي ثمن)، تعني أن يصبح السودان جزيرة وطنية صغيرة في وسط محيط هادر من الإثنيّات المسلّحة. وتلك هي المحطة قبل المحطة الأخيرة. حيث أن المحطة الأخيرة هي إعلان قيام (السودان الجديد) على ركام السودان!. سياسة (الخطايا العشر لحكومة السودان) إذا لم يتمَّ الآن تغييرها جذريّاً، ستتمخّض عنها (نيفاشا ثانية)، سيتمخَّض عنها اقتراب الجيش الشعبي من محطته الأخيرة وإعلان قيام السودان الجديد. لكن ما هي الخطايا العشر لحكومة السودان؟.

صحيفة الإنتباهة
عبد المحمود الكرنكي
[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. مصائب السودان جاءت با ايادى لصوص وفاسدى الموتمر الوطنى با انشاء اغرب واغباء اتفاقية فى تاريخ السودان بل العالم اجمع ولا نستبعد اكثر من زلك من قبل تلك الفئة النتنة