نور الدين مدني
إنسان الشرق بدون ازعاج
* وفي رأينا ان الدستور الانتقالي ووثيقة الحقوق وحدهما كافيان لدفع العملية السلمية إلى الأمام في كل ربوع البلاد إذا تم الالتزام بما جاء فيهما تجاه حقوق المواطنة وتعزيز الحريات وبسط العدل وبناء التحول الديمقراطي.
* ومع ذلك لن يضير تضمين اتفاق سلام الشرق في الدستور وبدون ازعاج كما قال القيادي بجبهة الشرق وزير البيئة والسياحة بولاية البحر الاحمر عبد الله كنه لـ(السوداني) أمس فنحن نعرف إنسان الشرق مسالم بطبعه إلا إذا دفعته الظروف للعنف الذي لا يعرفه ولا يشبهه.
* ان مطالب إنسان الشرق بسيطة وعادلة، وقد لخص بعضها عبد الله كنه في تصريحاته لـ(السوداني) عندما طالب بضرورة حل عدد من المشاكل المسكوت عنها والتي تواجه المواطنين بالشرق وفي مقدمتها مشكلة العطالة والرسوم الدراسية وارتفاع أسعار الذرة.
* هكذا يتحدث أهل الشرق، أكثر المناطق تهميشاً وتأثراً بثالوث التخلف: الفقر والمرض والجهل، يطرحون مشاكلهم ببساطة ووضوح وبدون ازعاج لأن (الازعاج) الذي يعانيه إنسان السودان يكفيه وأكثر، وقد جربه فلم يزده إلا خبالا.
* نرى ان هذا الأسلوب الحضاري في التعامل مع قضايا المواطنين الأساسية يجب ان يجد أذناً صاغية ومعالجة جذرية وحاسمة لمحاصرة آثار الأزمة الاقتصادية التي تأثر بها إنسان الشرق أكثر من غيره وهم متأثرون أصلاً بأسباب الفقر والمرض أكثر من غيرهم من المواطنين.
* ان مثل هذه المطالب المشروعة يجب ان تجد الاهتمام الذي تستحق في اجتماع اللجنة المشتركة لتنفيذ اتفاقية الشرق بل لا بد ان تضع الحكومة في سلم أولوياتها دفع المشروعات الأسعافية والتنموية بولايات الشرق وتكثيف الاهتمام بإنسان الشرق خاصة الشباب من خريجي الجامعات والمعاهد العليا وان كنا نعلم ان قضيتهم جزء من قضية عامة يعاني منها كل الخريجين والخريجات في بلادنا إلا أنهم يحتاجون لاهتمام خاص لأنهم يتميزون عن قرنائهم بأنهم يحبون العمل داخل ولاياتهم وليس بعيداً عنها.
* من حق أهل الشرق على الحكومة، وقد صبروا كثيراً، ان توليهم اهتماماً أكبر وان توفر لهم أسباب الحياة الحرة الكريمة وان تلحقهم بالحراك السياسي والاقتصادي والاجتماعي في وطنهم الكبير.[/ALIGN]
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1044 – 2008-10-9
