فدوى موسى

رأفة وحن

رأفة وحن
من أين أتى ذلك النبل الرائع.. يستدفع البوح الشفيف ويستتر خلف الطيب الشفاف والعبق المعتق لينجلي على نبض آخر في وقت آخر من عمر الزمان الآتي.. قد تكون الركائب موصلة إلى النهايات السعيدة أو ناقلة للمحطات المؤقتة تستبقي بعضاً من إحساس رائع ويقتتل في ثناياها وتر الحس المدوزن انتظاراً فتخرج الآهة معبرة عن نفس ممكونة صابرة.. أهي الوقفة على تل الأحداث المرتفع ومشاهدة الكون بعيون الفحص والمخبر، أم أنها اللا مبالاة المستمرة على نهج أن النار إلى رماد، وكل ألم إلى نسيان، وكل يطيب بكية حارقة تستدر خلايا الدم والعصب واللمف.. إنها الحاجة للرأفة والحن.. وأنّى لنا بها لتسكن الأحاسيس المتعبة، وتلتقي لمام الفرح المرهون.

ü فساد مؤقت

«عبده» عندما وجد «الشطر» الذي يسقيه بعضاً من لبن الغنى اختبأ به في ركن قصي بعد أن لزم كل واحد من جماعته «شطره» الذي يرويه، والأصل أن كل واحد «يلزمونه شطره» ليبدأ عملية الرضاعة التي قد لا تخضع لقانون «فطامة في عامين..».. ولكن «عبده» بحكم أفكاره الجهنمية ارتأى أن يكون «فساده» مؤقتاً على قدر إدراك الشاهق والفارهة وبعض رصيد يتأمن به حاله المستقبلي، وبعد ذلك يدخل في حالة مفاوضة مع ضميره للوصول لحالة الخروج على إمرة «الشطر» وبلوغ الفطام الصعب.. إنها أحاسيس حالة الفساد المؤقت.. إحساس «عبده» عندما ابتعد عنه طائعاً مختاراً.. ولازمه العنت والشقاء.

ü وين يا ناس

تلتقيهم وحالك يتسارع عليك لهفة وتسابق أن لا شيء يعلو فوق وصلهم وحبهم.. إنهم الأشراف الأنقياء طيبو القلب والخاطر، قسماتهم تنبض بساطة وإلفة.. قادمون من زمن ماضٍ لحاضر مكفهر الملامح، مكشر الأنياب لكنهم ألفوه وخلقوا معه أرضية من التعايش، لا تملك حين تراهم إلا أن ترتاح وتسكن إليهم في مودة ورحمة وتحس أن نصفك الغائب قد عاد عوداً أحمد.. يحمل بشرى عودة الوعي والأوكسجين لصدر الحياة الضائق لتزفر حرى بعد أن صارت مفحمة وتشهق مجددة ستحات الهواء، وتمتليء رئة الأنفاس بأهوائهم وصباباتهم الجميلة.. وما أحلى أن تراهم أمامك طلة بهية.

ü نفس الكتابة

والكلمات تحمل روح الناس وهمومهم.. والصحافة تحمل روح الرقيب والجلالة التي تعتلي بوظائفها فوق كل سوءات أهل السلطان وأهل الرعية.. فهي تحكي عن سمومهم وهمومهم.. خبزهم المسرطن ومائهم العكر ومواده المنتهية الصلاحية بالذات القدر تحمل نفس إحساسهم الصادق أو الأصدق كذوب.. ولأنها تعري البعض من جمال خارجي يحتشد قولونه بالعيفونات والرمم والتراكم.. ينفرون بعضهم البعض من قراءة نفس الكتابة عندما تجيء ممن لا أجندة لهم إلا هذا الوطن الفسيح الذي مازال هناك أمل في لحاقه وقيادته إلى بر الأمان.. إن قال الشعب أيدينا للبلد.

ü آخر الكلام:

علو الإنسان وسموه يرتقي ببوح بخور باطنه في كلمة صادقة لهدف نبيل يعلمه الله ويتحسسه الناس صادقين «قولوا خير..»..
مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]