رأي ومقالات
الصادق المهدي .. ومهاراته في خطف الأضواء !!
والمثقّف، والجاهل والمتعلم .له أقوال طريفه من واقعنا ولهجتنا الدارجة وهو يطلقها في كل حين بذكاء لمخاطبة العامة من الشعب السوداني ولتصل فكرته بطريقة مبسطه تتلقفها وسائل الإعلام وتضعها خطا عريضاً ، ولا أخفيكم بإعجابي كغيري لهذه الأمثال الشعبيّة الجميلة وتعابيره البليغة وإن تحفظنا في مناسبتها ، ولكن لاننكر أن الرجل يدخلها في لغة السياسة بدهاء وذكاء كبيرين كما عرف عنه وذلك ليأتي بغير مادرج عليه السياسين من خطاب فيحظى بتداول بين الناس ويخطف الأضواء ، وفي رايئ أن هذا النموذج من التصريحات اللطيفة والطريفة يصلح أن يكون مدرسة في لغة السياسة الجامدة والجافة والدبلوماسية في كثير من الأحيان .
وأذكر من الرؤساء الذين يخرجون من كثير من أسئلة الصحفيين التي تكون ” في الصميم ” الرئيس السابق حسني مبارك ، فهو عادة مايخرج من هذه الأسئلة بباب النكتة ، ففي إحدى لقاءاته مع الرئيس البشير كان هناك مؤتمراً صحفياً فسأل أحد الصحفيين الرئيس البشير عن قضية حلايب فماكان من مبارك إلا أن يقول ممـــــــــازحاً
ليخرج نفسه من الورطه ” إنتو مش عاوزين تتغدوا ولى إيه ” ثم غادر الرئيسان المنصة دون تصريح . وفي رد بليغ منسوب للأستاذ عبدالباسط سبدرات عندما تم تعيينه وزيراً للتربية والتعليم يقال أنه سٌئل عن علاقة التربية والتعليم بتخصصه في المحاماة فاجأب بفصاحته المعهودة ( المعلم والمحامي كلاهما يأكل من عرق لسانه ) .
وأحاول هنا أن أتوقف في بعض تعليقات السيد الصادق في بعض المواقف السياسية بطريقته الطريفة التي تستهوي كثيراً من الناس والمعذرة إن لم يصاغ بعضها ( بالنص ) كما وردت منه ، لأنها تعتمد على توثيق الذاكرة التي تخذلنا في بعض الأحيان
فمن أقواله في تعليق له عن المشاركة في حكومة عريضة قوله :
إذا دخلنا بالوضع الحالي فهذا ما نسميه “بمشطناها في قملتا”
ومن أقواله في التعليق على ثورة التعليم العالي وتعدد الجامعات في بدايات الإنقاذ:
دا زي العايز (يطعّم ) برميل ماء بملعقة سكر، فقد سكرو وماطعم مويتو
من أقوله في التعليق على تسليم البشير للمحكمة الجنائية” البشير جلدنا وما بنجر فيهو الشوك ” أيام وجود الترابي في السلطة وتصريحاته المتضاربة ، علّق الصادق المهدي قائلا نحن في السودان كأننا في عرس ولا ندري من العريس يوجد في السودان حاكم فاعل وحاكم نائب فاعل حكومة تستخدم كثير من الألفاظ المجازية
من أقواله اللطيفة والمعبرة والتي يبدو أن الرجل قد استخلصها بعد تجارب مريره بعد عودته من المعارضة بالخارج قوله ” شبر حرية في الوطن أفضل من ميل في الخارج
: من أقواله لا نقول لمصر كما قالت رابعة العدوية وهي تخاطب رب العزة
إذا كان الذي بيني وبينك عامرا فليت الذي بيني وبين العالمين خراب
بل نقول” إذا كان الذي بيننا وبينكم عامرا فليت الذي بيننا وبين الآخرين عمار”
ومن تعابيره الحزينة كانت في رثاء زوجته السيدة سارة الفاضل المهدي قال وهو ينعيها ” كنت أسمع فيها ضربات النحاس وأرى فيها ألوان الربيع ” ، غضب بعض الشيء عندما تبنت حكومة الإنقاذ المهدية، وقالت إنها ورثتها، فأطلقت جامعة الإمام المهدي،وأحيّت ذكرى أم دبيكرات، علق المهدي : فبدأ بذكر الآية الكريمة: إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه، ثم
استدعى قول الشاعر: إذا أراد الله نشر فضيلة طويت … أتاح لها لسان حسود.
لولا اشتعال النار فيما جاورت … لما عُرف طيب عرف العود .
قال معلقاً على الصحف التي نشرت خبر أزعجه باعتقاد استلامه لأموال من المؤتمر
الوطني قال : ” رزئت بلادنا بصحافة طائشة لا تفرق بين الخبر والفرية !
في خطبة عيد الأضحى بالجزيرة أبا معبرا عن سخريته من المشاركة
لن نقبل بنصيب الفأر في عليقة الفيل
في بداية حكم الإنقاذ علق :
أدخلت الجبهة الإسلامية الشعب إلى المساجد ودخلت السوق ، و لما قام مبارك الفاضل بعقد مؤتمره الذي أعلن فيه عن قيادة بديلة
للصادق المهدي، سئل الصادق المهدي عن تصرّف مبارك الفاضل
فقال بتهكم مقتبساً من الأغنية : أصبر خليهو الأيام بتوريهو.
وما أضحكني في لقاء بقناة الجزيرة الفضائية إستفزه أحمد منصور بسؤال في برنامجه المعروف ” شاهد على العصر ” أو لقاء اليوم لا أذكر قائلا : لماذا تقولون ان الإنقاذ حكم شمولي وقد تحالفتم مع أكبر شمولي وهو الرئيس الراحل جعفر نميري
عدّل الصادق في جلسته ورد بسخرية لأحمد منصور :
من العادة أن تذاكروا قبل أن تسألوننا يبدو أنك لم تذاكر اليوم جيّداُ ، ومن أطرف تعليقاته أيام التعبئة للإنتخابات وهو يخاطب لقاءاً جماهيرياً فقال موصياً لأنصاره أكلوا توركم وأدوا زولكم .
إنتقاء الكلمات والتعابير في عالم السياسة مهماً جداً وله مردودات سلباً أو إيجاباً يتشكل عليها الرأى العام لذلك أمر الله تعالى رسله عليهم الصلاة والسلام أن يحسنوا من خطابهم ويكون ليناً وحكيماً حتى مع الجبابرة قال تعالى : اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)،
فنحن نحتاج فعلاً لهذه المقبلات الشهية في تصريحات بعض الساسة الجافه لتخرجنا ولو مؤقتاً إلى أجواء من الطرفه فتصنع لنا ابتسامة في هذه الأجواء الكالحة .[/JUSTIFY]
بقلم : محمد الطـاهر العـيسابي
كاتب صحفي ومدّون
كدي ابحثوا يمكن تلقوا فيهو:lool: عرق رباطاب