جعفر عباس

عبدالصمد الصامد


عبدالصمد الصامد
أعلن المدعو فرانسيس فوكوياما، أن التاريخ انتهى بزوال منظومة الدول الاشتراكية وانتصار الليبرالية الغربية على نحو نهائي وحاسم، ويا ما اخطأ فوكوياما.. يا ما. فالاشتراكيون بدأوا في العودة إلى مسارح الحكم في معظم تلك الدول بعد أن اكتشفت شعوبها انه لن يسمح لها اللحاق بالعصر إلا كبشر من الدرجة الثانية وبشروط العم سام آل حام، ولو لم يستبدل فوكوياما جواز سفره الياباني بآخر أمريكي لما تسنى له إسماع صوته، وبالتالي فإنني سأضطر لتغيير اسمي إلى جعفروتو أباسياما لكي أعلن انتصار اللغة الانجليزية نهائيا وكومبليتلي وتماما على سائر اللغات بوصفها لغة التلفزيون والمعلوماتية. فصناعة الترفيه بشكل عام أصبحت احتكارا امريكيا وكل ما يتعلق بالكمبيوتر منشؤه او مصبه في امريكا. وحتى اللغة الانجليزية أصبحت امريكية الهجاء والتراكيب، وقد أدركت الاجيال العربية الطالعة والصاعدة (إلى أسفل) أن مستقبلها وقف على إجادتها للغة الانجليزية. ومن تابع ملحمة امتحانات الثانوية خلال الاسابيع القليلة الماضية (تتعامل معها الصحف العربية وكأنها معركة بقاء أو فناء للأمة: فرق صحفية جوالة ترابط داخل المدارس واستطلاعات لآراء الطلاب الذين يجمعون عادة على أن الاسئلة من وضع جماعة من كوكب زحل وأن الوقت المخصص لكل ورقة لا يكفي حتى لإلقاء نظرة سريعة على ما نسميه في السودان بخرات ويسميه غيرنا برشامات التي سهروا الليالي لإعدادها). وكتبت مرارا عن تجربتي عندما كنت مدرسا في إحدى مدارس الخرطوم الثانوية، وبلغني أن بعض الطلاب قاموا بطلاء جدران إحدى دروات المياه على نفقتهم ليكتبوا عليها ملخصات يلجأون إليها بعد بدء الامتحانات والاطلاع على الاسئلة بذريعة ان «صاحبكم مزنوق وعايز يروح الحمام»، وقبل بدء الامتحانات بقليل استأجرت عاملا على نفقتي فقام بغسل تلك الجدران المشبعة بالمعلومات الأكاديمية وكان مشهد اولئك التعساء يكسر الخاطر وهم يزورون ذلك الحمام ليكتشفوا أن جدرانه ارتدت إلى الأمية!.. المهم من تابع ملحمة الامتحانات تلك يدرك إلى أي مدى يعتبر الطلاب العرب اللغة الانجليزية هادمة اللذات ومفرقة الجماعات.
انظروا مثلا ما حاق بعبدالصمد وهو طالب من دولة الإمارات جلس ذات عام لامتحان الشهادة الثانوية واكتشف أن أحد المراقبين ومدير المدرسة التي كان يمتحن فيها كانا زميليه في المرحلة الثانوية في العصر الحجري الثاني، فبسبب اللغة الانجليزية الامبريالية ظل عبدالصمد يناضل لنيل الشهادة الثانوية لأكثر من 15 سنة حسوما: جلس ريجان على كرسي الحكم في واشنطن حتى أصيب ببواسير الذاكرة التي يسميها العامة «الزايمر» وخلفه جورج بوش الكندري (هكذا ظهر اسمه على جدار في الكويت بعد معركة التحرير)، وانهيت خدماته وجاء من بعده السيد بلبل الذي حول المكتب البيضاوي إلى مسرح للخيانة الزوجية.. وجاء جورج بشبوش (الثاني) المربوش ولخبط وخبص ثم ذهب، وعبدالصمد صامد.. واللغة الانجليزية تعانده. وتحررت غزة واصبح لها عمدة فلسطيني ثم مد العمدة نفوذه إلى تناتيف من أراضي الضفة الغربية وعبدالصمد يواصل صموده ويرفع رايات التحدي: لا صلح ولا تفاوض ولا سلام مع اللغة الانجليزية، واكتسح كائن هلامي اسمه جواهر ليالي القاهرة بصوتها الصفيحي وماتت أم كلثوم في قبرها مرة أخرى، واللغة الانجليزية تشهر عدة لاءات في وجه عبدالصمد، وتعرضت الامة العربية الباسلة للتحرش الجنسي والبوس الجماعي من قبل فتيات الفياجرا الفضائيات والطالب المزمن يذاكرالمنهج نفسه، ولو كان هناك إنصاف في النظام التعليمي في دولة الامارات لأصبح عبدالصمد رئيسا لإدارة مناهج المرحلة الثانوية في كل المواد ما عدا اللغة الانجليزية لأنه أصبح مرجعا لها وحجة في تلك المواد.. ونواصل غدا بإذن الله.

[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]

تعليق واحد

  1. ابو الجعافر ( مسكاقنى)( سرن اقمن)خليك من سطوة الانجليزبة وانحدار الاخريات منها العربية هنالك ياجافر دعوة لانقراضنا نحن الرطانة فى السودان بنى دنقل والمحس وكل قبائل الرطانة والدعوة من الاستاذ حسين خوجلى طالب بودء الرطانات وبالتالى ودء ناطقيها تلفائيا وانقراضهم الحق ناسك قبل فوات الاوان