نور الدين مدني

التراضي والديمقراطية

[ALIGN=JUSTIFY]* عندما دعمنا مشروع التراضي الوطني الذي طرحه حزب الأمة القومي كنا ننتظر ان يتم الاتفاق عليه من كل الأحزاب في الحكومة والمعارضة، ليكون الأساس للاتفاق السياسي القومي المنشود وعندما رحبنا بالتوقيع على وثيقة التراضي بين حزب الأمة والمؤتمر الوطني كنا ومازلنا نطمح في ان يتبلور مشروع التراضي ويتحول إلى اتفاق قومي.
* وكنا قد رحبنا بالمساعي التي قامت بها لجنة جمع الصف الوطني داخل حزب الأمة التي نظمت ورشة عمل بجامعة الأحفاد تنادى لها قادة حزب الأمة وكنا أيضاً نطمح في ان تصل هذه المساعي لغاياتها ويلتئم (صف الأمة) كما كان قبل مؤتمر سوبا وتداعياته، ولكن للأسف تحطمت مساعي التراضي الوطني داخل حزب الأمة بفعل التصريحات الحادة من طرفي الأزمة عطلت هذه المساعي.
* رحبنا أيضاً بكل المساعي والمبادرات الرامية لإعادة ترتيب البيت الاتحادي لاقتناعنا بأن الديمقراطية لكي تعود معافاة لا بد من وجود أحزاب ديمقراطية قوية ومؤثرة ولكن للأسف ما ان تقوم مبادرة ونستبشر خيراً بخطواتها الأولى حتى نفاجأ بتيار اتحادي يتحرك في الاتجاه المعاكس.
* نقول هذا بمناسبة الخبر الذي احتفت به بعض الصحف قبل يومين حول لقاء لتوحيد الحزب الاتحادي الديمقراطي (المرجعيات) والحزب الاتحادي (الموحد)، وندفع بهذه الخطوة أيضاً ولكننا نقول انه لا بد من تحرك فاعل من قادة الحزب الاتحادي برئاسة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني لدفع مساعي إعادة ترتيب البيت الاتحادي ديمقراطيا ومؤسسياً.
* نفس الشئ قلناه عندما عقدت الحركة الشعبية مؤتمرها الثاني الذي عبرت به وبقيادتها موحدة متماسكة إلى بر الأمان رغم كل الأنواء والمؤامرات التي كانت تستهدف الوقيعة بين قادة الحركة، ومازلنا ننتظر الكثير من الحركة الشعبية التي تحولت عملياً إلى حزب جماهيري لا بد من تنزيل برنامجه إلى أرض الواقع ليمشي وسط المواطنين خدمات وتنمية وعمراناً.
* هذا أيضاً ما نرجوه لحزب المؤتمر الوطني بشقيه الحكومي والمعارض لأننا نريد ان نعود بالبلاد إلى مرحلة الصراع السياسي الفكري والبرامجي بدلاً من هذه النزاعات التي إتخذت طابعاً جهوياً وقبلياً بغيضاً لا نريد ان نقول ان أحداث أم درمان كانت إحدى ثماره المرة.
* إننا باختصار نرى ان المخرج السلمي للوطن والمواطنين يمر عبر هذا التراضي الوطني الذي يقوم على أساس الاعتراف الكامل بالآخر وبكامل حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعدلية في وطن يسع الجميع.
* نتمسك بتنفيذ الاتفاقيات القائمة، خاصة في جوانبها السياسية والاقتصادية والقانونية والعدلية بلا هيمنة أو اقصاء أو قهر أو عنف أو عودة إلى الوراء.[/ALIGN] كلام الناس – السوداني-العدد رقم:915 – 2008-05-31
noradin@msn.com