دخل العضم
أهلنا يقولون إن الصيام يبدأ بطهارة اللحم ومن ثم يدلف الى طهارة العضم وقبل كل ذلك طهارة النفس.. مبروك التوصل لهذه النتيجة.. واليوم والصيام على مشارف العضم.. كنت من قبل قد كتبت عن «عضم التلميذ» ووجدت تعليقاً أدركته متأخراً حول ذات الأمر يقول راسله «سلام من الله عليك.. أتابع دائماً مقالاتكم في هذا العمود الحي.. وحياته تأتي من كونه يلمس هموم الأحياء الذين تطحنهم طواحين الحياة ويجدون أحياناً مثلكم من يلمس بكف حانيه بعض مواضع الأوجاع فيها مواساة لهم.. وهذا ما يفتقدونه ومن ذلك ما ورد تحت عنوان «عضم التلميذ» وهي من القضايا المؤلمة لكل من كان له قلب أو ألقى النظر على أعداد ضخمة من تلاميذ التعليم العام في أنحاء السودان يذهبون لتلقي العلم ببطون خاوية وهم في مرحلة عمرية تتطلب تغذية متكاملة لضمان نمو عقلي وجسمي متوازن وما يمكن أن يصرف لمعالجة هذا الوضع من سوء التغذية يقلل كثيراً من فاتورة غير مرئية ولكنها ضخمة يدفعها الجميع في معالجة أمراض وخلل تربوي وتدني في النتائج في مقبل السنوات هذا غير ضعف القدرة على الإنتاج وتدني مستوى الإنتاجية المتوقع من هؤلاء الذين واجهوا سوء التغذية في هذه المرحلة.. لم تكن المشكلة بهذه الأبعاد في العقود الماضية في السودان حيث كان التلاميذ في كل مدن السودان وباديته ينعمون بتغذية جيدة توفرها لهم بيئاتهم المحلية في تنوع غذائي كافٍ ولكن بفعل عوامل كثيرة كما تعلمين تدهورت هذه البيئات في مدن السودان وقراه ولم تعد قادرة على توفر لقمة العيش التي تتوفر فيها العناصر الغذائية الضرورية للأجسام وتغيرت أنماط الغذاء لدى غالبيتهم لأنواع ليست بمستوي ذلك النوع الذي ينتجونه ويضعونه محلياً وهذا ما يشكل هذه المشكلة ذات الأبعاد الخطيرة فما الحل؟ لا يمكن طبعاً إعادة تلك الأوضاع السابقة في عادات الأكل التي كانت تمنع وجود مثل هذا السوء من التغذية ومن الصعب أن تتكفل الدولة بتوفير برنامج غذائي للتلاميذ في المدارس. مثلما كان الحال في برنامج الغذاء المدرسي إبان وجود الداخليات المدرسية، الحل يبدأ من أفكار جديدة ومتنوعة وما ورد في مقالكم يمثل نموذجاً لذلك.. وتعلمين أن الإحساس بالمشكلة هو بداية الحل ويسرني أن أطرح فكرة جديدة وبسيطة تتمثل في بداية بسيطة هي تنوير أولياء الأمور بأبعاد المشكلة ودعوة خبراء التغذية لوضع حلول تشترك فيها أطراف العملية التعليمية المنزلية والمدرسة والمجتمع لتضع الحلول العلمية حسب واقع كل مدرسة تعاني من المشكلة وختاماً لك تحياتي وتقديري..د. يحيى الصاوي-جامعة البحر الأحمر
التعقيب:
حقيقة أخي الدكتور يحي يبقى أمر المدارس وتلاميذها من أولويات المجتمع ونسمع هذه الأيام عن معالجة ولاية الخرطوم لأمر الوجبة المدرسية موجهات عديدة نأمل أن تؤتي أكلها وثمارها ويصبح الأمر ميسوراً بذات القدر أن تكون مساهمة المجتمع في حل مشكلة وجبات الطلاب المعدمين فاعلة وذلك بإحساس الجميع بأن الطلاب أبناؤهم ومستقبلهم القادم.. وليس خافي على البعض أنه في الزمان الماضي كان هؤلاء الطلاب يعودون الى بيوت أهلهم إن كانت قريبة يتناولون معهم الموجود سواء أكان «بايت» أو ما يسد الرمق.. ورغم أن تسريح التلاميذ للعودة يمثل خرقاً للنظام إلا أن ذلك كان يسد الفرقة..
آخر الكلام:-فلذات أكبادنا.. أملنا القادم لابد من رعايتهم رعاية كاملة.. وبطونهم وعقولهم محلاً للإشباع والإرواء.. أدام الله تلاميذ البلاد مكرمين معززين من أجل سودان كريم مرفوع الرأس غير منكسر الخاطر أو منخفض الجبين.
مع محبتي للجميع..
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]