فدوى موسى

الكديسة

الكديسة
أعوذ بالله.. بسم الله «عبدو» ينتهر «كديسته «النفسية» التي تزاوره كثيراً هذه الأيام وتحدثه عن شياطين التفاصيل التي يتوهمها عند الآخرين.. فإن قالوا له ما عرفت بأن الزي الموحد لمؤسسة زيد أو عبيد تم تغييره إلا وفاجأ القائلين «أكيد فلان ولا فلانة عمل ليهو مصنع أو مشغل وعايز يدوره».. وإن قالوا له إن البلد مقبلة على حالة تقشف من أجل الانطلاقة في رحاب الكيان الموحد غير قابل للتنوع قال لهم «لا.. لا بعد إيه.. بعد ما اختلط الحابل بالنابل ولبس المغلوب على أمره ثوب الانكسار والذلة».. فإن قالوا له «برنامج أغاني الأغاني حرام» قال لهم «بقت على البرنامج المحبوب ما تفتشوا ليكم هجيمة من هجايمكم الكثيرة ومسيخة..» فإن سكتوا عنه وتركوه لحال سبيله قامت عليه «الكديسة.. انتو الجماعة ديل مالم، إلا ساكتين ليهم فوق رأي الله يستر».

الكاميرا الخفية:

حالة الضمير المراقب الواعي التي تفارق الكثير عندما يدخلوا في مرحلة «كلكم حصان ما لم يرود» توضح أن التنظير وأدبيات الكلام في حالة جفاء مع الواقع عندما تدخل حقيقة في مرحلة الامتحان والتمحيص.. يظل البعض يروي أنهم دائماً في مكان المباديء والمثل وأيديهم باردة إلى أن ترتفع درجات الواقع بؤساً فتتساقط بعض من قيم ومبادئ ويكون الممسك عليهن كالممسك بالجمار والنيران.. فعذراً لكل من فشل في هذا الامتحان واضطر لتغيير بعض الثوب نقوشاً وتطريزاً.. أما زلتم حصان لم يراود.. لا نسطيع أن نقول أن هناك مقاييس وموازين تراقبكم لتحدد مليجرامات الصحيح والخطأ.. لكن فقط فعلوا كاميراتكم الخفية.

عنت وعنت:

انتظروا أن تفاجكم الحكومة ببرنامج جماهيري كبير اسمه «عنت وعنت» تخاطب فيه مكمن خصوصيتكم وتسلبكم حقكم في اختيار ماذا تشاهدون وقليلاً قليلاً ستهجم عليكم مدججة بكل أسلحة الاستعلاء لتحدد لكم ماذا تشربون وتأكلون إن لم يكن ذلك قد حدث فعلاً خلال «عنت وعنت» الأسعار.. لذلك ننصحكم بهجرة برنامج التلفزيونات والقنوات الفضائية التي للحكومة أيدي واضحة فيها أو مستترة.. خليها تشاهدها «براها» وتصدقها وتطبل ليها.. أما انتم فعليكم بالتجوال والريموت الى أن يهدأ حال العنت الرسمي.. وثقوا انهم سيصابون بحالة دوران ولف في المفاهيم الاستعلائية وحال ذلك سيعودون إليكم كما عادوا أيام الانتخابات اياها.

آخر الكلام:

معليش كلكم عندكم «كدايس» فقط «عبدو» كان أكثر صراحة مع نفسه وكديسته.. أما أكبر «الكدايس» فهي كديسة النظام الحالي التي صارت تحشر أنفها في كل صغيرة وكبيرة دون تبرير مقنع ولسان الحال «كديستي وكديستك اتشاكلوا مع كدايسنا».
مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]