نور الدين مدني
بين الثقافة والسياسة
* كنت من المحظوظين الذين شهدوا عصر المسرح الذهبي في أواخر عهد وزير الإعلام والثقافة عبد الماجد أبو حسبو وعهد إدارة الفكي عبد الرحمن بالمسرح وأواخر انجازات خالد أبو الروس وإبراهيم العبادي, كما عايشت أيام تألق الفاضل سعيد وأحمد عاطف والسر قدور وإسماعيل خورشيد وعثمان حميدة (تور الجر) ومحمود سراج (ابو قبورة) وعثمان أحمد حمد (أبو دليبة) وحامد التاج وحسن عبد المجيد وأبو العباس محمد طاهر وحمدنا الله عبد القادر ويس عبد القادر وعمر الحميدي وعمر الخضر ومحمد شريف علي ومكي سنادة وهاشم صديق وأمين الشبلي وفضيلي جماع وتحية زروق وآسيا عبد الماجد وفايزة عمسيب وفتحية محمد أحمد وبلقيس عوض ونعمات حماد ونادية أحمد بابكر وناهد حسن وسمية عبد اللطيف وغيرهم وغيرهن من نجوم المسرح الذين مازالوا يحملون راية المسرح ويقبضون على جمر رسالته.
* لذلك حرصت كما حرص كثير من الصحفيين والإعلاميين وكوكبة من أصدقاء سفير المسرح السوداني للعالم علي مهدي على حضور حفل التكريم الذي أقامه له الامام الصادق المهدي بمنزله بالملازمين أمسية الأربعاء الماضي، لأن السياسة التي سرقتنا عنوة من دنيا الآداب والفنون لم تستطع ابعادنا تماماً عن هذا العالم الرحب الجميل.
* بل اكتشفنا ان السياسة رغم قسوتها الظاهرة ليست بعيدة عن الآداب والفنون وكل مجالات الحياة المتشابكة المتداخلة التي تأخذ بعضها برقاب بعض.
* لذلك أيضاً لم يكن غريباً من الامام الصادق المهدي المعروف باهتمامه بكل ضروب العمل العام بما في ذلك الرياضة والثقافة والفنون ان يحتفي بانتخاب علي مهدي نائباً لرئيس الهيئة الدولية للمسرح.
* كذلك لم يكن غريباً على الامام الذي رعى منتدى بين الصحافة والسياسة ان يتبنى مشروعاً للشراكة بين الثقافة والسياسة بمناسبة تكريمه لسفير المسرح السوداني في العالم علي مهدي.
* الحركة الثقافية في بلادنا أدت دوراً فاعلاً ومؤثراً في مجمل حياتنا بما فيها الحياة السياسية وقد أسهم المسرحيون السودانيون في تغذية وجداننا وتطهير دواخلنا عبر أعمالهم المسرحية الحية, وفي تقديم علي مهدي للعالم.
* التحية لكل المسرحيين السودانيين الأحياء منهم والذين رحلوا عن هذه الفانية وتحية خاصة لأولئك الذين مازالوا يواصلون العطاء ويجتهدون في استكمال مسيرة المسرح رغم كل الأنواء المحيطة والمحبطة.[/ALIGN]
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1046 – 2008-10-11