أبو الجعافر الباشكاتب
كانت للشيخ صيغة ثابتة في استهلال كل رسالة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. نشتاق اليكم اشتياق الطير الى أعشاشها واشتياق الصائم الى الغروب وإن سألتم عنا فنحن والحمدلله بخير ولا ينقصنا سوى عدم مشاهدتكم الغالية (مع ان العبارة تعني أن مشاهدتكم لا تفرق معنا ولو قال «لا تنقصنا سوى مشاهدتكم« لاستقام المعنى الذي كان يبتغيه) وكانت الرسائل كلها تنتهي عنده بـ«ويغريكم السلام …« ويلي ذلك طابور من الأسماء، معظمها نسوية .. يغريكم السلام تحريف لـ«يقرئكم السلام« وبصراحة كنت أيضا اكتبها بتلك الطريقة الخطأ بسبب علة في العامية السودانية في عدم التمييز بين الغين والقاف (ونحن في هذا أفضل حالا من بعض الشعوب العربية التي تنعكس عاداتها في الكلام العامي على كتاباتها بالفصحى). كلما تذكرت تلك الحقبة من عمري أحسست باحترام عميق وجارف لنساء منطقتنا.. نعم كل بيوتنا قريبة جدا من النيل، ولكن مساحة الرقعة المزروعة عندنا ضيقة جدا لأن الصحراء الكبرى والتلال الصخرية تكاد تبتلع النيل نفسه.. وكثيرون يعتبرون الصعايدة في مصر أغبياء ومجانين لأنهم يتعاركون بالسلاح على قطعة أرض قد لا تزيد مساحتها على 12 مترا مربعا.. ولكن من يعرف قسوة الحياة في الريف مثلي يجد العذر للصعايدة في انفعالاتهم المفرطة في كل أمر يتعلق بالأرض.. دعوني أعطيكم مثالا بسيطا: عندما كنت صغيرا كانت أرض جدي من ناحية الأب أو الأم آلاف الأمتار المربعة الخصبة، ولو أردنا اليوم تقاسم تلك الأرض أنا وابناء خؤولتي وعمومتي فإن نصيب الواحد منا قد لا يزيد على مساحة قبر، فما بالك بمن لم يرثوا أصلا أرضا كبيرة المساحة وهم الغالبية؟ وهكذا فإن ضيق الأراضي الصالحة للزراعة حمل معظم رجال بلدتنا على الهجرة تاركين امر تربية وتنشئة العيال لزوجاتهم، ومن ثم كان هناك سوق رائج لكتابة الرسائل.. ولم تكن هجرة مثل هجرتنا نحن الذين أسعدنا الحظ بالعثور على وظائف في دول غنية، بل الى مدن تعبانة في وسط السودان كعمال بأجور هزيلة لا تسمح لهم باستقدام عائلاتهم.. أبي مثلا، قرر وهو شاب في نحو التاسعة عشرة أنه لا طائل من عمله في مجال الزراعة، ومن دون إبلاغ كبار العائلة هرب الى مصر سيرا على الأقدام.. وصل الى أسوان بعد مسيرة نحو شهرين ومن هناك أخذ القطار الى الاسكندرية حيث شقيقه الأكبر الذي ضربه وأمره بالعودة فورا الى «البلد« بعد ان زوده بقيمة التذاكر بالقطار، وغادر ابي مصر ولكنه بدلا من ان يعود الى بلدتنا واصل الرحلة الى الخرطوم حيث عمل في البواخر النيلية (وهكذا صارت عائلتنا برجوازية لأن والدي كان يتقاضى راتبه نقدا بينما غيره من الآباء كان يقايض المحاصيل بالسلع الضرورية).
زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com
هههههههههههههههههههههههههههههههه
يا أبو الجعافر يا مجنون حبابك ألف في النيلين
ونورت الساحه بي قلمك الما نصيح وربنا ما يحرمنا من
إبداعاتك يا مبدع
انت عارف الأخطاء الإملائية لسه موجوده
والغريبه على قول الهنود والباكستانين ( same same )
مشكلة الغين والقاف
و ما عارف منك ولا من ناس الموقع
الاااااااااااااااااا وهي اسم العامود
زاويه قائمه ,,, وهنا مكتوب زاوية غائمه
عاد ده كلام 😉
وربنا يديك الصحه والعافيه
ابو الجعافرة متعك الله بالصحة والعافية وانفع بكتاباتك النيرة قلوب السودانيين جمعيا المتابعين لكتاباتك .
يعني الكلام دة شنو ان الارض كبير ولما نقسموا حيكون نصيب كل واحد مثل القبر
معناه ان ناسنا يهاجروا من المنطقة ، واذا كان قصدك ذلك وين يهاجروا يسيبو ارض الاجداد لمن ، انت كمان بقين زي كيزان الحكومة تريد تهاجر وتبيع ارضك لغيرك عشان يدوك شوية قريشات وبيت تعبان معروش بالسرطان وارض زراعي لا يصلح تزرعه ولا تستفيد من زراعته لمدة اكثر من عشرة سنوات .
اخوك
رضاء الدين محمد سليمان بخيت – من ابناء المحس
والدي كان رئيس صندل في الوابورات منذ عام 1941م وحتى عام 1980م واعطاوه مكافاة 1800 جنيه في وقته ولم يعطوه اي معاش فهذا بمثابة شكوي مني لك
😎
استاذ ابو الجعافر كنت باحب اقرا مقالاتك عشان انا خريجه اداب وبفخر بي كده بس بالاضافه لانها روعه