رأي ومقالات

فيضان الدندر … هــلاّ أوفيت عهدك يا طـه

[JUSTIFY]في أكتوبر الماضي كتبتُ مشيرا إلى أن البلاد شهدت خلال العقدين الماضيين، بروز حركات احتجاجية، ومطلبية، تطور بعضها إلى نزعات استقلالية، فيما كانت الأرضية المشتركة بين هذا وذاك قضايا التنمية والتهميش وظلم المركز وقبضته، حتى بدا الأمر وكأنها ثورة الأطراف المهمَّشة على المركز القابض… في دارفور كانت لغة السلاح هي السائدة لإسماع المركز، وكذا في الشرق، وهؤلاء، استعاروا من الجنوب «لغته الحربية»… وفي الشمال بلغت الحركات الاحتجاجية، والمطلبية ذروتها، ولهؤلاء وأولئك، التفت المركز واستجاب لمطالبهم في التنمية، حتى برزت قناعة لدى الكثيرين أن الإنقاذ لا تلتفت إلا لمن يحمل السلاح، أو يهدد بالاجتياح، غير أن لغة «التنبيه» في منطقة الدندر خالفت كل التوقعات، إذ تمرد النهر الوديع هناك، نيابة عن أهل المنطقة، وزمجر كما «أسد» هصور وحاكى غضبة الحليم، وفاض كما لم يفض من قبل، وثار ثورة تضاءلت بجانبها ثورات الربيع العربي، ولم يكتفِ بلفت نظر المركز القابض، ولكنه تعداه إلى جذب انتباه العالم كله، وقد تناقلت ثورته القنوات الفضائية العربية والعالمية والمحطات الإسفيرية، والمواقع الإلكترونية، خاصة بعد إعلان والي سنار أحمد عباس أن الدندر منطقة «كوارث»، لتتبارى المنظمات التطوعية، والشركات والخيِّرون وتدافعوا لإغاثة المنكوبين، هذا فضلا عن اهتمام بالغ أولته الحكومة المركزية على أعلى مستوياتها لهذه الكارثة، كان آخر هذه الاهتمامات المركزية، ما أعلنه والي سنار أحمد عباس من استجابة عالية من النائب الأول علي عثمان محمد طه أمام ملتقى أبناء ولاية سنار بالعاصمة القومية الذي انعقد في أكتوبر الماضي بقاعة الصداقة بالخرطوم، لاستنفار جهود الخيِّرين والمنظمات، وأكد عباس أثناء الملتقى أن المركز استجاب لكل النداءات والمطالب بصورة لم يسبق لها مثيل، مشيرًا في هذا الصدد إلى الاهتمام الشخصي الكبير من طه.

وقال الوالي: إن علي عثمان قام في الحال بتسليمهم مبلغ «تسعة مليارات وتسعمائة جنيه»، لردم الطرق بصورة عاجلة لإنقاذ موسم الحصاد، ومبلغ مليارين أخرى للمدارس وقال إن النائب الأول دفع هذه المبالغ كاملة ولم يؤجل منها شيئًا، كما دفع بـ «70» آلية تعمل الآن في إعادة فتح الطرق، مشيرًا إلى توجيه النائب الأول ببناء أربعة جسور بالمنطقة، مؤكدًا أن اثنين منها دخلت موازنة «2013»… كان ذلك هو الحال في أكتوبر الماضي، لكن الواقع الآن حسب إفادات القائمين بالأمر أن المبلغ الذي أعلنه علي عثمان لم يأت منه ولا مليم واحد، وأعلم يقينًا أن آثار الفيضان المدمِّرة مازالت قائمة وأن أسرًا كثيرة مازالت مشرَّدة فيما سعى كثيرون لإعادة توطين أنفسهم دون مساعدة من أحد… هذه الرسالة نوجهها مرة ثانية للسيد النائب الأول لرئيس الجمهورية ونؤكد له أن المعاناة التي خلفها الفيضان مازالت قائمة، وأن أهلك في الدندر مازالوا ينتظرون وعدك والتزاماتك المالية، وما نحن إلا مذكرين بوعد قطعته معهم فهلا أوفيت.

صحيفة الإنتباهة
أحمد يوسف التاي[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. [SIZE=6]غريبة انو لقيت عدد قراء هذا الخبر صفر قارئ ؟؟ فعلا اذا لم يستلم اهالي منطقة الدندر التبرعات المذكورة سلفا ولم تقم الجسور الموعود بها فان علي النائب الاول الاستقالة او تقديم الحرامية للمحاكمة..شنو الاستهتار والفساد ده ياخ ملينا من اللامبالاة دي[/SIZE]

  2. [SIZE=3]واحد في اثنين يا علي عثمان كذاب كبير ومنافق يا احمد عباس حراااامي , وحا اجي الفيضان السنة دي وحا تسمعوا نفس الكلام , وصحيح مليون في المية المركز لا يفهم الا لغة السلاح[/SIZE]