نادية عثمان مختار
كعك الشعب و(بيتي فور) الحكومة!!
ذكرت كل ذلك في كتاباتي للأيام القليلة الماضية وناديت الحكومة وناشدتها مراراً وتكراراً أن تسعف المواطنين الشرفاء أصحاب هذه البلد وكل ما فيها من خيرات عظيمة تنعم بها الحكومة ويرفل في عزها الحكام ومن والاهم!! وحدهم لا شريك لهم!!
ولكن كل نداءاتي وصرخات الزملاء الأفاضل كتاب الأعمدة الصحفية راحت هباءً منثوراً وجف مداد أقلامنا دون أن يتحرك ساكن الحكومة التي أظن (وليس كل الظن إثماً)، أن مسؤوليها إما أنهم لا يمرون ولو مرور الكرام على ما يكتب الصحافيين أو أنهم يقرأونه ويتجاهلونه عملاً بسياسة (أضان الحكومة طرشة) أو ربما بحسبان أن ما نكتبه لا يعدو في نظرهم كونه (كلام جرايد ساي) وهرطقة صحافيين (ما عندهم شغلة) كما يعتقد سادتهم وسيادتهم!!
ورد إلى بريدي الالكتروني عدد من الرسائل وأخرى شفاهية، طالبني أصحابها أن استمر في الكتابة عن غلاء الأسعار وجنونها، علّ ذلك يستفز إما الحكومة لتراجع حساباتها وتتقي الله في شعب شقق حزام التقشف القاسي بطنه الخاوية! أو أنها تستفز الشعب الصابر فيخرج في (ثورة الجياع) الذين هدهم الصبر على تجاهل الحكومة فيما يتعلق بتخفيض الأسعار واستقرار أوضاع قوته وقوت أبنائه!!
كانت أكثر الرسائل تأثيراً في نفسي تلك التي خاطبتني فيها سيدة محترمة بقولها: (يا بتي رمضان انتهى وعديناه بالفي والمافي وما شربنا الحلو مر لأنو جردله غالي ما بنقدر عليهو لكن كدي اكتبي للحكومة دي وذكريها إنو العيد فضل ليهو أيام أها جردل الخبيز كيف مع أسعار الدقيق دي؟!!)
نعم العيد على الأبواب كل عام وأنتم بألف خير.. ولعل أطفال وأحفاد المسؤولين قد نعموا بشراء الملابس الجديدة والألعاب الغالية وبالتأكيد ستأتي (جرادل) الخبيز بكافة أشكاله ومسمياته العديدة من فئة (البيتي فور والمنيه والباتون ساليه) وغيره لتزيين صالونات الضيافة في فلل وقصور السادة الحكوميين!!
فهل يا ترى ستعمل الحكومة وفق سياسة كريمة تجاه شعبها لتقول لهم: (جرادل الحلو مر الجفلن خلوهن .. اقرعوا جرادل الكعك).
يا سادة.. إن حكومة لا ترأف ولا تحن لحال شعبها في شهر الصيام ولا في الفطر ناهيك عن باقي أيام الله الأخرى، لا بد من أنه سينالها غضبه يوماً ومن قبل غضبة الشعب غضب الله عزّ وجلّ..!!
و
عيد بأي حال عدت يا عيد؟!
نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/8/21
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]