رأي ومقالات

هــــــل هــنــاك محاولــــة لبيـــع أبــيــي؟!


[JUSTIFY]حذارِ… ثم حذارِ!! من التساهل أو التلاعب في قضية أبيي أو تركها تواجه عواصف التسويات السياسيَّة الخائبة!!
تتكشَّف مع كل إطلالة شمس لعبة جديدة في هذه القضيَّة الشائكة، والتي لولا نيفاشا وتفريط المفاوض السوداني وغفلتُه، لما دخلت هذه المنطقة السودانيَّة الصميمة هذا الوحل، وغاصت في طين المماطلات والتسويات، ولولا موقف قوي من رئيس الجمهوريَّة شخصياً لمعرفته بالمنطقة وأهلها وحرصه عليها، لضاعت أبيي إلى الأبد، وسبب ضياعها منهج التفاوض الذي يسير عليه مفاوضو الحكومة وسوء التقدير والقابليَّة للقبول بكل شيء… خلال الفترة الماضية منذ توقيع اتفاقيَّة «20» يونيو «2011» بين الحكومة السودانيَّة وحكومة الجنوب الذي لم يعلن عن قيام دولته حتى تلك اللحظة، كانت هناك محاولات حثيثة لإقرار صيغة حول أبيي لن تكون مآلاتها حميدة على الإطلاق وليست في صالح المسيريَّة!
ومن عجبٍ أنه عند البدء في تطبيق تلك الاتفاقيَّة وقيام اللجنة الإشرافية المشترَكة برئيسيها المشترَكين الخير الفهيم المكي من السودان ولوكا بيونق من دولة الجنوب، لم تنقطع الأعمال والمؤامرات الخارجيَّة عبر أطراف إقليميَّة ودوليَّة ومحليَّة لتغيير الواقع ودفعه في اتجاه خواتيم ونهايات ضد إرادة أصحاب الأرض المسيريَّة، وسعت هذه المحاولات والمؤامرات عبر وسائل شتى لتعطيل الحلول الموضوعيَّة المعقولة والمقبولة وصناعة صيغ لو أُقِرَّت وتمت الموافقة عليها لكانت أوخم العواقب قد وقعت بالفعل…

تم الاتفاق في الاتفاقية والترتيبات التي تلتها على قيام المؤسَّسات المدنيَّة وهياكل الإداريَّة وهي رئاسة الإدارية والمجلس التشريعي والشرطة، لتمهِّد هذه المؤسَّسات لقيام الاستفتاء حول مصيرها، وماطلت حكومة دولة الجنوب كثيراً لمنع قيام هذه المؤسَّسات والهياكل وتعويقها، وقدَّمت مقترحات عديدة أشهرها مقترح رئيس الآليَّة الإفريقيَّة رفيعة المستوى ثابو مبيكي الذي يحرم المسيرية من التصويت في الاستفتاء، وقوبل هذا المقترح بالتحفُّظ من قِبل الحكومة والرفض من المسيريَّة الطرف الأصيل في هذه القضيَّة، وتراجع وانزوى هذا المقترح الغريب الذي وُلد من بويضة أمريكيَّة فاسدة كانت تريد حسم القضية بالضربة القاضية وفشلت..
وسارت الأمور حتى توقيع اتفاقيات التعاون في سبتمبر «2012»، وتم تجاوز الخلاف بين السودان وجنوب السودان حول أبيي، بالاتفاق على تكوين المؤسَّسات المدنيَّة وهياكل الإداريَّة وترتيب العودة الطوعيَّة وعودة الحياة الطبيعيّة إلى ما كانت عليه، ومن ثم الشروع في حلول مباشرة أقرَّتها الاتفاقية المبرمة في يونيو «2011م» للوصول للحل النهائي.

وبعد الموافقة على أن يكون رئيس الإداريَّة من دولة الجنوب والإدارات الخمس توزع شبه مناصفة «ثلاث من الجنوب واثنتان من السودان» مع وجود نائب من السودان لرئيس الإداريَّة، ومجلس تشريعي رئيسه من السودان «من المسيريَّة»، اتفق على أن يكون المجلس التشريعي من عشرين عضواً، ولم ينص أي بند في الاتفاقيَّة على طبيعة تكوين المجلس التشريعي وتصنيفه…
لكن الغريب أنَّه برز رأي من وفد التفاوض السوداني.. ويا للعجب يؤيِّد منح دولة الجنوب «12» عضواً في المجلس التشريعي لإدارية أبيي، و«8» أعضاء يتبعون للسُّودان، يكون أربعة منهم من دينكا نقوك التابعين للسودان، ولا يحصل المسيريَّة كقبيلة صاحبة الأرض إلا على أربعة نواب في المجلس التشريعي مقابل ستة عشر كلهم من دينكا نقوك التابعين لدولة الجنوب والماكثين في السودان… ومعروف أن الولاء لدى جميع دينكا نقوك لن يكون إلا للخيار الذي يريدونه وهو الذهاب جنوباً..
عارض المسيريَّة هذه الاتجاهات، وخلال الاجتماعات التي تعقدها قيادات الدولة للاستماع لتقارير دوريَّة حول الوضع برز هذا الاتجاه في أحاديث البعض خاصَّة عقب حل اللجنة السابقة التي كانت تُدير ملف أبيي ويرأسها وزير الدولة إدريس محمد عبد القادر، وتذرَّع أصحاب هذا الرأي بما يسمَّى بخارطة طريق وُقِّعت عقب اتفاقية يونيو «2011م.» وقَّعها والي جنوب كردفان أحمد هرون وهي خارطة طريق غير مُلزمة ولا قيمة لها مقابل الاتفاقيَّة وما يجري على الأرض..

أي موافقة على إعطاء دينكا نقوك أفضليَّة وأغلبيَّة في المجلس التشريعي ستكون لها نتائج كارثية على تبعية المنطقة لأنَّ ما سيحدث سيكون مُستنسخاً لما حدث في إقليم كوسوفو في صربيا الذي نال استقلاله وحدِّد مصيره بتصويت من البرلمان الكوسوفي بأغلبية كاسحة.. وسارع مجلس الأمن الدولي بإيعاز وتأليب من أمريكاً برغم عدم وجود مسوِّغ قانوني للاعتراف بكسوفو..
فهل هناك جهات سودانيَّة تسعى لبيع أبيي في وضح النهار والتآمر على المسيريَّة إلى درجة تحريض المجموعة الباقية من دينكا نقوك التابعة للمؤتمر الوطني لإصدار بيانات ومذكِّرات تُرفع للرئيس ضد رئيس اللجنة الإشرافيَّة المشترَك وتُثير الغبار حوله لمجرَّد أنَّه رفض المحاولات الجارية لتسوية بلهاء لقضيَّة أبيي وبيعها بثمن بخس؟! نواصل…

الطيب مصطفى
صحيفة الإنتباهة [/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. [B]ووووقسماً عظماً نحن مع أهلنا المسيرية
    وأبيي دونها المهج والأرواح
    أبيي قضية السودان بأكمله وليست قضية المسيرية لحالهم
    التحية والتقدير والإحترام لأهلنا فرسان المسيرية [/B]

  2. إدريس وما أدراك ما إدريس!!!! من هو !!!!ولماذا هو رئيس الوفد !!!و إلى متى؟!!! ولمصلحة من يُقدّم التنازلات تلو التنازلات ،والحريات الأربعة وما أدراك ما الحريات الأربعة؟ وعندي سؤال أرجو أن أجد له إجابة: هل صحيح إن وفد السودان هو الذي تبرع بموضوع الحريات الأربعة؟ إذا كان هذا الكلام صحيح يكون هذا جرم وإعتداء صارخ على إرادة الشعب السوداني وإنبطاح لإزدراء باقان وأمثالهعلى الشعب السوداني. ولا يستحق من تبرع بهذا أن يكون رئيساً لوفد تفاوض أبداً.