رأي ومقالات

الهندي عز الدين : نيفاشا انتهت بخيرها القليل .. وشرها الكثير، فلا تبعثوها للحياة، أماتها الله.. وحمانا وحماكم

برتكولات (نيفاشا) – بما فيها برتكول “أبيي” ومنطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق – انتهت، وفقدت صلاحيتها بانتهاء الفترة الانتقالية لاتفاقية السلام الشامل، وقيام الاستفتاء على تقرير المصير وإعلان (جنوب السودان) دولة مستقلة ذات سيادة وعضوية في الأمم المتحدة في يوليو عام 2011م.
{ ولهذا يبدو مضحكاً إلى درجة (المسخرة)، ومزعجاً إلى درجة الخوف والقلق على مستقبل ما تبقى من السودان، إذا كانت بعض قيادات الدولة ما زالت تتحدث عن ضرورة (التفاوض) مع ما يسمى (قطاع الشمال) استناداً إلى برتكول المنطقتين وهدي اتفاقية (نيفاشا)!!
{ إذن لماذا لم يفاوض الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” وفد جنوب السودان في ما يتعلق بالترتيبات الأمنية، بما فيها نزاع منطقة (14) ميل واتفاقيات النفط، والتجارة، والمصارف، والحريات الأربع استناداً إلى اتفاقية (نيفاشا)؟!
{ هل تحدثت (نيفاشا) عن (عشرة) معابر في الحدود بين (الشمال) و(الجنوب)، أو ما صار (السودان) و(الجنوب)؟!! هل كان برتكول قسمة الثروة يتحدث عن (الحسابات الجديدة) في تكرير وتمرير بترول الجنوب، أم أن القسمة كانت (على اتنين).. خمسين في المئة للحكومة المركزية، وخمسين في المئة لإقليم (الجنوب)، و(2%) تخصم لصالح الولايات المنتجة (أبيي لصالح المسيرية والدينكا، ولاية الوحدة، وولاية أعالي النيل)؟!
{ اتفاقيات “أديس أبابا” التسع الموقعة في سبتمبر من العام الماضي، وبدأ منذ أيام فقط (جدول) تنفيذها في ما يسمى (المصفوفة)، لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بـ (نيفاشا) وبرتكولاتها، لسبب بسيط أن (الجنوب) صار (دولة) مستقلة، ولم يعد (إقليماً) تابعاً لجمهورية السودان بحدودها القديمة والمعروفة منذ يناير عام 1956م.. تاريخ الاستقلال من حكم (الإنجليز).
{ فإذا كان الأمر كذلك، فإن ما يجب أن يفهمه (عباقرة) حكومتنا ومفاوضوها من (العسكريين) و(المدنيين)، أن (نيفاشا) اتفاقية طرفها الأول حكومة السودان، وطرفها الثاني الحركة الشعبية لتحرير السودان، وقد مضت (الحركة) إلى حال سبيلها وصارت حزباً (أجنبياً) في دولة (أجنبية) مجاورة.
{ انتهت (نيفاشا) بانتهاء مدة صلاحيتها (6 سنوات)، وبإعلان الجنوب دولة مستقلة، فعلام يتحدث وزير الدفاع عن برتوكول المنطقتين و(تراث) نيفاشا المندثر؟!
{ إن (قطاع الشمال) حركة مسلحة (متمردة) في جبال النوبة وأقصى أطراف النيل الأزرق، وينبغي التفاوض معها بذات المنهج الذي تفاوض به الحكومة حركات التمرد في دارفور. ورغم أن لي وللكثيرين رأي حتى في هذا النهج (العبثي) الذي لن يحقق سلاماً ولن ينهي تمرداً يتناسل (حركة) بعد (حركة) كلما تم توقيع اتفاق في (دوحة العرب)، إلا أن ما نعنيه هو عدم إلباس هذا (القطاع) المقطوع ثوباً (خاصاً) ومختلفاً عن لبوس الحركات المتمردة الأخرى في دارفور.
{ (نيفاشا) انتهت بخيرها القليل.. وشرها الكثير، فلا تبعثوها للحياة، أماتها الله.. وحمانا وحماكم.
{ وسبت أخضر.

صحيفة المجهر السياسي

تعليق واحد

  1. نيفاشا اسوا اتفاقية موقعة عليهاغ من اسوا بشر على وجة الارض يجب اعدامهم فى ميدان عام تحت طائلة المواد الموجهة ضد امن الدولة