عبد اللطيف البوني

الحسن والحسين (1 )


الحسن والحسين (1 )

يبدو أن سوق المسلسلات قد انخفض والإقبال عليها لم يعد كما كان سابقا وهذا يرجع لعدة أسباب منها أن الإقبال كان كبيرا عليها نسبة لجدة الظاهرة وبعد الاعتياد عليها أصبح التعاطي معها عاديا ثم أن الدراما المصرية التي أخرجت السورية والأردنية من حلبة المنافسة أصابتها الشيخوخة المبكرة فكل النجوم الذين ظهرت بهم من أمثال نور الشريف والفخراني وإلهام شاهين ويسرى وغيرهم أصبحوا الآن كهولا فتحولت المواضيع معهم من مسلسلات الحب والعشق والفتى الأول الى مواضيع الكهول من تعدد زوجات والعلاقة مع الأبناء وشخصيات تاريخية ودينية والآن في طريقها الى أدوار الشيوخ لأنها دارما تقوم على الأفراد وليس على المواضيع ولذلك بدأت تشيخ بشيخوخة شخوصها.
مسلسل الحسن والحسين ومعاوية الذي تعرضه حوالي ثلاث عشرة قناة عربية منها الحياة والنهار وروتانا الخليجية وروتانا المصرية. هذا المسلسل اشتركت في إنتاجه مؤسسات من عدة دول عربية إسلامية وهي الإمارات العربية المتحدة وسوريا والأدرن ولبنان وقام بالتمثيل فيه ممثلون من سوريا والأردن والكويت. يعالج المسلسل فترة زمنية تقع في فجر الإسلام تبدأ من مقتل سيدنا عثمان بن عفان وينتهي بالحكم الأموي مرورا بفترة سيدنا علي بن أبي طالب والفتنة الكبرى وموقعة الجمل ثم موقعة صفين وكربلاء. يمكن اعتبار هذا المسلسل مسلسل الموسم الرمضاني الحالي ليس لفنياته العالية إنما بسبب الجدل الفقهي والسياسي والذي أثير حوله وحوّله من عمل درامي الى مادة فكرية ثرة جدا.
من ناحية فقهية المعروف أن الأزهر الشريف لديه موقف من الأعمال الدرامية الدينية إذ حرّم تجسيد شخصيات الأنبياء وآل البيت والعشرة المبشرين بالجنة وبالتالي حرّم عرض هذا المسلسل لأنه جسد شخصيتي سبطي رسولنا الكريم عليه أفضل السلام وأتم التسليم الحسن والحسين كما جسد شخصيات صحابية مثل الزبير بن العوام وابي هريرة وغيرهم مما يفتن العوام على حسب رأي مجمع البحوث بالأزهر. وحجة الأزهر في ذلك أنه من غير المعقول أن يمثل أحدهم دور صحابي وغدا يمثل دور سكير عربيد. ومن المعترضين على المسلسل جماعة مصرية أسمت نفسها نقابة آل البيت ادعت أنها جماعة شريفية منحدرة من السيدة فاطمة وهذه الجماعة هددت باستعمال العنف لوقف المسلسل. من المؤيدين لتصوير المسلسل الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ السلفي سليمان العودة.
الذين اعترضوا على المسلسل من ناحية سياسية بحتة يقولون إن المسلسل يكرس للحكم الاتوقراطي الاستبدادي لأن فكرته الأساسية تقوم على وجوب طاعة الحاكم وعدم الخروج عليه حتى ولو كان فاسقا او ظالما وأن ذلك من الدين فيوم مع حاكم فاسق خير من ألف يوم بدون حاكم. البعض وقف ضد المسلسل لأنه صور تلك الفترة بأنها صراع مصالح بحت بين بني هاشم وبني أمية. لقد طرح المسلسل مسألة تناول تاريخ فجر الإسلام وبالتحديد مجتمع الصحابة وكيفية تناوله، هل يصور صورة مثالية ام يصور بما له وما عليه؟ غدا إن شاء الله نتلمس هذا الجانب من هذا الموضوع.

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. واحتمال كبير يا البوني يكون العيب فينا لاننا شايفين انو المسلسلات انتهت بانتهاء النجوم واصبحو كهول و احتمال اصبحنا دقه قديمه.و احتمال الجيل الجديد يشوف عكس كده انوا في مسلسلات وفي نجوم جداد.وكذلك الغناء عندنا برضو نفس الشئ نحن نشيخ والنجوم تشيخ معنا والجيل الجديد يجي بنجومو ولي ما كده؟؟؟