نادية عثمان مختار

حديث الرئيس عن الفساد.. حلم ( المدينة الفاضلة ) !!


حديث الرئيس عن الفساد.. حلم ( المدينة الفاضلة ) !!
ردود السيد الرئيس عمر البشير على الأسئلة الساخنة للزميل ضياء الدين بلال رئيس تحرير جريدة السوداني التي اثارها في حواره معه عن ملفات عديدة من ضمنها ملف الفساد جاءت مثيرة للدهشة والاستغراب ومحفزة للخيال لدرجة ان يحلق المرء في سماوات اللاواقع ويظن نفسه هائماً في محراب القداسة داخل ( المدينة الفاضلة ) !!
قال السيد الرئيس ان بلادنا خالية تماما من الفساد والمفسدين إلا بعض المخالفات البسيطة ( للصغار ) اما ( الكبار ) فقد كاد سيادته ان يوصفهم بالملائكة نسبة لطهارتهم وعفة اياديهم وبياض سيرتهم وسرائرهم وقد فاقوا الذئب براءةً من دم ابن يعقوب !!
لا يوجد فساد بين الكبار ؟! معقولة بس ياسيادة الرئيس؟!
قال انه راض تماما عن اداء الدولة في مكافحة الفساد !!
وقد حصره في ثلاثة اشكال ذكر منها اثنين وقال: ( الشكل الأول المتمثل في صغار الموظفين والصرافين في شكل اختلاسات وقضايا رشوة، وتلك قضايا عادية جداً يحاكم كل من يقبض ويدان بها ، أما الشكل الثاني فهو فساد المسؤلين الذين يوقعون العقود بالنيابة عن الدولة ويأخذون ( عمولات جراء ذلك ) وقد قاطعه الزميل ضياء قبل ان يذكر الشكل الثالث وليته لم يفعل لكي نعرف ماهو ذاك الشكل عسى ان نجد فيه ضالتنا التي نبحث عنها بدلا عن الوصول لمحطة الجنون من حديث سيادته القاطع بأن لا فساد (للكبار) في الدولة !!
ياسعادة الرئيس عفوا ان الله سبحانه وتعالى لم يره احد من عباده بعينه لكي يتعرف عليه ويؤمن بأن في السموات ربا خالقا وانما عرف بالعقل الذي ينظر لهندسة الكون من حولنا وكامل المخلوقات وذات هذا العقل الذي وضعه المولى في رؤوس عباده واكرمهم به يسوقنا نحن بنو هذا الشعب لنرى ملامح فساد (الكبار) بأم أعيننا وامام ناظرينا يحيط بنا من كل جانب تؤكد ان هذا الثراء وملامحه الواضحة للعيان التي ظهرت على بعض اولائك الكبار ومن والاهم لم يكن ورثا شرعيا ظهر لهم فجأة ولاهي أبواب السماء قد انفتحت لهم دون غيرهم لتهطل على رؤوسهم ذهبا وياقوت ومرجان ودولارات وفلل وقصور و(عييييك ) !!
ياسيادة الرئيس قد لا تكون الأدلة والمستندات الورقية بايدي كامل ابناء هذا الوطن لتوضح لك بالارقام كم الفساد الذي اغرق البلاد وتأذى منه العباد ولكن المؤكد ان مثل هذه المستندات او بعضها قابع باحد ادراج المسئولين انفسهم يتربص بعضهم ببعض حتى اذا اتى يوم لا ينفع فيه مال ولا صولجان واختلف اللصان ظهرت مستندات الفساد ( المدسوسة ) سنينا عددا لتقول ان هنالك قضايا فساد يمكن ان ( تندس ) ولكن ليس الى الابد !
المواطن ياسيدي الرئيس لا يحتاج لمجرد مفوضية ( صورية ) تطمئنه على ان لا فساد ولا مفسدين في البلد حتى يهدأ باله ويضع في بطنه ( بطيخة صيفي ) بأن ليس هنالك ناهب لماله وسارق لقوت عياله ، بل ان الشعب يحتاج لكامل النزاهة والشفافية واعطاء الاعلام والصحافة فرصة كافية وغير مشروطة وبلا ادنى ارهاب لتوضح بالمستندات والبراهين وتمد الاصبع دون خوف في عين كل مسئول فاسد ومرتش وسارق دون ان يكون مصيره السجن والغرامة وبئس المصير !!
المفسدون موجودن وكبارهم اكثرهم شرا ولكن كشفهم يحتاج للاعتراف بوجودهم قبلا ياسيدي الرئيس بدلا عن قولك سيادتك (طيب إذا ما في مفسدين كبار نحن نخلقهم )؟!!!!
أقسم لك ياسيادة الرئيس انك لو نزلت للشارع واستمعت بنفسك ( لصغار) الموظفين لعرفت مدى فساد ( الكبار) وكم هو مؤذ ومزكم للانوف بروائحه النتنة ولتأكدت ان السودان في عهد حكومتكم ما كان ولن يكون ( المدينة الفاضلة) وقبلة الاطهار الابرار كما تجزمون !!
و
ويل للمفسدين من عذاب يوم عظيم !!
نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/8/24
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]