نادية عثمان مختار

( الأخبار) .. ثلاث شموع تنير ظلمات الوطن !!


( الأخبار) .. ثلاث شموع تنير ظلمات الوطن !!
رغم محاولات بعض المسؤولين في الدولة لتقييد صوت الصحافة وتجريد
(السلطة الرابعة) من كل سلطان قدر الإمكان وتقييد أقلام الصحافيين وإخراس حناجرهم ، إلا أن الأمل في غد أفضل وأكثر إشراقا تجده لا ينقطع رغم قتامة المشهد التي تؤدي بالمرء منا الى مرادي اليأس والهلاك (كمدا) أحيانا !!
نتسربل- نحن قبيلة الصحافيين- بحلمنا الأخضر دوما، ونحاول اتقاء شر اليأس من أن ينسرب لمداد الأقلام بحسبان أن الصحافة هي ( صوت الأمة) الجاهر والأعلى صراخا في وجه الظلم والطغاة الفاسدين والناهبين لخيرات الشعب !
من وسط الاحباطات الكثيرة التي تحيط بالوطن والمواطنين جراء المشاكل ونذر الخراب ولغة التصريحات اللاذعة والتقارير غير المطمئنة التي تبثها وسائل الإعلام بكافة أشكالها ننتزع لأنفسنا مساحة للفرح بإضاءة (ثلاث) شمعات احتفالا بمرور ثلاث سنوات (سمان) من عمر صحيفتنا العزيزة (الأخبار) .
الصحيفة التي ولدت بأسنانها وماحادت عن دروب المهنية، ولا انحازت إلا لهموم المواطن (محمد احمد) الغلبان الذي لايجد له ولهمومه مكانا في بعض وسائل الإعلام المملوكة للدولة إلا بمقدار ما يريده منه المسؤولون من تقديم فروض الطاعة والولاء ومديح السلطة حتى لو كان ذلك على غير قناعاته، ولكن (المعايش الجبارة) احيانا وللقهر والتسلط في أحيان أخرى!!
سعيدة أنا بانتمائي لمؤسسات صحفية عديدة صقلتني في محرقة أوجاع الناس والاهتمام لآلامهم والانحياز لأحلامهم، وسعيدة أكثر إن أتاحت لي صحيفة (الأخبار) مساحة مقدرة أعتلي منبرها وأهتف في وجه الحكومة دون خوف (الشعب يريد الحكم التمام)!
لاحصانة للأخبار وكتابها، ولا موجه لهم إلا ضمائرهم التي تأبى إلا أن تقول كلمة الحق في وجه الباطل، وأن تردد بأن ألف (لا) في وجه كل ( نعم) جبانة لاترد لصاحب حق حقه ولا تطمئن مفزوعا على أمنه واستقراره !
جمعتني الأخبار بأساتذة أجلاء تعلمت منهم الكثير في دروب المهنية، وإعلاء كلمة الحق مهما كلفني ذلك من ثمن، ولا حامي لي من بطش متوقع في كل حين إلا رب العرش العظيم الحافظ الرحمن الذي لايضر مع اسمه شيء!!
شهادة حق يسألني عنها المولى أن الحرية التي وجدتها في الكتابة بصحيفة (الأخبار) منذ انضمامي لكوكبتها وكتائبها المجاهدة في سبيل الوطن والمواطن كانت كبيرة بالقدر الذي يشعرني ان مستقبل الصحافة في بلادنا سيكون يوما بخير، لو أن بعض (خفافيش الظلام) المتربصة بالحريات الصحفية- هنا وهناك- قد انقشع ظلام سحائبها السوداء ليعلن الضوء عن وجوده كاملا دون خفوت ولا عتمة !!
الأخبار عزيزي القاريء صحيفة ( محترمة) سعدت بالانضمام لطاقمها حيث زملائي هناك جميعهم تجدهم في أجوائهم المعافاة والصحية دون خبث ولا خبائث!
تجدهم في تكافلهم وسماحة تعاملهم وسمو أخلاقهم مما جعلني أرفع قلمي لأخصص هذه المساحة لتهنئة ( الأخبار) بإيقاد شمعتها الثالثة متمنية على المولى عز وجل أن تمتد بها السنوات لتصل مئات السنين، وهي وكامل اصطافها بألف خير بدءا بربان السفينة محمد لطيف ومرورا بأستاذي فيصل محمد صالح وشوقي عبد العظيم وعادل حسون وزملائي عبد العزيز النقر، محمد بشير، محمد ادم، وزميلاتي لينا، نازك، صفية، ايمان، ريم وجميع من لم أذكرهم ليس سهوا ولكن لاكتمال القمر بهم ضياء لا يحتاج لإعلان مزيد من الضوء !!
الف الف مبروك صحيفتنا العزيزة (شمعاتك) الثلاث ودمت فخرا للصحافة السودانية وفخارا للمواطن والوطن بإذن الله !
و
عقبال توقدي الشمعة المائة!!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/8/26
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]