نادية عثمان مختار

عيدية الرئيس للصحافيين!!


عيدية الرئيس للصحافيين!!
مع إطلالة العيد الذي نتمنى على الله الأمنيات أن يكون سعيداً على الأمة الإسلامية والشعب السوداني الصابر بشكل خاص يجد المرء نفسه وقلبه معلقا برحمة الله، وسائلا الله العلي العظيم أن يهيء ويسخّر العباد بعضهم لبعض، وبخاصة أن يسخّر الحكومة لخدمة الشعب في خواتيم هذا الشهر الفضيل ومع تباشير عيد الفطر المبارك !
عل الله قد استجاب دعواتنا ولو جزئيا فيما يتعلق بأمر إشاعة الحريات الصحفية في البلاد وتوسيع ( هامشها) لأقصى حدوده، وإعطاء الصحافيين كامل حريتهم المسؤولة للتعبير عن هموم البلاد والعباد دون رقيب( قبلي ولا بعدي) على ما يكتب، بحيث يكون رقيب الصحفي الوحيد هو ضميره اليقظ الذي لا يخشى في إعلاء كلمة الحق لومة لائم !
نقول إن المولى ربما فتح بابا للاستجابة بما أوردته وكالة الأنباء رويترز من خبر بعث في النفس شيئا من الطمأنينة والراحة وهو نبأ الإفراج الرئاسي عن كل الصحفيين السودانيين المعتقلين، وقوله (إن الخرطوم تحترم حرية التعبير التي تتسم بالمسؤولية) !
إذن هي ( بركات) خواتيم الشهر الكريم أو هي (ليلة القدر) المستجابة بدعوات ( أهالي) وزملاء الصحافيين الذين قضوا فترات متفاوتة خلف القضبان بتهم متنوعة ومتعددة، ربما كان أبرزها ( التطاول) على الذات الرئاسية؛ بحسب وجهة نظر الحكومة !!
ليالي خيمة الصحافيين التي حضر ختامها سيادة الرئيس وأصدر فيها أمر العفو الرئاسي عن الزملاء الصحافيين المعتقلين نريدها ان تكون (فاتحة خير) على الصحافة في البلاد، بأن تعمل الحكومة على توسيع مواعين الحرية فعليا وأن تطلق سراح أقلام الصحافيين ليقوِّموا المعوج بكشف الفساد والمفسدين وتسليط الضوء على كل مثالب الحكومة والحاكمين دون محاباة ولا محسوبية ودون قيود ولا تكبيل ولا خوف من حصانة ونفوذ !
وبمثل الروح التي استبشرنا بها خيرا بإطلاق سراح المعتقلين نتمنى ان تكف الحكومة عن ممارسة إرهاب الصحافيين بإلقاء تهم (العمالة) على بعضهم دون تحقق ويقين؛ لمجرد ان لهم رأيا مخالفاً وصريحاًً حول مسألة المحكمة الجنائية الدولية أو قضية دارفور، فليس كل من رأى أن الرئيس (مذنبا) وحكومته فاشلة؛ يستحق تهمة (العمالة) والقبض والسجن لمجرد رأي لا يملك سواه، وليس في يده (كلبشات) يطوق بها معصم الحكومة، وإنما (قلم) قال رأياً ربما يكون صائبا أو مخطئا ولكنه في نهاية الامر يبقى رأيا يجب أن لا يدان به الصحفي، ولا أن يسوقه لحبل المشنقة طالما ان في الخرطوم (حرية واحترام) للصحافة كما قال فخامة الرئيس.
دعوة سعادة الرئيس التي وجهها للصحافيين بالالتزام بـ (الحرية والمسؤولية) تستوجب من حكومته في المقام الأول الالتزام بما يليها فيما يختص بإشاعة ( كامل) الحرية، وأن تترك لنا (مسؤولية) هذه الحرية شريطة ان تكون (مسؤولية) نابعة من ضمير الصحفي وليست مفروضة عليه من المسؤولين بالكيفية التي تراها الحكومة !!
و
عاشت الصحافة(حرة) مستقلة !!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/8/29
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]