رأي ومقالات

أحمد طه الصديق : الشكاوى بتمشي وين ؟

[JUSTIFY]شكاوى عديدة أودعها السودان إما لمجلس الأمن أو الأمم المتحدة أو للاتحاد الإفريقي تجاه بعض الدول أو الحركات المتمردة، غير أن هذه الشكاوى لا أحد بعرف مآلتها ربما حتى الجهات الرسمية نسيتها واعتبرتها استنفدت أغراضها باعتبار أن تقديم الشكوى يسهم في امتصاص غضبة الرأي العام تجاه الحدث تماماً كما تفعل بعض أندية كرة القدم عندما تُهزم فتسارع بتقديم شكوى هي تعلم أنها لا تقدم ولا تؤخر لكنها تعمل على امتصاص هياج الجماهير إلى حين، ففي الفترة من 2005 حتى هذا العام 2013 قدم السودان العديد من الشكاوى لم نسمع بالفصل في أي منها أوثمة رد فعل إيجابي بل حتى التعليق عليها من قبل تلك الجهات التي تلقتها الإ نادراً.

وصحيح أن بعض الشكاوى ضد بعض الدول جبتها المستجدات الإيجابية بعد التحسن في العلاقات معها لكن قبل ذلك هل هذه الشكاوى تمت متابعتها بجدية ومحاولة الضغط من أجل إحدث حراك دبلوماسي ليس فقط من أجل الفصل فيها ولكن من أجل توصيل رسالة توضح مواقف السودان تجاهها لذلك من الأفضل إفساح مساحة لتحريك الشكاوى حتى تحقق بعضاً من أهدافها قبل المسارعة في قبول الوساطات ومحاولة التطبيع مع تلك الدول المعتدية، وإذا عدنا للماضي القريب نجد أن السودان في العام «2005» قدم شكوى لمجلس الأمن متهماً إريتريا بدعم الحركات المتمردة في دارفور وشرق السودان كما قدم العديد من الشكاوى ضد أوغندا وضد حكومة دولة الجنوب بعد احتلال هجيلج أما في هذا العام فقد قدم السودان شكوى في 26 فبراير 2013 رسمية للخارجية البريطانية احتجاجًا على دخول البارونة كوكس لولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق عن طريق دولة جنوب السودان بدون تأشيرة دخول ودون إخطار السلطات السودانية لكن الخارجية البريطانية طنشت أو ربما لم يقدم السودان الشكوى أساساً إذ لم نسمع تعليقًا على هذه الشكوى حتى الآن، كما قدم السودان شكوى ضد إسرائيل في حوادث الأعتداء على سيارات في شرق السودان وأخيراً بعد ضرب مصنع اليرموك حيث أوصت وزارة البيئة السودانية الحكومة برفع شكوى رسمية في المحافل الدولية ضد إسرائيل، بسبب الملوثات البيئية التي خلفها قصف مصنع «اليرموك» للصناعات الحربية بالخرطوم العام الماضي. وقال وزير البيئة حسن هلال – في تصريحات نقلتها صحيفة «الصحافة» – إن وزارته أجرت دراسة بعد 3 أيام في مكان القصف أثبتت وجود تلوث في الجو، وذكر أنهم حددوا أضرار القصف على البيئة والمتمثلة في الحديد والرصاص وذرات المعادن العالقة في الجو، وشدد على ضرورة أن تدفع الحكومة بشكوى رسمية حول واقعة التلوث والمطالبة بتعويضات.» ولم نسمع عن هذه الشكاوى أي شيء وهل وصلت بالفعل إلى مجلس الأمن أم لا أم لم تقدم أصلاً؟ كما أعتقد أن هناك شكوى ضد مصر في قضية حلايب منذ سنوات.

وعندما سألني أبو شبك عن هذه الشكاوى المزمنة قال لى إنه سيبادر بفتح صفحة في الفيس بوك باسم شكاوى السودان المنسية وإنه سيفسح مداخلات من العرب والخواجات للتضامن مع السودان إزاء القضايا التي تمس كيانه وكرامته وأراضيه وإنهم كما قال «سيشيلون وش القباحة نيابة عن الحكومة وتخليها سادرة في تطبيعها وتكاملها زي ما عايزة بينما هم حيعملوا رأي عام دولي ضاغط مؤثر للسودان قلت له: لكن تفتكر إنو صفحتك دي حيكون عندها تأثير مع اللوبي الصهيوني الأخطبوطي يا خوي صفحتك كان جابت ليك عشرين نفر ماقصرت ولا خواجة ولا اتنين تكون بالغت فقال لى بحماس «أبداً نحن نستخدم أساليب نفسية مؤثرة تمثل آخر فنون التأثير الإعلامي يعني ما حيكون عندنا تهريج ولا كوراك ولا شعارات بالونية نحن حنعرض القضية بهدوء وحنعتمد على الصور وإفادات الشهود ومداخلات الخواجات وإن كان عددهم قليلاً، ثم قال لي قبل أن يودعنى «عليَّ الطلاق بعد داك تشوف أولاد جون وناس العم سام يتظاهرون جنب قصورهم الرئاسية ويهتفون ضد حكوماتهم ويرفعون خريطة السودان بما فيها منطقة حلايب ثم يلتفت ناحيتي ويقول رأيك شنو؟ وقبل أن يستمع إلى إجابتي قال لي يلا يا فردة نشوفك في صفحتنا الجديدة بشعار «الشكاوى ما تروح هدر» بس الله يستر من الهكر من الداخل والخارج

صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. مثل شكاوي دولة في وضع السودان تكون في الغالب ليست ذات قيمة نظرا لعدد القرارت الصادرة من مجلس الامن ضد السودان باعتبار ان السودان دولة مأزومة اذا فتح لها مجال تلقي الشكاوي فلن ينظر مجلس الا في شكاواها وسوف لايهتم بسواها لانها تعاني من الحروب الاهلية في اربع اقاليم ناهيك عن الاتهامات التي يصوغها مجلس الامن في حق السودان .. هذا حسب اعتقادي هي نظرة مجلس الامن تجاه السودان .. كما ان الدول التي تفرخ النازحين واللاجئين يتم النظر اليها بانها دول ناقصة السيادة وليست جديرة بالاحترام لان هنالك قوات اممية على اراضيها ابتعثت من مجلس الامن لادارة ازماتها التي عجزت عن ادارتها ووضع حد لها .. هكذا كما اعتقد هي نظرتهم .