جعفر عباس

لصوصهم أغبياء ولصوصنا أغنياء وأغبياء


لصوصهم أغبياء ولصوصنا أغنياء وأغبياء
قبل حين من الزمان كنت أشاهد قناة سكاي الفضائية، مع مجموعة من الأصدقاء، عندما جاءت حكاية توماس مكفيرسن، الذي اقتحم محل مراهنات في مدينة جلاسجو الاسكتلندية مسلحا بمسدس، ليطالب موظف الخزينة بتسليمه ما عنده من نقود سائلة.. مشكلة مكفيرسن تكمن في انه تمتام، وبالتالي وقف امام الخزينة ملوحا بمسدسه وبدأ يقول «بالانجليزية طبعا»: سسسسسس….سللللل… أوووووه…. أرأرأرأر.. وظل على هذا المنوال يحاول ان يقول: سلمني ما عندك من نقود.. أريد النقود في الخزينة كلها، من دون ان ينجح في إكمال جملة تنم عن مراده وطلبه، فأصيب موظف الخزينة بالزهج بعد ان استمر مكفيرسن يتمتم ست دقائق بالتمام والكمال، وخمّن أنه طالما في الأمر مسدس، فإن صاحبنا يريد سلب المال الذي في الخزينة، فمد له 341 جنيها فانفرجت اسارير مكفيرسن ووقف يقول: مممممممممور، أي هات المزيد، فجاء رجل من خلفه وملأ يديه بالحديد،… نعم كان رجال الشرطة قد وصلوا وقيدوا مكفيرسن، وحكم عليه لاحقا بالسجن ست سنوات! (النكتة القديمة عن التمتام الذي أوقف مصريا في الشارع وخاطبه: لللللو سسسس سمحت.. ممم مدرسة التتتت التمتامين فففف فين؟ فرد عليه الرجل: عايز إيه بالمدرسة ما أهه أنت بتتمتم كويس).
المهم: حزنت للرجل كما أحزن كلما وقع لص غلبان في يد العدالة! فكم من لص عندنا قد لا يعاني من التمتمة، ولكنه لا يستطيع ان يقول جملة مفيدة من فعل وفاعل ومفعول به، ولا يحتاج إلى شهر مسدس او بندقية ليملأ جيوبه بكل ما يقع بين يديه من مال عام او خاص، وتعطيه الشرطة «تعظيم سلام».. بوضوح أكبر اتحدث عن جيوش التنابلة التي تملأ مكاتبنا وتتحكم في سير العمل العام، من دون ان يكون لديها أدنى دراية بطبيعة العمل الموكل اليهم، وبعضهم يحمل درجات علمية رفيعة في زمن صار فيه ممكنا ان يقدم احدهم بحثا عن «تأثير الفسيخ على أسنان الكلاب»، وينال الدكتوراه، وطالما انه دكتور فلا بد له من منصب خطير، تقول لهم انه «طرطور وليس دكتور»، فيقولون لك ان كلامك هذا مغرض وانك تشكك في أهلية وحكمة من منح الدكتور المنصب… ويكون من حق الطرطور وغيره من طراطير لا يحملون حتى الدرجة العلمية الفسيخية، ان يديروا إدارات عامة لحسابهم الشخصي.
وقرأت حكاية رجل آخر اقتحم مصرفا في مدينة مودستو بكالفورنيا مسلحا، ومرتديا قناعا، ولكن يبدو انه كان يحمل دكتوراه في «تأثير التونا على عقل مارادونا»، فقد نسي ان يفتح في القناع ثقوبا تعينه على الرؤية، فظل يتخبط داخل البنك حتى تعب ثم وجد نفسه معلقا في باب دوار فسقط واصيب بجروح، وجاء جماعة الاسعاف واقتادوه الى المستشفى، ولم توجه إليه الشرطة تهمة محاولة السطو المسلح، لأنه لم «يلحق» ويشهر سلاحه ويطالب بالمال، وكان مسدسه مرخصا به، واكتفت الشرطة بتوجيه انذار اليه بعدم حمل السلاح في مكان عام.
الغربيون الاغبياء يحتاجون الى أقنعة عندما يريدون ممارسة السرقة، أما نحن فان السرقة عندنا لا تكون ناجحة إلا عندما يكون اللص مكشوف الوجه، كي يرى الآخرون عينه الحمراء، وكي تعرف السلطات انه من أصحاب الوجاهة فلا تعترض طريقه!! مجتمعاتنا «آمنة» لأن اللصوص ليسوا بحاجة الى استخدام السلاح لنهب الأموال… نعم عندنا شوية لصوص يستخدمون السلاح ولكن من الغباء مقاومتهم ومطاردتهم لأن الواحد منهم لا يطمع في أكثر من خمسة دولارات… شخصيا تعرضت للنشل مرة في حديقة الحيوان في الخرطوم وحاولت ملاحقة النشال فشهر في وجهي مطواة حادة الأطراف فقلت «ما بدهاش»، فقد نشلني علبة سجائر من نوع اسمه برنجي يسبب السعال الديكي!

[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]

تعليق واحد

  1. رغم انها انقرضت بما فيها وما عليها لماذا تشهر بحديقتنا اليتيمه بانها مرتع اللصوص يا ابو الجعافر

  2. مش خايف يا ابو الجعافر ترفع عليك دعوة من الشركة الوحيده الوطنية في السودان للتبغ( السجاير ) نرنجي
    برنجي يسبب سعال ديكي يا مفتري قبل ما تهاجر للخليج كنت تشرب شنو ايديال الحبشية ؟!!
    لك ودي استاذي
    ابو ورد