نادية عثمان مختار

ولاية النيل الأزرق و..حاكم الخرطوم !!


ولاية النيل الأزرق و..حاكم الخرطوم !!
تعيين حاكم عسكري على ولاية النيل الأزرق بأمر رئاسي، مع إعلان حالة الطوارئ ماهو إلا تأكيد لمقولة ( كلام القصير مابتسمع) حيث كتبنا نحن قبيلة ( القُصار) كثيرا وحذرنا الأطراف من تفاقم الأوضاع بشكل يجعلها تخرج عن نطاق السيطرة والوصول لمحطة الحرب البغيضة هذه، ولكن لاحياة لمن تنادي! وهاهي النتيجة التي لم تك بعيدة عن الأذهان؛ خاصة مع التدهور المريع الذي طال المنطقة خلال فترة التوترات والمناوشات ولغة التصريحات النارية بين الحكومة والحركة الشعبية ( قطاع الشمال) التي شهدتها الساحة السياسية في الآونة الأخيرة !!
ويبقى اتهام الخارجية الذي وجهته بشكل مباشر لدولة الجنوب (الجارة الجديدة) وتحميلها مسؤولية ماحدث ويحدث في ولاية النيل الأزرق، رغم نفي حكومة الجنوب، أرى أنه اتهام لايقدم ولا يؤخر من حقيقة انفلات الأمر بالولاية شيئا؛ بل يزيد الأمر بلبلة أعتقد ان البلاد والعباد في غنى عنها الآن، إذ أن المسألة لا تتطلب تبادل الاتهامات وتصعيد المسألة مع دولة جارة بقدر ما يتطلب التعامل بكامل الحكمة لاحتواء الموقف قدر المستطاع قبل أن (يقع الفأس في الرأس) بأكثر مما هو حادث فعليا، وأكثر مانخشاه أن نستيقظ يوما لنجد أن ولاية النيل الأزرق قد فارقت حضن الوطن لتكون دولة جوار أخرى بيننا وبينها كبير التوتر و(ما صنع الحداد) على غرار ماهو حادث مع دولة الجنوب التي ثبت بما لايدع مجالا للشك- وبكل الأسف- استحالة التعايش بينها والخرطوم كدولتي جوار تربط بينهما حسن العلاقات وتبادل المصالح؛ بما يصب في مصلحة البلدين والشعبين !!
اتهام الخارجية لدولة الجنوب بالضلوع في إشعال فتيل الحرب بولاية النيل الأزرق نحسبه الفشل بعينه في احتواء الموقف بسياسة العقل ومواجهة الجنون بالحكمة، بل هو في جزء منه (شماعة) العاجز الذي وجد نفسه مضطرا لتبرير مايحدث من تفلتات في الولاية؛ النازح والمشرد أهلها دون ذنب جنوه، سوى أن حظهم العاثر جعلهم في مرمى النيران غير الصديقة المتبادلة بين الحكومة والحركة الشعبية !
تصعيد الموقف من الجانبين- يوما بعد يوم- أدى بالجميع لسكة الأبواب المغلقة والدهاليز المؤدية بالبلاد والعباد لمحارق حروب جديدة؛ قبل ان يبرأ جسد الوطن من نار حرب الخمسين عاما الماضية التي قسمت الوطن وشطرته نصفين يضمر كلاهما مايضمره للآخر من نوايا لا يعلمها سوى علام خافية الصدور !!
لمن يشكو أولئك الذين تقطعت بهم السبل وتمزقت أوصال أحاسيسهم بالأمن والاستقرار في الولاية الحزينة التي لم تذق طعما لفرحة رمضان ولا عيد الفطر المبارك ؟!
لمن يشكو النازحون وهم يحملون الموت فوق رؤوسهم ويهرولون في سكة الخلاص تحت أغطية مشمعات خيامهم في أيام خريف صعبة يعاني فيها حتى من يسكنون القصور والفلل، ناهيك عن من يفترشون لهيب الأرض ودموع السماء ؟!
لابد من إيجاد حلول سريعة وناجعة لحل الأزمة المستفحلة في ولاية النيل الأزرق، وإسكات صوت الذخيرة الحية هناك بأي ثمن آخر غير إزهاق المزيد من أرواح الأبرياء وتشريدهم دون رحمة ولا شفقة !!
حال أولئك المساكين يذكرني بكلمات أغنية للفنان النوبي محمد منير يقول فيها : (قدمت شكوتي لحاكم الخرطوم .. أجّل جلستي لما القيامة تقوم) !!
و
هلكتنا الحروب أرحنا منها بقوتك يا الله !!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/9/4
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]