فدوى موسى

الدمازين.. ملكية عسكرية:

[CENTER][B][SIZE=5]الدمازين.. ملكية عسكرية[/SIZE][/B][/CENTER] [SIZE=5] … والنيل الأزرق في عيد فطره هذا العام يلبس صبغته العسكرية التي غالباً ما كانت تلازم اللواء الدائم للمدينة حتى جعلت الثنائية الوصفية فيه ما بين الملكي والعسكري أمراً ملازماً عند مدنه الكبرى الدمازين والروصيرص التي كان يحلو لنا تسميتها «روسيا».. وتفجر الأوضاع في ولاية النيل الأزرق ليس بشارة استقرار أو مستقبل سلام ولا أدري أي مجهول تقاد إليه هذه الولاية التي تتشكل فيها ملامح «جنوب جديد» أو «جنوب آخر» والخطوط العريضة لهذا الاحتراب كانت محمولة في عبارات «عقار» الذي يذكر دائماً بأنه رأس برأس مع السيد رئيس الجمهورية.. جيش لجيش.. قوى لقوى.. بل حد التهديد بدخول القصر الجمهوري في الخرطوم.. ما دام أنهم يمسكون برأس وقرون البقرة والحكومة المركزية تمارس الحلب لحالها أو في ما معناه فهل استسهل المركز هذه التهديدات حتى الوصول لمرحلة المواجهة والعودة إلى تضارب ثنائية الملكية والعسكرية.. ولو أن نظرة فاحصة قد تمعنت المكون الأخير للون السياسي للولاية لكان للمركز رؤية أخرى فيما يخص التداول للأزمة التي حال ونفوذ الحركة الشعبية فيها برأس مع المؤتمر الوطني إن «جاز القول» حتى أن الأسرة الواحدة تنقسم حد المفاصلة في هذا الاتجاه الأمر الذي حرم منه المؤتمر الوطني في جمهورية جنوب السودان.. وعطفاً على الأوضاع المتأزمة التي تنذر بواقع غير مستقر بالولاية لا بد من مراعاة حقوق المدنيين في ظل التضارب والخطى المحمومة للحلول ذات الصبغة العسكرية والأمنية، فالأوضاع العامة لا تحتاج لفتق أي جزء أو بذل أي خرقة في قماش ما تبقى من مقطع جمهورية السودان خاصة وأن «الترزية» يستعملون أحياناً مقصات صدئة وعراوي الأزرار تفتقد قوة الخيط المتين وشيء لله يا ابجلابية.

ü خريف النيل الأزرق:

لولاية النيل الأزرق خريف يمكن أن يغير ملامح كل الحراك في لحظة ما.. فالأمطار قد تتجمع سحبها بشكل عاجل دون إشارات سابقة.. يكفي فقط أن تلحظ القطرات الممطرة قد انهالت عليك مع سحابات راحلة جاءت اللحظة والحين.. أذكر ذلك جيداً وأنا حبيسة «مكتب البيطري» هناك عندما خرج العاملون للفطور ولم تكن هناك إشارات إلى «مطرة» ولكن السحاب الراحل استعصم بالوقوف فوق المنطقة فاحتجزني إلى ما بعد العصر وكأني بالمدينة في حالة «وحل عام».. إلا أن الخريف في المدينة الأخرى رصيفة الدمازين.. الروصيرص.. أجمل وأروع لأن تصريفه يتم بصورة طبيعية وأرض أشبه بالرملية فعقب كل مطرة تحس أنك أمام طبيعة فاتنة الجمال.. فهل سيحرم إنسان الولاية الإحساس بما تبقى من خريف هذا العام «ساستي» الأجلاء؟.

ü ذكرى في الأزرق:

في النصف الثاني من التسعينات كنت أعمل ضمن المنتدبين بمشروع جنوب الروصيرص للتنمية الزراعية، وكنت أقيم بقرية «أبوقمي» وصادف أن طلبت إذناً للسفر للخرطوم وبعد سفري بفترة وجيزة تعرضت القرية لهجوم من الخوارج، «كما كان يسمون في ذلك الزمن»، ويبدو أن تلك الحادثة قد حفرتها الذاكرة عند البعض بالولاية، فعندما عدت وزرت الولاية بعد ثلاثة عشر عاماً ضمن وفد من المركز هامزني مسؤول من الحركة الشعبية بالولاية «ملمحاً أنني خرجت وأنا على علم بالهجوم» على القرية الأمر الذي استفزني جداً فاضطررت للرد «إنني لا أعمل مع الاستخبارات أو أي جهة مماثلة فقد كنت مجرد موظفة»، فقال «إننا كنا لا نتعرض للنساء» فكيف تحتفظ وتحتضن حتى الذاكرة في نفوس البعض طوال الزمن الذي أتيحت فيه مجالات الاحتمال وحسن الظن، «ولا زلت أكرر سيدي المسؤول.. إنني عندما خرجت من تلك القرية لم أكن أعلم أي شيء عما سيحدث بعد خروجي منها وإنها إرادة الله التي حالت دون أن أكون ضمن المتعرضين لذلك الهجوم الذي أضر بالمنطقة.. سامحك الله وأتمنى أن لا تحتشد الذواكر بدراما أخرى مشابهة هذه الأيام».

آخر الكلام:

منطقة النيل الأزرق تظل قطعة أرض نادرة لا يحق لنا أن نفرط فيها بأي شكل كان ولكن في حدود الإنسانية والسيادة والكرامة.

مع محبتي للجميع..[/SIZE]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]