رأي ومقالات

صلاح حبيب : هل أطاحت الضغوط بالجنرال “الهادي بشرى”؟!

استجابت الحكومة لضغوط أهل ولاية النيل الأزرق ومطالبتهم المتكررة بتعيين والٍ للولاية من أبنائها بديلاً للجنرال “الهادي بشرى”، الذي جاءت به الظروف الاستثنائية بالولاية حينما تعدى المتمردون على المنطقة وحاولوا أن يعيثوا فيها فساد، ولكن بقوة دفع الجنرال ومقدرته الحربية والقتالية استطاع أن يوقف زحف التمرد على المنطقة، بل دفع بهم إلى الخارج ولم يجرؤ متمرد على شن أية غارة أو هجوم على المدينة طالما يحرس بوابتها الجنرال “الهادي بشرى”.
وعُرف عن “الهادي بشرى” أنه عسكري قح لا يجامل، حتى لغته أشبه بلغة السلاح التي لم يرغب فيها أهل المنطقة ونادوا بتغييره مراراً وتكراراً، لأن الذي لا يعرف المجاملة لن يستطيع العيش مع المهادنين والمراوغين، ورغم أن المركز كان يستمع لأبناء ولاية النيل الأزرق ومطالبتهم بإقالة الجنرال والإتيان بمن هو أدرى بظروف أهلهم بالمنطقة، فقد حاولت الحكومة أن تغض الطرف عن مناداة رئيس المؤتمر الوطني بالولاية عن تلك الدعوة، لكنها أخيراً استجابت وصدر المرسوم الجمهوري أمس الأول، وأبعد الجنرال “الهادي” من منصب الوالي ليحل مكانه الدكتور “يس حسين حمد” الذي شغل مناصب متعددة.. ولكن بعد استجابة الحكومة وموافقتها وترضية أهل الولاية بتعيين أحد أبنائها هل يستطيع الدكتور أن يوقف زحف المتفلتين أو المتمردين إن كانوا ما زالوا موجودين بعد أن شن عليهم الجنرال “لهادي” حملة شعواء أوقفتهم عند حدهم وعادت المدينة آمنة ومطمئنة؟! وإذا كانت سياسة الترضيات تنفع فلماذا لم تعمل بها الحكومة في ولاية جنوب كردفان التي اشتعلت الحرب فيها بعد المؤامرة التي قادها قطاع الشمال ومطالبة أهل المنطقة بتغيير الوالي مولانا “أحمد هارون”؟ أم أن مولانا “أحمد هارون” من آل البيت والجنرال “الهادي” من الوافدين؟!
إن سياسة الترضيات التي تستخدمها الحكومة قد أضرت كثيراً بالدولة، خاصة وأن الحكومة تستجيب للقبلية والجهوية. وقد لاحظنا ذلك عندما عينت “مني أركو مناوي” مساعداً لرئيس الجمهورية وكلها جاءت من باب الترضيات لحملة السلاح.
الدولة تستمد قوتها من قراراتها الشجاعة دون الالتفات لأي طرف من الأطراف، وقد تضررنا كثيراً وتضررت الدولة أيضاً عندما رفضت إعادة تعيين الدكتور “عبد الحميد موسى كاشا” والياً لجنوب دارفور التي خبرها وحفظها تماماً، ولكن سياسة الترضيات أيضاً أخرجت “كاشا” من ولايته التي أحبه أهلها ودافعوا عنه دفاع المستميت، فقامت التظاهرات ومات الناس بسبب “كاشا”، ولكن الحكومة لم تستجب واستجابت لضغوط الآخرين، ورفض “كاشا” تولي أي منصب، واستجابت الحكومة بعض مضي فترة من الزمن لمطالبات أهل المنطقة، وأعيد الدكتور “كاشا” والياً لشرق دارفور بعد أن رفض المنصب مراراً وتكراراً.

صلاح حبيب – رئيس تحرير صحيفة المجهر السياسي

‫5 تعليقات

  1. إلى متى تكون الترضيات ولم يقصم ظهر بلادنا سوى الترضيات – والله العظيم إن الهادى بشرى سودانى أصيل ويحب وطنه وعمله ولا يجامل – من سعوا لتغييره أو تبديله لأنه لم يلتفت لمصالحهم والحكومة ستندم على إعفاءه كثيرا ولن يقبل العودة وإن فرشوا لهم الطريق وردا وإن أبعدوا أصحاب المطالب والمصالح الشخصية – من يدمر البلد غير المنتفعيين لذاتهم ولا تهمهم مصلحة مواطن
    حسبى الله ونعم الوكيل

  2. سلام عليكم
    في رأيي أن تعيين أحد أبناء منطقة ما واليا عليها برضاهم ورضا أهلها فهذه ليست ترضيات وإنما هي حقوق عبر عنها أصحبها بالصوت المباشر المسموع… أما الترضيات فهي مجاملة شخص أو حزب بمنصب لا يستحقه ولا يفهم فيه ويكون على حساب الأفضل.

  3. أي منصب يجب أن يشغل بالكفاء رضينا أم أبينا ..، أناس تدرجوا في الوظائف وخبروا الموئسسه والجهه التي بدوا بها أحق بحكم خبرتهم .. لكن أسلوب الترضيات المتبع في نظام الانقاذ هو الأسواء وكان وبال على أهل السودان .. لكن إذا ما عملوا كدا كان ستظل الأنقاذ في قاع المجتمع السوداني من بشيرهم إلى غفيرهم لاني أغلب منتسبي الأنقاذ فاشلين بي بشيرهم والدليل فشلهم في الوصول إلى الحكم أيام الديمقراطيه فلجاوء إلى الأنقلاب .. والمصيبه أنهم جبلوا على الفشل والدليل البلاد ضاعت.

  4. [SIZE=5][B][COLOR=undefined]يا ليت لو قامت الحكومة بتعيين اللواء الهادى بشرى والياً على الولاية الشمالية ولا سيما بعد وفاة المرحوم الوالى السابق فتحى خليل ، لأن اللواء بشرى لدية مؤهلات كثيرة يا حبذا لو إستفادت منها الولاية الشمالية وأهلها فالرج لعسكرى من الطراز الأول ولا يلين أو يهادن وهو إدارى قدير ولا يجامل فى الحق .[/COLOR][/B][/SIZE]

  5. السلام عليكم جميعا والمكان المناسب للواء الهادي بشري الرجل القوي الامين هو رئاسة الجمهورية في حالة خلو المنصب من سعادة الرئيس عمر البشير . والله السودان بكل أمانة محتاج لمثل الهادي بشري أو علي الاقل يكون أحد نواب الرئيس