فدوى موسى

الحرب والمعسكرات

[CENTER][B][SIZE=5]الحرب والمعسكرات [/SIZE][/B][/CENTER] [SIZE=5] لا يختلف اثنان على أن الحرب أقسى ما يمكن أن يتعرض له الإنسان لاعتبارات تتعلق بإحساسه الإنساني.. فالحرب تعني عدم الطمأنينة وفقدان الحقوق والاستقرار وحياة التشرد والضياع وما دليل ذلك الا الكثير من آثارها وسلبياتها.. واليوم ينتابنا الإحساس المر لأهلنا في كل من جنوب كردفان والنيل الأزرق وهم يدفعون ثمناً باهظاً لإخفاقات أهل السياسة.. فقد خرج أهل النيل الأزرق تحت وطأة تفجر الأوضاع الأخيرة إلى الطريق المؤدي إلى سنجة وسنار والجزيرة يبحثون عن الأمن وقد خلت إيديهم إلا من العشم وكعادتها الإنسانية تحاول الجموع النازحة ألا تشكل عبئاً على الأهل والأقارب بالولايتين وربما تستعصى عليهم الحكومة بإقامة معسكرات الأيواء كما تعنت عند ذات الأزمة في جنوب كردفان خوفاً منها على نظامها والأجندات الخارجية.. ولكن لابد من تلك المعسكرات شاءت الحكومة أم أبت لأن حياة الآلاف الذين كانوا في بيوتهم آمنين لا تخضع للمزاجيات أو الرؤى السياسية التجريبية إنها الحياة التي تتطلب الأساسيات الماء، الأكل، الصرف الصحي وقبل ذلك الغذاء والصحة هاهي الأوضاع قد تأزمت ولا يمكن أن يجبر النظام الأهالي على العودة ما لم يستطيع أن يؤكد ألا خطر محدق هناك.. إنها أثمان الحرب ولا بد أن تكون المعسكرات أولى أولويات الحكومة لتلافي الأخطار التي يتعرض لها المدنيون وألا تنظر الحكومة إليهم بعين اللامبالاة واللاحرص إنها مسؤوليتها الإنسانية التاريخية ولا نريد أن نقول إن «الإيدو في الموية ما زي الإيدو في النار» فهل راعت حكومة جمهورية السودان حالة رعاياها السودانيين وأصبحت قدر إنتاجها لمبدأ الحسم العسكري الذي يعني تشريد المواطنين من مواقع سكنهم وعملهم وياله من ثمن باهظ للحرب والاحتراب… لكم الله أحبتي في النيل الأزرق.. فقد ظللتم تدفعون ثمن الكجار السياسي في أزمات عدة… ويا عزيزتي الحكومة «قولي يا لطيف وافتحي المعسكرات لهؤلاء النازحين لأنهم لم يختاروا النزوح طوعاً ولا تنظري إليهم نظرة الرايح» فلهؤلاء إيدي يمكن أن ترفع الى السماء فلا تجد الحجب التي تقيك من استجابة ما… ففي بين هؤلاء الضعيف والمريض والمعوز لا تكوني عليهم بل كوني معهم… «كده كده في النهاية المعسكرات أمر لابد منه» ما لم يتم توفير الأمن بالمنطقة.

الدعم والإسناد

على أرض الواقع إن بند طلب المساعدة والدعم والقوافل قد فتح من جديد.. فهل الفعاليات الداخلية كافية لسد باب الحاجة والمعونة الضرورية؟؟ لا أعتقد أن الإجابة قاطعة لأن التقديرات دائماً ما تجيء معيبة ملفوفة بثوب الحرص على النظام القائم أكثر من مصلحة المواطنين المتأزمين على أرض الواقع… خلاصة القول إن الالتجاء الأخير إلى استخدام مباديء اللاحوار قد وضع ولاية النيل الأزرق مع واقع الحرب الذي يعني استدامة الدعم والتأهب لأي طاريء مع ضرورة العمل الجاد لتثبيت الأمن والاستقرار لمواطن المنطقة الذي خسر كل مدخور عمره مع أول طلق ناري أو مع أول طلق من مدفع رباعي على مدخل المدينة أو على مناطق أمدرفا وأولو حسب الرواية الرسمية للجمهورية السودانية أو مبدأ الرد كما جاء على لسان الطرف الآخر.. فهل يا ترى ستسير الأحداث في اتجاه الحل أم أنها تسير في اتجاه المزيد من التعقيد.. وهل يا ترى سيصمت «العقار» أم أنه سيرد بالاتجاه المضاد.. لا نريد أن نحبط أو نخزل.. لابد من العمل الجاد على حسم الأمر لمصلحة مواطن الولاية..

آخر الكلام

قدرك يا بلد.. محمول على الأكتاف.. وأكتاف البلاد انهدت مع الأحداث.. «ويا أبو مروووة عوووك».

مع محبتي للجميع..[/SIZE]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]