الفاتح جبرا

القصة ماشة بايظة


[JUSTIFY]
القصة ماشة بايظة
حقيقة لم أجد في هذا اليوم أهم من فوضى وإرتفاع أسعار السلع الضرورية موضوعاً يستحق الحديث عنه، فالمسألة أصبحت غير محتملة وتجاوزت المنطق والمقبول ، ما هذا الإرتفاع الغريب في أسعار اللحوم والخضروات وبقية السلع الضرورية من زيت وحليب وخلافه هذا الغلاء المضطرد الذى تشهده السلع الغذائية من أسبوع إلى أسبوع.. وربما من يوم إلى آخر فقد أصبح معدل أسعار المواد الغذائية والسلع في أسواقنا في تصاعد مستمر.. وبمعدلات غير مسبوقة أصابت المواطن بإندهاش ممزوج بالقلق وهو يرى بأن دخله قد أصبح غير قادر على مجابهة هذه الزيادات في الأسعار وأنه لم يعد قادراً علي توفير أبسط متطلبات الحياة التي يحتاجها الإنسان له ولأفراد أسرته في ظل هذا الجشع وهذا السعار في الأسعار إذ أن اسعار الكثير من السلع الرئيسية في الأسواق قد تجاوزت حدود المعقول.. إذ وصلت نسبة الزيادة في بعضها إلى أكثر من الضعف (100%)
لقد كان الفقراء في بلادى ومحدودو الدخل يعتمدون في وجبتهم الاساسية على (سلطة الطماطم) بالبصل الأخضر والعجور والليمون والجرجير (مع شوية زيت سمسم) ! الآن أصبح الحصول على هذه الوجبة لأفراد أسرة متوسطة يكلف فوق الثلاثين (ألف) من الجنيهات (بدون العيش والدكوة) !!
أغرب ما في الأمر أن ولاة الأمر والأمر هكذا والقصة (وصلت العضم) نجدهم سادين دى بي طينة ودي بي عجينة علي الرغم من إن لقمة العيش و(قفة الملاح) هي الأساس فى حياة المواطن وهي المؤشر الحقيقي في النهاية لنجاح أى سياسات بغض النظر عن أي اعتبار، وقد قلنا مراراً وتكراراً بأن الأمور حين تصل إلى صعوبة توفير (هذه القفة) سوف تبزغ مقولة (الجوع كافر)، وبالتأكيد لا تخفى عليكم دلالات هذه المقولة..

من الغريب والمدهش ألا أحد من المسئولين قد خرج إلى الجمهور عبر أى من الوسائط الإعلامية ليبرر لنا هذه (الزيادات الفاحشة) فى أسعار السلع الضرورية .. وصل سعر كيلو اللحم الضأن إلى قرابة الأربعين ألف جنيه وتعدى كيلو اللحم البقرى الثلاثين .. كما وصل كيلو الطماطم إلى العشرين (ألف) جنيه وقد طال هذا الغلاء الفاحش أسعار بقية أنواع الخضر في بلد شعار قادته (نأكل مما نزرع) !
كل الأشياء التى ترتفع هنالك (نقطة تدخل) يتم فيها التدخل لإعادة الأمر إلى الحد الطبيعي حتى لا تحدث كارثة .. فمثلاً إذا تجاوزت حرارة جسمك الحد الطبيعي (36.8 مئوية) بدرجة أو درجتين فلا مشكلة إلى إنها إذا وصلت إلى حد أعلى غير طبيعي (تعدت الأربعين مثلاً) فهنا لابد من معرفة السبب وإعادتها إلى طبيعتها حتى لا تحدث كارثة .
وكذلك إن زادت سرعتك وأن تقود سيارتك وتجاوزت الحد المسموح به فلابد من وجود (نقطة تدخل) يتم فيها التدخل من قبل (شرطة المرور) لإلزامك بالقيادة وفق السرعة المسموح بها !
فى معظم الأشياء القابلة للإرتفاع نجد أن هنالك (نقطة) يتم فيها التدخل من أجل إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي .. والعبد لله يتساءل متى تقوم (الحكومة) بالتدخل لإعادة أسعار هذه السلع إلى وضعها الطبيعي،
يعنى مثلاً (لمن كيلو اللحم يبقى بي كم يعنى؟) ! أو لمن (الطماطماية تحصل كم؟) !!
إن هذه الموجة من الغلاء وإرتفاع أسعار السلع الضرورية سوف يؤدي بالقطع إلى تراجع الطبقة الوسطى (لو كانت لى هسه قاعدة) في المجتمع وزيادة نسبة شرائح محدودي الدخل الذين يشكلون حالياً معظم (الشعب السوداني الفضل) هذا غير إزدياد شريحة (معدومى الدخل) مما يساهم في زيادة معدلات الجريمة بأنواعها وتمزق النسيج الإجتماعي (اللحق الصح) !
أعذرني أيها القارئ الكريم إن لم تجد في هذا المقال اليوم مبتغاك من الفكاهة و(السخرية) فالصمت لم يعد مقبولاً ،إذ إن الغلاء الفاحش ينهش المجتمع، ويفتك بدخول المواطنين الذين يلهثون وتكاد أنفاسهم تنقطع دون أن يستطيعوا ملاحقته وما يزيد من هذه المعاناة أن التوقعات تنبئ عن مزيد من (الإرتفاع) في الأسعار وأن تكلفة المعيشة ستكون أعلى وأصعب فيما هو قادم من شهور, وهذا ليس له إلا معنى واحد هو أننا مقبلون على (معيشة ضنكاً) !
كسرة :
القصة ماشة بايظه .. ربنا يجيب العواقب سليمة !!
[/JUSTIFY][/SIZE]

الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. [FONT=Tahoma]و الله يا ابو ناجى فعلا العملية ماشة بايظة ومن سئ الى اسواء – و الاغرب انه و لا المواطن العادى و لا المقتدر و لا المسؤل حد من ديل كلهم قادر يعمل حاجة او حتى عاوز يعمل حاجة[/FONT]