عبد اللطيف البوني

محاولة للفهم


محاولة للفهم
* أكثر الناس تشاؤماً ما كان يعتقد أن تتداعى الأحداث في السودان (الفضل) بهذه السرعة فبعد انفصال الجنوب وقيام دولته المستقلة كان المتوقع أن يجد جميع السودانيين (الرحلو والفضلو) فرصة لإكمال دهشتهم فميلاد دولة في مطلع القرن الواحد وعشرين أمراً ليس عادياً فالدولة القطرية الحديثة قد اكتملت خارطها عالمياً في منتصف القرن العشرين فقيام دولة الجنوب بتلك السهولة وبتلك الدرجة من التراضي أمر ليس عادياً كنا نتوقع أن تثبت الحال في السودان على ماهي عليه ولو لبرهة من الزمن حتى يكمل الذين حزنوا حزنهم والذين فرحوا فرحتهم في الشمال والجنوب ويكمل الجميع دهشتهم ولكن جرت الرياح بما لايشتهي الجميع فانفجرت بؤر التوتر بسرعة لم تكن متوقعة.
* هناك جهات عالمية أو إقليمية أو حتى محلية، وقد تكون خليط من كل هذه رأت الطرق على الحديد وهو ساخن فرأت أن لاتعطي الشعب فرصته ليجمع أنفاسه فقامت بإشعال الحرائق ربما أغرتها السهولة التي تم بها انفصال الجنوب فرأت مواصلة التفكيك للسودان أو رأت العكس أن في اشتعال الحرائق فرصة لصهر أطراف السودان المتبقية لهذا ظهرت نغمة الجنوب الجديد ولكن في تقديري أن هذه قراءة خاطئة فالجنوب السابق لن يتكرر مرة أخرى فالجنوب القديم تكوينه الجغرافي والتاريخي والإثني والثقافي يختلف عن جنوب كردفان و النيل الأزرق ودار فور فهذه المناطق الثلاث بها خليط من الثقافات والإثنيات وبها من مكونات المركز الكثير إذا اعتبرنا القضية قضية هامش ومركز.
* اختلاف الجنوب الجديد عن الجنوب القديم وبالتالي عدم إمكانية استنساخ السيناريو القديم لايعني النوم على العسل بل على العكس تماماً يدعو للمزيد من اليقظة ومن جميع الأطراف لأن إثارة القلاقل ورفع درجات التأجيج لايحتاج إلى جنوب جديد بل يمكن أن يحدث ما هو أسوأ من صراع الشمال والجنوب القديم.. وقد تشتعل النيران بصورة أكثر ضراوة مما كانت عليه وبالتالي يجب عدم الاستهانة بتطورات الأوضاع منذ الخامس من حزيران يونيو (يوم اندلاع النيران في جنوب كردفان ) إلى يوم الجمعة الأخيرة في الدمازين.
* يصعب التكهن بما ستكون عليه الأحوال في المدى القريب ناهيك عن المدى البعيد فالعوامل المتحكمة في تطورات الأحداث في حالة تغيير دائم في مكوناتها الداخلية وفي علاقتها مع بعضها البعض ولكن يبقى المكون الخارجي هو الأخطر في رسم صورة المستقبل للنزاع الحالي وهذا البعد الخارجي يبدأ بدولة جنوب السودان، ثم إثيوبيا، وبقية دول الجوار الإفريقي، ثم العربي وفوق البعد الإقليمي يأتي البعد الدولي ممثلاً في الولايات المتحدة والدول الأوربية وهذه الأخيرة (قام ليها شوك) كما حدث في ليبيا ولكن تصبح الجبهة الداخلية هي (العليها الرك) لأن المكون الخارجي مهما كانت درجة قوته إذا لم يجد المكون المحلي الذي سوف يتفاعل معه فلن يحدث الأثر الذي يسعى إليه. فياجماعة الخير عليكم بالجبهة الداخلية فالمساعي السياسية لتطويق الأزمة أمر لا مفر منه فطالما أن ذلك كذلك فالتكن هذه المساعي اليوم قبل الغد.

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. انفصال الجنوب كان صدمه للشعب السوداني والعالم ومافي زول كان يتوقع الانفصال وكلنا كنا نأمل بالوحده حتي ناس الحكومه العملوا الاتفاقيه الاولي كانوا بيحلموا بالوحده وعايشين عليها ونسوا يعملوا ليها ولكن الاخوه في الجنوب كانوا يعملوا علي انفصال الجنوب ويخططوا ليهوا عشان كده كان صدمه لينا.واذا كان في جهات تخطط في تفكيك السودان بواسطه افراد معينين عن طريق اشعال الحرائق والفتن لابد من الخلاص من هؤلاء الافراد لكي يعم السودان بالسلام وكما قلت ياالبوني اذا عم الهداء واالرضاء في الداخل فأن الخارج مهما كانت قوته لن يقدر يعمل حاجه ولن يستطيع ان يغير نظام الحكم في البلاد.