نادية عثمان مختار

جمعة المعارضة يجب (حضور) الجميع !!


جمعة المعارضة يجب (حضور) الجميع !!
خطوة جريئة ومهمة هذه التي تنتوي المعارضة السودانية القيام بها يوم غد الجمعة بخروجها للتظاهر ضد الحرب المشتعلة في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان .
خطوة يجب أن يكون لها ما بعدها بتسيير مواكب لولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وعقد العديد من الندوات إدانة للحرب وحثا للأطراف على الرجوع لصوت العقل وعدم التمادي في حروب جديدة تلتهم ما تبقى من السودان الموحد ولا تبقى ولا تذر من خيراته وأمان شعبه شيء !!
تسليم مذكرة لرئاسة الجمهورية تحت عنوان ( إعلان السودان) يجب أن يكون موكبا هادرا ومسيرة مليونية توضح للرئاسة مدى حنق الناس وهاجسهم من أشباح الحروب التي أبت إلا أن تحلق فوق رأس الوطن وشعبه الطيب دون أن يدري أحد إلى متى يستمر هذا الحال المتردي والبالغ السوء !!
البحث عن بدائل سياسية يجب أن لا تكون مجرد شعارات يحملها قادة المعارضة بل يجب عليهم أن يضمنوا إعلانهم رؤيتهم حول ماهية هذه الحلول وكيفية التنفيذ والسبيل إلى إنزالها إلى أرض الواقع بالشكل الذي نحسه واقعا ملموسا مسهما في إيقاف الحرب ونظافة الميدان من روائح الدم والباورد وعودة النازحين إلى بيوتاتهم في أمن وأمان واسترجاع الحياة الطبيعية للمدن التي سكنها شيطان الحرب فغادرها أهلها هربا من (بوم الخراب) الذي بات ينعق فوق رؤوسهم بأغنية الحرب المميتة !!
ويجب أن تتضمن مذكرة المعارضة أيضا نصا صريحا لتكوين (هيئة حكماء ) محايدة مهمتها الجلوس للأطراف كل على حدا، أولا لسماع وجهات نظرهم ثم محاولة إجلاس الفرقاء لاحتواء الموقف المتأزم في الولايتين قبل اتساع رقعة تدويل الأزمة وتدخل المجتمع الدولي بالشكل الذي يجلب ( الولولة) والشجب والإدانة والرفض حيث لا فائدة من الرفض وقتها !
حديث القيادية مريم الصادق المهدي الذي قالت فيه إن ما قادهم لإعداد مذكرة ( إعلان السودان) هو تدهور الأوضاع السودانية يأخذني للتفكير بأن حال معارضتنا كحال الذي يستيقظ بعد فوات الأوان لينقذ ما يمكن إنقاذه ورغم ذلك يدهشني حماس هذه السيدة وحراكها ونشاطها الذي لا ينقطع لإصلاح كل عطب يلم بجسد الوطن بلسانها وقلبها قدر المستطاع ومهما كان الثمن غاليا !
وأؤيدها في حديثها الذي جاء فيه (لابد من وقف الحرب والتحقيق حول الأحداث، لأن الحرب لم تأت للبلاد سوى بالخراب والدمار والتغول الدولي.وقالت إن القوى السياسية المعارضة أعلنت التعبئة الشاملة لوضع حد للحروب التي تنتظم البلاد وذلك بتدشين برنامج لقبول شعبي واسع لتحقيق الأهداف.وأشارت إلى تكوين هيئة شعبية للعمل خلال الأسبوع القادم لوقف الحرب ودعت لتقصي الحقائق حول ما يحدث)

ولكي ينجح موكب الرفض للحرب وهو أمر غاية في الايجابية فيجب أن تلتقي خلاله كل المعارضة السودانية وأن تؤكد أنها (على قلب رجل واحد ) رافض للحرب وآملا وعاملا في تغيير الأوضاع للأفضل ويجب أن لا يأتي واحد من قادة المعارضة الكبار ليجد أن زملائه لم يحضر منهم أحد فيرفع (كرتونة) ملقاة على قارعة الطريق ليكتب عليها ( حضرنا ولم نجدكم) !
فعندما يتعلق الأمر بالوطن فرضا أن يكون الجميع حضور !!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/9/8
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]