عبد اللطيف البوني

عيد لينا وعيد بينا


عيد لينا وعيد بينا
* فرق كبير بين عيد لينا وعيد بينا فعندما نقول إن فلان عيد لينا فهذا يعني أنه أعطاك ما يعينك أو يسعدك في العيد. يمكن أن نقول إن الدولة عيدت لموظفيها بأن أعطتهم إجازة معتبرة وسلفية أو منحة أو صرفت لهم المرتب قبل ميعاده والذي منه. بعض شركات القطاع وأكثر منها الشركات الحكومية تعيد لمنسوبيها عيداً فخيماً. أما العبارة التي تعاكس أو تقابل عبارة عيد لينا فهي عبارة عيد بينا فهي تعني أصابنا بالضرر قبل العيد أو حرمنا من الاستمتاع بالعيد فأي حادث مروري أو أي حادث مؤسف في قبايل العيد أو أثنائه يكون قد عيد بالذين وقع عليهم فمثلاً عندنا أصحاب العربات السفرية يتشائمون من السفر قبايل العيد خوفاً من أن يقع حادث ويعيد بهم أي يحرمهم ويحرم ذويهم من الاستمتاع بالعيد ولعل أفضل تلخيص لهذا ما قاله لي صديق مريخي بعد مباراة الهلال والقطن التي انهزم فيها الهلال (القطن عيد لينا وعيد بيكم).
* القائد الجنوبي الراحل كاربينو كوانين الذي صالح حكومة الإنقاذ، ثم انقلب عليها ورجع إلى الغابة ودشن ذلك بهجوم خادع على أقرب حامية للجيش الوطني في الجنوب وكان ذلك في أحد أعياد الأضحى المبارك فحول عيد البلاد إلى غم وحزن… وأذكر أنني كتبت قبل تلك المناسبة عندما قال في سهرة تليفزيونية إن أغنيته المفضلة هي (الليلة سار ياعشاي) لصلاح ابن البادية كتبت تحت عنوان (كاربينو حالف يضبح تور) وعندما قام بعمليته تلك في العيد كتبت بعنوان (كاربينو حالف يضبح زول) وكان ذلك بالغراء الرأى العام.
* في العيد الأخير الذي انصرمت أيامه وفي آخر أيام إجازته الطويلة اندلعت أحداث النيل الأزرق بهذا يكون مالك عقار قد عيد بالبلاد وأدخلها في متاهة جديدة فتحولت الحلاوة والكعك والذي منه وقبل أن تتم عمليات هضمها إلى حجارة من سجيل داخل الإمعاء في عموم البلاد، أما في النيل الأزرق والدمازين خاصة فالأمر أدهى وأمر فقد خرج المواطنون من المدينة في حركة نزوح مؤلمة وحزينة و باكية فما أسوأ أن تصطحب أسرتك وأطفالك فراراً من الموت إلى المجهول تاركاً مسكنك وملبسك ومشربك ومأكلك لكي تتكفكف الناس في معسكر اللجوء في المدارس والأسواق والشفخانات ونقاط البوليس وكل الأماكن العامة حتى الموسرين الذين ركبوا العربات ذات الدفع الرباعي وحملوا ما خف وزنه وارتفع ثمنه ويمموا شطر منازلهم الثانية في سنار وسنجة ومدني والخرطوم من المؤكد أن معاناتهم لن تقل عن معاناة المعدمين لأن الكل سواء في الفرار من الموت والخروج بغير رغبة وترك مصادر الرزق.
* في مقال كتبه أحد الكتاب المميزين (فات عليَّ اسمه) الذاكرة أصبحت خربة فقد هرمنا، نشر في منتصف تسعينات القرن المنصرم بالرأى العام “احذروا الأعياد فإنها سوف تشهد أعظم الاضطرابات السياسية في السودان وضرب مثلاً بالعاصمة التي تتغير تركيبتها السكانية أيام العيد وتسترخي فيها الأجهزة الأمنية والرسمية”. ولكن يبدو أن متخذ القرار قد استفاد من تلك الملاحظة واهتم بأمن العاصمة وترك الأقاليم لكي يعيد بها من أراد ذلك.. والكلام الآن العيد الكبير القادم, اللهم احفظ أهل السودان في الأعياد والجمع والعطلات الرسمية وكل أيامك السبعة.

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. وفعلا ياالبوني مرات كتيره يصادف العيد يكون بينا وياخذ عزيز لينا وفرحه العيد ما تتم وكل ما يجي العيد ما يكون عندهو طعم او رائحه.واحداث النيل الازرق اكيد كانو واضعين ليها ساعه الصفر واحتمال كبير قالوا يشغلوا الحكومه بالنيل الازرق حتي يتم ادخال خليل عن طريق درافور وبعد داك يقوموا كلهم بالانقلاب ولكن هل يرضي الشعب انو خليل يحكم السودان وخاصه انو من افكارو يوحد السودان ويرجع لينا الجنوب ولي دا ضحك علي الدقون؟ او يحكم الخرطوم عمران او عقار والله ياربي ها يسلموا الخرطوم للاحزاب والصادق قال انو لغي كل رحلاتو الخارجيه في انتظار شي ماااا وربنا يستر ويحفظ السودان!!!