جعفر عباس

موقف صعب ولكن مألوف


موقف صعب ولكن مألوف
ما من أم او اب إلا وتعرض للسؤال المحرج من أحد أطفاله: أنا كيف جيت؟ كيف وصلت الى الدنيا، فيقول معظمنا: جئت من بطن أمك! فيرد الطفل الفصيح: وكيف دخلتُ بطن أمي،.. هنا قد نلجأ الى السلاح المعتاد: اسكت يا قليل الأدب، أو الى الدبلوماسية التي تعطي جوهر الإجابة دون تفاصيلها: الله وضعك في بطن أمك!! ويذكرني هذا بالنكتة القديمة عن الطفل الذي سأل أمه عن سر انتفاخ بطنها، فقالت له ما معناه أن «أختك الصغيرة موجودة داخل بطني»، فما كان من الطفل إلا أن صرخ: «بابا ماما أكلت أختي وممكن تأكلني»، وتلك النكتة التي مؤداها ان طفلا درج على توجيه اسئلة محرجة الى أمه، أمام الضيوف، وذات يوم كان الولد يزور مع أمه جارة انجبت ولدا بلا أذنين، وحذرته مسبقاً من طرح اي اسئلة تتعلق بعاهة الوليد، وجلس الولد قرب أمه وهو يتململ، ثم قرر ان يطرح اسئلته من دون ان «يحرج» أمه فسأل أم الرضيع: ولدك ده يقدر يشوف؟ فقالت: نعم!! وبعد عشرة سنين كمان يقدر يشوف؟ نعم، وتواصلت الاسئلة ما اذا كان الوليد سيكون قادرا على الإبصار في سن الاربعين.. الخمسين.. فالستين، الى ان الوصل الولد الثرثار الى بغيته: طيب لما يكون عمره 100 سنة يقدر يشوف؟ هنا قالت أم الوليد انه اذا عانى من ضعف النظر في سن المائة فسيستخدم النظارات الطبية،.. هنا فجر الطفل الشقي قنبلته: لكن كيف يلبس النظارة؟.. وقد تعرضت ذات عام لسؤال محرج من اصغر عيالي عندما قال لي: السودان يشتهر بي شنو؟ أربكني السؤال، هل أقول له ان السودان يشتهر بالقطن؟ ولكنه يعرف انه ما من قطعة ملابس في بيتنا صنعت في السودان، الكركدي؟ لا يمكن ان يصدق ان بلده ينتج الكركدي لأن ما يتوافر منه في بيتنا من انتاج شركة ليبتون وشركات مصرية واماراتية!! هل أقول له ان السودان في طليعة الدول المنتجة والمصدرة للملاريا؟ لحسن حظي كان ولدي يريد فقط معلومات عن إنجازات السودان في مجال الرياضة وزودته بها وكانت كلها بصيغة الماضي.
وبالمناسبة فان ولدي الذي سألني السؤال البايخ حول الشيء الذي يميز السودان عن بقية الدول، سيكون له شأن في ميادين الكرة، فعند نهاية العام الدراسي وهو على أعتاب المرحلة الثانوية، كانت له مباراة مهمة ضد فصل آخر في المدرسة، وكان هو حارس المرمى، وظل يتدرب داخل غرفة النوم على كيفية التقاط الكرات الصعبة عدة ايام، وجاء اليوم المشهود وخرج من البيت مرتديا فانلة مانشستر يونايتد الأنيقة،.. وعاد في آخر اليوم، وبدا وكأنه قادم من باب العزيزية هاربا من كتائب القذافي، فقد كان جسمه متقرحا وملابسه متسخة، ولكنه كان مبتسما فأدركت ان فريقه انتصر، وسألته عن النتيجة فقال: فزنا عليهم… سجلنا عشرين هدفا!! كنت بالطبع اتلهف لمعرفة كم هدفا دخل المرمى الذي كان يحرسه فقال بكل حماس: 18 هدفا بس!! هذا الولد عربي مائة في مائة، وستكون له شنة ورنة في ميادين الكرة!! فالعربي ينشأ على المكابرة والمغالطة في المنافسات الرياضية،.. وإذا انهزم فريقه فلا شك أن اسرائيل هي السبب، وهناك المعلبات الجاهزة: انهزمنا بشرف!! تعادل كالنصر! فريقنا يلعب، والخصم يكسب!
ولكنني ما زلت عاجزا عن الاجابة عن السؤال الذي طرحه الولد الفنطوط: بما يشتهر او يتميز السودان أو اي دولة عضو في الجامعة العربية؟

[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    شكرا لك يا عم ابو الجعافر
    مقالتك اليوم طيبه.. أعجبتني.. كنت ( جدا طفشان)
    وفراتها وضحكت. وانها خاليه من الغيبه

  2. [SIZE=7][B]التحية للك يا استاذ جعفر والتحية لقلمك الذي دائما يذهب بنا الي واحات الفرح والسرور
    السودان يا ابو الجعافر بتميز بي حاجات كتيرة واكترحاجة بتميز بيها السودان في نظري وحاجة عاجباني شديد اهلنا الطيبين وناسنا السمحين ودنيتا السة بي خيرة [/B][/SIZE]

  3. يا ابو الجعافر لماذا تظلم السودان بهذا الشكل وتحصره فى الكركدى والقطن فشلا وفى الملاريا نجاحا انت القامة وامثالك من نجاحات السودان ورفعتم اسم بلاد كثيرة بعلمكم ولكنكم لم تعملوا لنجاح السودان وهكذا نحن ننجح الغير ونرسب لا نفسنا

  4. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    فعلا يا عم ابو الجعافر السودان يتميزون بطيبة قلوبهم وتسامح مشاعره وصدقهمولا ننسى انه يعجبني التسمك فيه بالاخلاق الدينيه ووالمكارم
    ولاتنسون السودان يتميز بسلة الغذاء العالمي وتمر من خلاله 3 مستويات من المناخ
    وان البشير يعد نقطه عظيمهفي تميز السودان