نادية عثمان مختار
السادة (المتمردون) الوزراء ..!!
هكذا تعلمنا في عهد حكومة ( الإنقاذ) التي شهد عهدها أكثر حالات التمرد وكميات مهولة من المفاوضات والتدخلات الخارجية، وأصبح ذلك أمرا أكثر من عادي؛ لذا تفاجأت بعبارة قرأتها ضمن سياق حديث منسوب للأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر رئيس الهيئة التشريعية، كان يتحدث فيه عن( الثلاثي المتمرد) بحسب وصف الحكومة ( عقار، الحلو ، عرمان) حيث قال: (لا مكان لاستوزار المتمردين) !! وهنا تبرز الحيرة والسؤال: وهل كان الفقيد الراحل جون قرنق وكامل حركته الشعبية إلا مجموعة من المتمردين في نظر الحكومة قبل مغادرتهم للغابة ودخولهم القصر الجمهوري دخول الفاتحين المنتصرين تفاوضياً ؟!!
وهل كان مناوي والسيسي والتجمع الوطني الديمقراطي وزعمائه السابقين ( الميرغني، المهدي) غير ذلك ممن استوزر بعض جماعتهم الآن ؟!
حكومتنا الموقرة ينطبق عليها احيانا المثل القائل : ( أسمع كلامك أصدقك .. أشوف عمايلك أستعجب) فمثل هذا القول الذي تلقي به الحكومة على عواهنه، كثيرا ما أثار الحنق، وزاد التمرد في نفوس من يسمونهم المتمردين، وفي نهاية مطاف الخراب الذي تلحقه الحروب الناتجة عن التمرد لايكون هنالك بديلا للتفاوض والحوار الذي في الغالب مانجد بعده المتمردين ( حكومة) لتزداد دهشة (الأهالي) أمثالي من قول يتفوه به مسؤول حكومي كبير ثم يضطر لـ ( بلعه) دون جرعة ماء بكل الأسف، وكثير من ( شماتة) المتمردين رغم وصولهم القصر حينها !!
ليس من عاقل ومخلص لتراب هذا الوطن يحب ان يراه مقسما وممزقاً يعاني ويلات الحروب وعظيم محارقها، وبالتأكيد ليس من عاقل يرتضي أن يفلت من العقاب من أراد ببلادنا الأذى، سواء كان (عدوا) أجنبيا من الخارج أوكان من بني جلدتنا؛ ولكن فقط يبقى على الحكومة ومسئولييها أن يعوا أن للمواطن (ذاكرة) وللوطن (ذكريات) أكثرها مرير، مع من اضطرتهم للتمرد عليها لأسباب مختلفة تعلمها الحكومة أكثر من غيرها.. !
إذن فالأولى للحكومة محاربة أسباب (التمرد) قبل محاربة (المتمردين) !!
و
هذه الأرض لنا .. فليعش سوداننا !! نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/9/14
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة