رأي ومقالات

عبير زين : العديد من الزيجات الناجحة أكدت على أن الإنترنت فرضت نفسها وأصبحت واقعاً قامت عليه العديد من البيوت السعيدة

أصبح الإنترنت بما فيه من مواقع للتواصل الاجتماعي من أكثر الوسائل فعالية فى حياة الشباب والجيل الحالي فهو الذي يحتوى تجمعاتهم ويستوعب ثوراتهم وأفكارهم و يوفر لهم مِنبراً ومُتنفساً للتعبير عن آراءهم وعواطفهم بحرية تامة، إذاً فمن البديهي أن يكون بيئة مُناسبة لإختيار شريك الحياة، فالبعض قد يعرفون بعضهم معرفة طفيفة (على أرض الواقع) و يتيح لهم التواصل الأثيري التعمق فى تلك المعرفة بقراءة أفكار بعضهم من خلال كتاباتهم العفوية (بإستثناء المتصنعون أو المتزيفون) مما قد يخلق تقارباً يدعو و يشجع على الإرتباط، بل إن التعارف على مواقع التواصل الإنساني يتيح الفرصة لمعرفة الشخص على حقيقته فى حال وضعنا الشريك تحت الإختبار الأثيري بتتبع منشوراته وتغريداته وتعليقاته وأنواع الصفحات التي يزورها والمجموعات التى ينتمى إليها فنستطيع قراءة شخصيته بوضوع ومعرفة إنتماءاته السياسية والدينية و هواياته وميوله ومن ثم يكملها التعارف الشخصي فيما بعد.

أثار زواج الإنترنت أو إختيار الشريك عبر مواقع التواصل الإجتماعي لغطاً وجدلاً كبيراً لما فيه من غرابة وحداثة لم يعهدها مجتمعنا قبلاً، حتى أن البعض يرى بقطعية فشله الذريع بينما يرى آخرون أنه طريقة إختيار مثله مثل غيره (ويجب التفريق هُنا بين مواقع الزواج التى تُصمم خصيصاً لطلبات الزواج وبين مواقع التواصل التي يعثر عليها الشريك على شريكة ويرى فيه مايدعوه لبدء حوار ومشروع إرتباط) فالعديد من الزيجات الناجحة أكدت على أن الإنترنت كوسيلة إختيار لشريك الحياة فرضت نفسها وأصبحت واقعاً قامت عليه العديد من البيوت السعيدة.

من يستنكرون الإرتباط عبر الإنترنت ينسون أو يتناسون أنه في حقبةٍ قريبة وقريبةُ جداً كان الشباب في المهجر يلجأون الى الصور وشرايط فيديو المُناسبات ليختارو زوجاتهمثُم تأتي مرحلة السؤال والتقصي عن أسرتها ومن ثم التعارف بينهم في مرحلة لاحقة بحيث يكون أساس الإختيار صورة أو شريط فيديو، ربما يشبه الزواج عبر الفيسبوك أو المنتديات إلى حدٍ ما هذه الطريقة، وهو أبعد ما يكون عن زواج الخاطبة لأن الإختيار هُنا يتم دون وسيط بشري بل عن طريق تتبع الكتابات والمعلومات الشخصية وربما بعض الصور!

الزواج توفيقُ رباني ويقوم على أُسس ومعايير للتوافق وكل فرد لديه مواصفات ومتطلبات وإحتياجات تختلف عن غيره وقد تأتي المشاعر لتنسف بكل قوائم (المواصفات) وتذوبها في كون الإحساس فيغضُ الشريك الطرف عنما كان يتمناه من مواصفات موضوعه بدقة ليرتبط بشخصية قد لا تمتلك جميع المواصفات ولا حتى نصفها مما يدلُ على أن الزواج قدر ونصيب مهما حرصنا على وضعه تحت بند الإختيار الطوعي الكامل فكثير من العوامل تتدخل لتحد أو لتدفعنا على إختيار أحد ما، إذاً فليس هو إختيار فردى حر تماماً!

همسات – عبير زين

‫3 تعليقات

  1. كل ما اقول افرا موضوعك القى نفسى سرحت فى وشك الحلو دا واقول ياربى شفتك وي ي ي ي ي ي ي ن انا

  2. صاحبة المقال الكاتبةعبير زين ، في النهاية الزواج قسمة ونصيب ، أذا كنتي متزوجة ربنا يوفقك وزوجك ويحفظكم وأذا كان العكس فأنني أتقدم اليك بالزواج علي سنة الله ورسوله ………….

  3. حقيقه ورغم المحازير الكثيرة ولكن تجربه الارتباط عبر مواقع التواصل الاجتماعي ربما تكون فرصه طيبه لاختيار شريك الحياه الناجح وخاصه في المجتمع الشرقي المغلق والذي يضع قيود صارمه للبنت . ولكن لابد من الحزر والتدقيق الجيد ومن ثم الارتباط .