جعفر عباس

الحب اللاسلكي يجر الوبال


الحب اللاسلكي يجر الوبال
كلفت مستشاري لشؤون الانترنت، السيد قوقل، بالبحث عن السيدة البوسنية سناء وزوجها عدنان، وندمت على ذلك، فقد عرض قوقل علي نحو 10 آلاف صحيفة بمختلف اللغات وفيها حكاية الزوجين: كما قرأ الكثيرون في الصحف فإنهما كانا يستخدمان غرف الدردشة في الانترنت، كل على حدة، وتبادلا الإعجاب ثم تحول الإعجاب الى غزل، وكل ذلك بأسماء مستعارة طبعا.. وبلغ من حبهما المتبادل ان قررا اللقاء لبحث الزواج.. زوجان يتغازلان عبر الانترنت وكل منهما يحسب انه وجد البديل في الشخصية التي رمتها الأقدار في طريقه في غرف الدردشة.. والتقيا واتفقا فور اللقاء على التوجه الى المحكمة للطلاق.. ليس فقط لأنهما أدركا انهما كانا يسعيان كل بطريقته الخاصة للحصول على شريك حياة بديل، ولكن لأنهما تذكرا كيف كذبا على بعضهما بعضا خلال الدردشة بالانترنت ورسم كل منهما لنفسه صورة الملاك! ولعل في هذا درسا للذين يقعون في شباك الغرام بأطراف مجهولة بعد تلقي كلام معسول خلال الونسة بالانترنت… وقع بريطاني في غرام أمريكية عبر الانترنت، واتفقا على الزواج، وقطعت الأمريكانية المحيط الأطلسي، واكتشفت بعد أسبوع واحد من الزواج ان حبيبها البريطاني الالكتروني، لا يشبه الوحش الذي تزوجت به، فعادت الى بلادها وهي تقول: العوض على الله في تذاكر الطيارة.
وقبل نحو عام مر زوجان أردنيان بنفس ما مر به الزوجان البوسنيان.. ونسة عبر الانترنت مع بعضهما بعضا بأسماء مستعارة، وطبعا الإنسان لا يقصر في حق نفسه، فرسم كل منهما في مخيلة الآخر صورة لنفسه: جمال إيه وأخلاق إيه والعتبة قزاز والسلم نايلو في نايلو.. وقررا اللقاء لإطفاء نيران الغرام بالنظر والملامسة: أوكي نلتقي في كافتيريا ستار باكس.. أكون لابس جاكيت رمادي وشيرت احمر وشوز ايطالية سوداء برباط.. هي: أنا حأكون ببلوزة تركواز وتنورة (سكيرت) أوف وايت (هذه من الألوان التي ظهرت مع العولمة) وكندرة (جزمة) سوداء ايطالية.. شوف توارد الخواطر وتطابق الأمزجة بيننا.. وكلسات (شرابات/جوارب) ماروني (بالعربي عنابي ولكن من المستحسن ان تتكلم عن هذه الألوان وأنواع الملابس بلغة العولمة لتعطي الانطباع بأنك مودرن/عصري).. والتقيا في الكافتيريا وتعرف كل منهما إلى الآخر بإلقاء نظرة سريعة على الملابس، وانهال الرجل على زوجته شتما وضربا: يا خاينة يا غشاشة.. روحي انتي طالق بالثلاثة (طبعا حاشا للزوج ان يوصم بالغش والخيانة)!! وعلى ذكر الانترنت لا يكاد يمر يوم من دون ان تصلني رسالة من مستهبل يزعم انه نجل الرئيس الافريقي الراحل او المخلوع فلان وكفاعل خير فإنه يود ايراد بضع ملايين في حسابي البنكي وبارك الله فيمن نفع واستنفع فأرد عليهم: رقم حسابي كذا وكذا بالدولار الصومالي في بنك كذا وكذا في جزر البهايما (لا يجوز لمثلي امتلاك حساب في جزر البهاما) *
في سبعينيات القرن الماضي كان إجراء مكالمة هاتفية ناجحة في الخرطوم، يستوجب ذبح خروف احتفالا بالحدث السعيد، وكان لدينا في إدارة التلفزيون التعليمي تليفون يرن مرة كل 3 أشهر، وتكون «النمرة غلط» على الدوام، أما اذا استخدمته للاتصال بأي جهة فان الرد الذي يأتيك المرة تلو الأخرى هو: ألو معاك سجن كوبر العمومي.. فتصيح عمى يعميك ان شاللا (شاء الله).. ماذا تفعل بتليفون مشبوك يوما تلو الآخر مع اكبر سجن في البلاد؟ وحكى لي زميل دراسة كيف انه حاول الاتصال من هاتف مكتبه بمصلحة حكومية، فجاءه صوت نسائي يقطر شهدا وكانت صاحبة الصوت فايقة ورايقة، فدخلت مع صاحبنا في حديث طويل انتهى بالتواعد على اللقاء أمام صيدلية **** في الخرطوم بحري، وقاما بتبادل مواصفات الملابس والشكل العام، وأخفى صاحبي عن الحبيبة الموعودة أنه «مشلخ» أي على وجهه ندوب/خطوط عميقة ذات دلالات قبلية في السودان، كي لا تتملص من اللقاء… وكي لا تتبهدل هيئته خالف العادة وذهب الى مكان اللقاء بتاكسي.. وبعد قليل رأى أنثى تتدحرج ناحيته.. سأتركه يكمل الحكاية: أنا كنت مشلخا 111 ولكنها كانت مشلخة مربعات.. بالطول العرض وكان وزنها نحو 115 كيلوجراما (مع الرأفة، بلغة لجان الامتحانات) وكنتُ مقارنة بها في ملاحة سعاد حسني.. فتحركت بأسرع ما أمكنني في الاتجاه المعاكس.. فإذا بها تنادي على اسمي بصوت راعد زاعق، جعلني أركض كبطل أولمبي، واركض طلبا للسلامة.. ولولا أن بها حمولة زائدة من الشحوم واللحوم للحقت بي وكنت في عداد الهالكين،.. ومن محاسن تلك التجربة أنني شرعت في الزواج بالطريقة البلدية، إذ طلبت من اهلي اختيار زوجة لي تكون ذات لياقة بدنية عالية لتقف الى جانبي في حال تعرضي لتحرش من تلك التي هربت منها من أمام صيدلية **** في الخرطوم بحري.

[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]

تعليق واحد

  1. وفعلا ياجافرأباس !!الحاجه الوحيده الممكن تؤدي الي انقراض الشعب السوداني الاصيل هو الزواج من الخارج وعن طريق الانترنت لانوا الاجيال التي تنتج غير سودانيه ميه في الميه.والانترنت بلاء وداء لايوجد له دواء او علاج وحتي لو استخدمنا نحن معشر النساء حق الفيتو ماممكن نقدر نبعد الرجال منو بل يرجعنا نحن معشر النساء الي المربع الاول الذى هو بيت ابوك. ورجال كثير اتزوجوا عن طريق الانترنت وبدل غزاله طلعت ليهم قرده وماعرف يعمل شنو من الخجل بعد الزواج لانوا الطلاق كسفه ليهو واراق لماء وجهه وقبل كان متزوج وطلق مراتوا الاولي وفر منها ومضي وقال ليها حريتي لاتشتري بثمن عشان يتزوج من الانترنت صاحبت الكلام المعسول والصوره المغشوشه وعليه العوض ومنو العوض وبيقولوا الجاتك في مالك او زوجك واخذتو اكيد اكيد سامحتك ولي ما كدااا؟؟؟

  2. يا ابو الجعافر (مسكاقنيه) ( سرن اقمن) خليك من النت والتزوير عمك نتنياهو واقول عمك لان التلفزيون الاسرائيلى قال ان نتنياهو من السودان وكمان من حلفا الحق جيرانك شمالا