رأي ومقالات

الهندي عز الدين : إحراج “سلفا” في مسلسل “الكاتيوشا”!

أراد (قطاع الشمال) المتمرد في جنوب كردفان، بقصفه أمس الأول مدينة كادوقلي بقذائف “الكايتوشا”، أن يقول إنه (موجود)، وأنه قادر على اختراق الأعماق، وتهديد الأمن والاستقرار، حتى ولو تحسنت علاقات “الخرطوم” بجوبا..!
{ غير أن قيادة (القطاع) المتمرد أخطأت في التقدير وأساءت التصرف، عندما ظنت – وبعض الظن إثم – أنها بعدوانها الغاشم على “كادوقلي” يوم (الجمعة)، وبالتزامن مع زيارة الرئيس “البشير” إلى “جوبا”، إنما تنسف برنامج الزيارة التأريخية وتفجر اتفاق التعاون المشترك، فتتوقف عمليات ضخ النفط، وفتح الحدود وجدول الترتيبات الأمنية!!
{ والصحيح أن ضرب “كادوقلي” أثناء زيارة “البشير” لجوبا، هو إحراج للرئيس “سلفاكير” – شخصياً – ولجميع قيادات دولة الجنوب، من “مشار” إلى “باقان” إلى “تعبان دينق” حاكم ولاية البترول!!
{ إنها فرفرة مذبوح، وفرقعة إعلامية، مع تأكيدنا الواجب والمطلوب بأن ما حدث هو في ذات الوقت (اختراق) لحواجز التأمين الداخلي، وتسلل واضح لخطوط الدفاع الأمامية والخلفية في ولاية جنوب كردفان، تُسأل عنه جميع القوات النظامية.
{ (قطاع الشمال) حركة متمردة، يبنغي حسمها (داخلياً)، تماماً كما قال “باقان أموم”. صحيح أن على دولة الجنوب وجيشها الشعبي مسؤوليات وواجبات بموجب اتفاق التعاون المشترك، ومصفوفته الموقعة في “أديس أبابا”، وعليها تنفيذها دون تباطؤ أو تواطؤ، إلا أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق حكومة السودان، فمثلما حسمت حكومة الجنوب مليشيات التمرد فيها، فانتهت أسطورة الفريق “أطور” عبر عملية عسكرية استخباراتية، شاركت فيها أجهزة مخابرات “أوغندية” و”رواندية” وأخرى غربية، ومثلما سقطت قيادات عسكرية شقت عصا الطاعة، وحاولت مواجهة سلطة الفريق “سلفا”، فإننا ننتظر بالمقابل أن تتصدى حكومتنا لمسؤولياتها، ولا تتوهم أن اتفاقيات التعاون مع الجنوب كفيلة – وحدها – بإنهاء مسلسلات التمرد في جنوب كردفان ودارفور.
{ يقول الفيلسوف الصيني “صن تزو” صاحب الكتاب الأشهر والأعظم في الإستراتيجيات الحربية: (فن الحرب).. يقول: (إن فن الحرب يعلمنا ألا نعتمد على فرضية أن العدو لن يهاجم، إذ يجب أن نستعد له، حتى يكون إحجامه نابعاً من منعة دفاعاتنا، لا من عدم رغبته في الهجوم).
{ هرولة الحكومة ناحية (المفاوضات) قبل تنفيذ نظرية “صن تزو” (منعة دفاعاتنا) تجعلنا نوقع – دائماً – على اتفاقيات (مضروبة) و(مثقوبة) مع المتمردين، والنتيجة تمرد تعقبه اتفاقية، ثم تمرد مرة أخرى وعاشرة، ثم اتفاقيات أولى وثانية وعاشرة.. من أديس أبابا عام 1972 في عهد الرئيس الراحل “نميري” وإلى اتفاقية “الدوحة” الأخيرة في هذا الشهر من العام 2013!!

صحيفة المجهر السياسي

‫6 تعليقات

  1. خطير يا وليد طيب جادعنك لية، مكانك إنتا مع مستشاري الرئيس، وناصحي أيو علوه،، ولا شنو يا جماعة الوليد دا ما بستاهل

  2. [B][SIZE=4]الاستاذ الهندي
    مايقوم به قطاع الشمال من قصف المدنيين هو ارهاب بكل المقاييس الدولية لتعريف الارهاب. ويجب ان نسميهم الارهابيين وليس المتمرديين[/SIZE][/B]

  3. احييك … هذه دعوة صريحة لقتل كل روؤس الفتنة كما قتل اطور في الجنوب وبسرعة

  4. [SIZE=5][B][COLOR=undefined]كان يجب الرد وبقوة على إرهاب الحركة الشعبية وقصفها للمدنيين العزل داخل كادوقلى وذلك بالهجوم على رأس الحية فى كاودا وإستعادتها من يد هؤلاء الإرهابيين القتلة ، ولكن ماذا نقول وحكومتنا تضرب طناش عن إسترداد تلك المدينة من يد التمرد والتى يتخذها كقاعدة لتهديد أمن جنوب كردفان وبل كل السودان ولا سيما أن الخريف يحل مبكراً فى تلك المنطقة وذهب فصل الصيف دون أن تنتهزه الحكومة للزحف على تلك المدينة وإستعادتها إسوةً بالكرمك والتى كانت هي الأخرى عاصمة للتمرد فتم دكها على رؤوسهم .[/COLOR][/B][/SIZE]

  5. الاحباب بهدؤ المعركة الان هى معركة استخبارات فى المقام الاول اذا لم تتوفر المعلومة الجيدة عن العدو لن تكون هنالك معركة اما الجيش فياتى فى المرتبة الثانية والاخيرة اذا حسم المعارك لا يعتمد على قوة الجيش والياته وانما المعلومات والمعلومات الدقيقة اذن اين الاستخبارات العسكرية اين جهاز الامن المفروض يكون لديهم الذراع الطويلة فى دحر التمرد والارهاب والى ان تتحرك الاستخبارات العسكرية سوف نظل مدافعين منتظرين الهجوم

  6. [frame=”17 80″]
    [B][SIZE=7]
    يا الهندي عزالدين.. إنت ما دام بقرأ ليك ناس زي ننافع علي نافع ما تكتب عديييييييل وتقول ليهم فرصة أخيرة للمفاوضات وإن لم تنجح فالحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان[/SIZE][/B][/frame]