رأي ومقالات

ضياء الدين بلال : أهم (كلمة) قالها سلفا كير!!


كلمة واحدة فقط، أدركت منها أن سلفا كير يعني ما يقول، ذلك حينما طالب قطاع الشمال بوضع السلاح على الأرض والجلوس إلى طاولة التفاوض!
سلفا في المؤتمر الصحفي الذي عقد بمناسبة زيارة البشير قال إن الحرب تضر بمصالح المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق) ومصالح دولة السودان، وتضر كذلك بمصالح جوبا!

إدخال جوبا ضمن المتضررين من الحرب في المنطقتين أمر جديد.
في السابق وخلال مخاطبة عسكرية لسلفا كير بقاعدة بلفام قال وكأنه يهمس بالفكرة في أذن جنوده : (لن يستطيع الجيش السوداني أن يعود لاحتلال الجنوب مرة أخرى، فالحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق لن تمكنه من التوغل داخل أرضنا)!

إذاً ، الفكرة الاستراتيجية لتأمين جوبا من محاولة استعادتها من قبل الدولة السودانية مرة أخرى عبر عمل عسكري هي خلق حزام ناري ملتهب يمتد على طول الحدود يحمي عمق الدولة الجديدة من غزو محتمل..!
وفي بعض مناطق السودان يقوم المزارعون بحماية زرعهم عبر صناعة منطقة محروقة تقوم بدور حمائي يمنع انتقال النار- بعامل الهواء- للإمساك بالمحاصيل!

ولم تتحسب جوبا جيداً للتكتيكات والأوراق المضادة المتاحة للخرطوم.
صحيح لم تجد الحكومة السودانية حلفاء في الدولة الجديدة لتنفيذ مخططات عسكرية تجعل سلفا كير لا يرفع عينيه من تحت قدميه، حتى لا يمد بصره شمالاً.
الخرطوم استفادت ببراعة من خطأ ارتكبته جوبا في لحظة حسابات خادعة وغرور زائف.
جوبا قامت بإغلاق أنبوب النفط لخنق الخرطوم اقتصادياً فالتف الحبل على رقبة حكومة سلفا كير!

الخطوة الأولى في الطريق الصحيح ، وصول حكومة الجنوب لقناعة عملية بأن الحرب في المنطقتين لا توفر لها حماية تأمينية بل تهدد مصالحها ووجودها كدولة.

وإدخال دولة الجنوب ضمن (مثلث المصلحة) من إيقاف الحرب هو بمثابة تعديل في زاوية النظر وموضع الأقدام..!
في السابق كان خطاب جوبا في التعامل مع ملف الحرب في المنطقتين ينزع للإنكار الدبلوماسي وذلك بالقول: (لا علاقة لنا بما يحدث في الشمال ذلك شأن داخلي خاص بالدولة الجارة)!
في هذه المرة يضع سلفا كير دولته كطرف ثالث في معادلة الحرب والسلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال.
ولا يتوقف سلفا عند تلك النقطة بل يطرح نفسه كوسيط بين الطرفين المتحاربين!
سلفا، لن يستطيع التخلص من أبناء النوبة فهم أهم عنصر في معادلة توازن القوة داخل الجيش الشعبي ويمثلون له قوات احتياطية في حال اندلاع مواجهة مع النوير مثل ما
حدث في معارك 1991

ستتأكد جدية سلفا كير في التعامل الإيجابي مع ملف المنطقتين وتغيير استراتيجيته إذا اتبع ما قال بخطوة إطلاق سراح القائد تلفون كوكو المحتجز بياي لمصلحة عبد العزيز الحلو!

لا أستبعد تماماً حدوث مواجهة قادمة بين رفقاء الأمس، إذا كان خيار قطاع الشمال في مواجهة الموقف الجديد لحكومة الجنوب أن يقوم القطاع بالاستثمار في التناقضات (الجنوبية- الجنوبية) بدلق الماء الساخن تحت أقدام سلفا كير!

5478 574577362561300 2053695356 n رئيس تحرير صحيفة السوداني

تعليق واحد

  1. يا استاذ /ضياء انت قلت الحقيقه لكن الحقيقه الكبرى هى ان هؤلاء القوم-الجنوبيين-لا امان لهم والسبب ببساطه هو ان قرارهم ليس بأيديهم انما تأتيهم القرارات فى حقيبه جاهزه من الخارج.وعلينا ان نتعامل معهم بالحكمه التى تقول السكران فى ذمة الواعى

  2. وأهم كلام قاله البشير حسب مقال احد من الكتاب([B]حديث البشير بمسجد جوبا وبداء الرئيس وعلى محياه مشاعر حزن دفين يكاد يقسم باحاسيسه حين قال وانا راكب الطياره جاى لجوبا ماحاسى انى ماشى بلد تانى وارض تانى بصوت متهدج وبحة اسى وكانه يضيف لا اكاد اصدق بان جوبا بقت ببلد غريب…[/B])انتهي فهل بكي البشير;( [B]واهم كلام ايضا عندما قال طة في جريدة السوداني(قال إن انفصال الجنوب جعلنا ندرك خطر الانقسام والاقتتال.مما يوجب علينا أن نحسن خطاب الأفارقة للحفاظ على وحدتهم وكيانهم الأوسع لينهضوا لمواجهة تحديات القارة.[/B])انتهي فهل ندم وبكي طة علي الانفصال;(

  3. اخير فهم سفاكير لا يستطيع خنق الخرطوم وحتى الحزام الناري ليس في مصلحة الجنوب السودان (المصيبة كيف يفهم ياسر عرمان وحلو) انفصل الجنوب وانتهي المولد الان القتال من الاجل لا شي محرقة ابناء النوبة من الاجل لا شي حرب من اجل الحرب (الان المفاوضات ليس لديهم ما يتفاوضون عليه غير الاتحاد الافريقي اردانقاذالحركة الشعبية قطاع الشمال)