جعفر عباس
أبو جهل يستعبطكم (2)
ثم جاءت فضيحة القناة الخامسة التي تقدم برنامج مسابقات شهير اسمه برين تيزرز sresaet niarb الذي يتألف من أسئلة يفترض أنها ملتوية، وتتطلب إعمال العقل وسرعة البديهة للإجابة عنها على النحو الصحيح.. ولما كان من الوارد ألا ينجح أحد في الإجابة عن هذا اللون من الأسئلة، فقد لجأ معدو البرنامج الى حيلة حقيرة تتمثل في قيامهم هم أنفسهم بالاتصال بالبرنامج تحت أسماء «مزيفة» وتقديم الإجابة الصحيحة.. وما هو أحقر من كل ذلك أنهم كانوا يتلقون الإجابات الصحيحة من مشاهدين، ولكنهم يتجاهلونهم ويعلنون فوز شخصيات وهمية! دعني أسالك: هل أضاءت الجملة الأخيرة هذه مصباحا أو تسببت في رنين أجراس في عقلك؟ تريد الاستعانة بصديق؟ سأكون أنا ذلك الصديق: هل تذكر كم مرة حصلت على كوبونات مسابقات من محلات تجارية وحلمت بامتلاك سيارة ببلاش؟ مائة مرة؟ خمسين؟ طيب خليها ثلاثين.. ويكون الفائز هو كالاشيل فرناديز رودريغيز.. أو بابو شنكار ارخميدس، أو عبدالله محمد أحمد «سعودي مقيم في سيبيريا»!! طبعا هناك جهات تجارية تتعمد ان يفوز بجوائزها بين الحين والآخر أشخاص «حقيقيون»، ولكن الشاهد هو أن غالبية الجهات التي تقدم نفسها كـ«فاعلة خير» وتزعم أنها تفتح لك الطريق الى الثراء (النسبي) السريع، تمارس الاستهبال والاستعباط.. اسأل نفسك ما مصلحة أي منشأة تجارية هدفها الربح في ان تعطيك سيارة بي إم دبليو أو حتى أُف دبليو سي، لأنك اشتريت منها سندويتشا او علبة كبريت؟ هل يعقل ان قناة تلفزيونية تبيع برامجها للفرد بالشيء الفلاني تصاب بالكرم الحميد وتمنحك آلاف الدولارات أو ما يعادلها من سلع من أجل عيونك المعمشة هذه؟
بعبارة أخرى إن القناة البريطانية الخامسة ضبطت متلبسة بجرم إعطاء المشاهدين الانطباع بأن هناك آخرين ينجحون في الإجابة عن الأسئلة من دون ان يدري المشاهدون ان الفائز بالجائزة عضو في فريق البرنامج او شخصية وهمية، وهكذا تنفتح شهيتهم للاتصال الهاتفي الباهظ الكلفة جريا وراء سراب الآلاف. [EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]
سيارة اف دبليو سى دى بتشتغل يالبنزين العادى ولا سيوبر مراحيض