فدوى موسى

مــن دقنــــو

مــن دقنــــو
قضايا وهموم النّاس تندرج من داخل محراب الافراد والبيوتات الى المخيمات ومن ثم للبلاد عامة الأمر الذي نحسه الآن في معاناة تسيير «قفة الملاح» التي وقفت عند محاولات كبار التجار مع تجار السياسة والغلاء الذي يرجعونه للموجات العالمية الاقتصادية المتتالية يطحن الناس بينما تبقى مراقي الدهشة أن بعض السلع المنتجة محلياً تعد الأغلى ثمناً مع أسعار العملات الأخرى.. ولكن أقسى ما تكشفت عنه نظرية «الغالي متروك» فكرة أن الحكومة رفعت حالة الاتكال على المواطن لوقف مد السوق الى أعلى درجات الاتكال حتى أصبح المواطن «تارك الغالي!» درقة الحكومة حتى مواجهة السوق حتى مرحلة تطبيقها البدائل وكأنها تقول لمحمد أحمد «من دقنو وافتلوا».

إرادة المواطن

حتى الآن لم نعرف الحسابات الدقيقة لحملة «الغالي متروك» لنقول إن الإرادة الجماعية في هذه البلاد جاهزة لاستيعاب المتغيرات الآنية والقادمة وإن نجاح الحملة هو نجاح روح قيادة جموع عموم السودانيين لحسم بعض العوالق.. ولكن يبقى عنصر النجاح في بؤرة إن شأن اللحوم.. هو شأن سوداني «بطني» صميم يتحصل منه على طاقة بناء الأجسام وتأمينها بروتينياً ونحن بشكل أساسي وهكذا يكون «الأمر الجامع» إنها لغة البطون التي يمكن أن تحصل على نسبة الإجماع السكوتي الصادقة.. لذلك سكت الجيب وسكتت الشهوة لبعض «عضيمات» تزين حلل وبريق الأواني المطبخية التي جافتها أو تجافت هي «اللحوم» عنها.. ولكن وللحق إن هذا الشعب بدأ درجة في إرادة فن إدارة الظهر وقلب الطاولة.. فهل من كانوا وراء «الغالي متروك» أدركوا الدرس على ذكائهم الخارق.

الأكل من الإنتاج

التحدي الذي يواجه مسلسلات طلب التوازن في كل الحياة اقتصاداً، اجتماعاً وسياسة هي كيفية أن يكون معادل الإنتاج مقارباً أو فائقاً للاستهلاك.. فبعد الانفصال ذهبت عائدات البترول التي رقص لها كل ساسة البلاد فرحاً وعندما حانت لحظات وداعها قللوا من قيم ذهابها فهل ستستعيض حكومتنا بالبدائل الجباية والرسوم التي جعلت المواطن في موقع «الذليل المستعبد».. إن كانت المشاريع الكبيرة مثل النهضة الزراعية وغيرها لم تعطينا بعد مؤشراتها ونحن الآن لا نرى إلا الغلاء والاستيراد ومحاولات إلباس الطواقي «من دا لدا» أو كما قال الشاعر بمنطقتنا الغالية «نقوم من دا نقع في دا».. وحتى لا نقع الوقعة الختامية التي تحتاج للجبيرة والدبارة والمشية بالعكاكيز.

آخر الكلام

تفتل من الدقون وتضفر في الضفائر ونقول لبلادنا الجميلة «يا أم ضفاير قودي الرسن واهتفي فليحيا الوطن»..

مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]