رأي ومقالات

عبير زين : التسويق الشبكي و المزرعة السعيدة!


لا يكاد يخلو أي مُقام أو أي موضِع من الترويج للتسويق الشبكي، ذلك الأمل الذى فتح ذراعيه ليحتوى أُمنيات الجميع وكأن السماء مثقوبة علينا به فأصبح يتلبس مواضيع أحاديثنا وجلساتنا وتظل السنارةُ منثورةً لتصطادنا حتى من خلال زُملائِنا فى العمل وأقربائِنا و رُفقائِنا فى رحلة ركوبِ المواصلات، بل ويمتد ليصل ا…لينا عبر هواتِفنا النقّالة من خلال المُكالمات العشوائية التى يُجريها بعض المروجين لهذا النوع من التجارة الحديثة لينثُر كُثبان من حلم الربحِ الوفير، إضافةً الى الإيميلات التى تأتى بالعشرات تحمل نفس المضمون الرنّان (هل تبحث عن فرصة عمل؟ هل ترغب فى زيادة دخلك؟ هل؟ هل؟ …).

هذا النوع من التجارة شقَّ طريقه الينا بكل هدوء بإسلوب الإجتياحِ الناعم دون ضجيج، إذ أن الترويج له لا يعتمد على الإعلانات كسبيل للانتشار، بل عن طريق من تعلم من التجربة وإستفاد منها وبمجرد الشراء حصل على فرصة عمل مع الشركة فى التسويق الشفهي والدعاية الكلامية لتلك المنتجات، و تزيد أرباح المندوب كلما جذب منتسبين للشركة بإعتماد التسويق وسط الاصدقاء والمعارف حيث تتوفر الثقة والتي تكسب التسويق جدوى مُطلقة ويعمل على مبدأ التضاعف و على السرد المتسلسل للمنافع شفهياً دون أن يكون هنالك دليل ملموس أذ تتميز شركات التسويق الشبكي بأنها تعتمد على قوة منتجاتها وتميزها وحصريتها في المقام الأول.
يترائى التسويق الشبكي للكثيرين كحلم مُتاح ومعبراً للثراء رُغم بروز عدد من الفتاوى بتحريم بعض أنواعه إستناداً الى ما يخالطه من محاذير شرعية من تغرير الآخرين والربح على حسابهم حيث أن الأكثرية تخسر كى تربح الأقلية فالداخل يُغرَى بالثراء كي يدفع ثمن الانضمام إلى البرنامج ، وفي حقيقة الأمر أن احتمال خسارته أضعاف احتمال كسبه بشراء سلعة لا يجتاحها فى نفسها.

كل هذا الصخب والجدل دفعني لأطرح هذا الموضوع الذى أصبحت عروضه موازيةُ تماماً لطلبات لُعبة المزرعةِ السعيدة التى تأتينا جيوشها مُدرعةً بغزارة على الفيس بوك! فقد بدا لنا كما يصوره مروجوه حُلم فسيح بوسع الجميع أن يرنوا من خلاله الى تحقيق الدخل الإضافي دون كبير جهد أو وقت.

قبل الخروج: اعترف للذين يمارسون ويروجون ويعملون فى مجال التسويق الشبكى بأننى لستُ صاحبةُ فُتيا ولا صاحبةُ خبرةٍ فى هذا المجال وعلاقتي به لا تعدو أن تكون شبيهةً بعلاقتي بالبورصة و لعبة المزرعة السعيدة فى الفيسبوك ومهما اجتهد أصدقائي فى شرحها لا أفلح فى فهمها ابداً والفهم قِسم!

همسات – عبير زين


تعليق واحد

  1. يا مرا وقت ما فاهمه حاجه انطمى اسكتى وهموم الوطن اكبر ومحنا اكتر من مواضيعك دى