عبد اللطيف البوني

حاجة الرضية الأمريكية


حاجة الرضية الأمريكية
*القوال هو الذي ينقل الكلام من شخص إلى آخر كما أنه هو الذي يتحدث بكل ما سمع حتى ولو أسر له أحدهم بحديث يشيعه بين الناس. مكانة القوال في المجتمع السوداني متدنية جدا فالناس دائما تشيعه باللعنات ويتجنبون الحديث أمامه ويعتبرونه مصدرا للفتنة ولكن عندما يصبح أحدهم قوالا محترفا أي معروفا لدى الجميع ويتكسب أحيانا من مهنة القوالة يتقبله المجتمع ويتسلى به، فحاجة الرضية من ذلك النوع القوال الذي تجاوز به المجتمع مرحلة الكراهية إلى مرحلة المزاح، ومن أشهر طرائفها أنها ادعت ذات مرة أنها اعتزلت القوالة فسألهم أحدها عن الدليل على أنها تركت القوالة فقالت له نسيبي فلان فعل كذا منذ ثلاثة أيام ولم أخبر أي شخص وقد ذكرت له ما فعله نسيبها ولن نستطيع أن نكتبه هنا (شفتو الرجالة دي كيف ؟).
*نريد أن نتوسل بهذه للدخول في عالم ويكليكس الذي ملأ الدنيا وشغل الناس لا بل جعل كل من تكلم مع دبلوماسي أمريكي إن شاء الله في ونسة جانبية في حفل كوكتيل يضع يده على قلبه خوفا من أن يكون ما قاله قابعا في أضابير الخارجية الأمريكية التي استطاع الخطير ويكليكس أن يخترقها ويخرجها على الملأ . كانت فكرة الناس عن الدبلوماسي هو الذي يراعي مصالح بلده بنقل ما يتحصل عليه من معلومات من الجهات الرسمية وبصورة رسمية وعلى أوسع الفروض ينقل تحليلاته لما يجري أمام عينيه من أحداث قد لا يستبعد أن تكون للدبلوماسي مصادر (مكرية) أو حتى جواسيس عديل ينقل عنهم ما تحصلوا عليه من معلومات إلى رئاسة وزارته ولكن أن ينقل الدبلوماسي أي ونسة معه مع أي شخصية سياسية أو اقتصادية أو حتى رياضية فهذه أمريكية لنج تفوقت بها أمريكا على حاجة الرضية.
*هذه الأيام اتجه سيد ويكليكس إلى السودان فبرزت الكثير من الأسماء اللامعة أو بالأحرى أبرزت الأسماء اللامعة فالرابط الذي اطلعت عليه فيها الكثير من الأسماء غير اللامعة ولكن الصحف تبرز أسماء الشخصيات الطالعة في الكفر اليوم لزوم الإثارة والتشويق. حتى الآن لم ينكر أحد الذين ظهرت أسماؤهم أنه التقى بالدبلوماسي الأمريكي الذي نقل عنه ولم ينكر أحد انه تحادث معه ولكن قد ينكر بعض ما ورد على لسانه وبهذا يكون قد اتهم الخواجة بالتحريف أو عدم الدقة أو (زاد الكلام كوز موية) ولن استبعد أن يخرج علينا أحدهم غدا ويحكي قصة لقائه العابر مع دبلوماسي أمريكي وما دار بينهما من حديث لكي يستبق السيد ويكليكس.
*الأمر المفترض أن الخواجة الدبلوماسي يكتب قوالته من الذاكرة اللهم إلا إذا كان مخبئا لمسجل أثناء ونسته مع المنقول عنه . احتمال أن يكون الخواجة اختلق شيئا من عنده ضئيل جدا ولكن سوء الفهم وارد وهذا يزكيه عامل اللغة ولكن الأمر الواضح حتى الآن أن إخراج هذه القوالات يتم بصورة انتقائية وبهذا يكون ويكليكس قد أصبح أداة خطيرة في يد الجهة التي تتحكم في الوثائق وفي نفس الوقت في يد الجهة التي يهمها الأمر فمثلا لو كنت مسئولا سودانيا وجاء اسمك في ويكلكيس بما يضر موقعك الحالي فأنت هنا تصبح بين نارين (هناك وهنا) طيب يا جماعة الخير لو كانت دي قوالات الخارجية بتعمل كدا قوالات المخابرات والحاجات التانية حامياني تعمل شنو ؟ تاني تجو المولد؟.

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. سلام يا بروف البونى
    المره دى من الخرطوم سلام انت عارف دى حاجة جات فى الصميم الواحد يقوم يشرك لاى امريكى ويقول ليهو السودان عمل مصاد للسلاح النووى ةالجماعة يخزنون هذا السلاح فى قرية برتوبيل وخليهم يلفو صينية وهنا لابد من القول ان الفضائح قادمة بالكوم
    ودالباوقة