رأي ومقالات

الطيب مصطفى : تلفون كوكو.. حضر الماء فبطل التيمم!!


[JUSTIFY]أخيراً فُكَّ أسْر أسد جبال النوبة تلفون كوكو بعد ثلاث سنوات أمضاها في سجون الحركة الشعبيَّة والجيش الشعبي بجنوب السودان دفعها ضريبة قاسية لمواقفه الصادقة إلى جانب أهله النوبة الذين آلمه أن يُخدعوا ويخوضوا معارك قرنق والحركة الشعبيَّة بالمجَّان وبدون أن يحقِّقوا شيئاً مما وُعدوا به، شأنهم شأن جميع القوى السياسيَّة الشماليَّة من لدن التجمُّع الوطني الديمقراطي الذي امتطاه قرنق حتى بوابة نيفاشا ثم دخل إلى مائدة التفاوض بعد أن ربطه في العراء وحصد مكاسب نيفاشا دون أن يمنحهم حتى الحشف والحصرم.

تلفون كوكو الذي حُرم من الحريَّة ليشارك بنفسه في انتخابات والي ولاية جنوب كردفان تمكَّن من داخل معتقله أن يُسقط عبد العزيز الحلو بعد أن سحب كثيراً من الأصوات التي كانت كفيلة بتغليب كفَّة الحلو وهو ما اعترف به المؤتمر الوطني، فقد استطاع الرجل أن يثأر من الحركة الشعبيَّة ومن الحلو الذي كان يضغط من أجل الإبقاء عليه في السجن أو حتى قتله حتى يخلو له الجو فيُعربد ويفعل ما يشاء في جبال النوبة التي عانت من تمرده حرباً لا هوادة فيها أهلكت الحرث والنسل ودمَّرت المنشآت والبنى التحتية في كادوقلي التي لا تزال تعاني من قصف الحلو وعصابته المتمرِّدة وكذلك بقية مناطق جنوب كردفان.

لا أشك البتة في أن خبر إطلاق سراح تلفون كوكو نزل كالصاعقة على الحلو والرويبضة عرمان وعقار وبقية موتوري قطاع الشمال ذلك أن هؤلاء جميعاً يعلمون مكانة تلفون بين أهله النوبة كما يعلمون أن زلزالاً ضخماً من شأنه أن يُحدث تأثيراً هائلاً على المشهد السياسي سيترتب على إطلاق سراح الرجل الذي سيقلب كل موازين القوى ويُحدث تحولات كبرى يمكن أن تعصف بقطاع الشمال وتُدمِّره تدميراً.

ما من رجل يستطيع أن يُقنع شعب جبال النوبة بحقيقة أنهم خُدعوا واستُغلوا من أجل قضية لا ناقة لهم فيها ولا جمل غير تلفون كوكو ذلك أنه ما من رجل مثله يتحلَّى بمصداقيَّة لا يجرؤ أحدٌ كائناً من كان على أن يشكِّك فيها كونه أكثر من ضحَّى من أجل قضية أهله ودفع ثمن ذلك اعتقالاً وتعذيباً في سجون الحركة الشعبيَّة والجيش الشعبي بتحريض عظيم من قطاع الشمال الذي يعلم أن تلفون كوكو برمزيته بين مواطني جبال النوبة هو الأقدر على تغيير موازين القوى وعلى سحب كثيرٍ من أبناء النوبة من قطاع الشمال.

ما من وقت أنسب لإطلاق سراح الرجل من هذا الوقت ذلك أن المتاجر الأكبر بدماء أبناء النوبة (عرمان) من أجل تحقيق أجندته المتمثلة في التفاوض، ليس حول منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق، وإنما حول كل أجندة مشروع السودان الجديد… أقول إن عرمان يعلم أن تلفون كوكو الذي مازُجَّ به في سجن الجيش الشعبي قبل ثلاث سنوات إلا لرفضه استغلال أبناء الجبال والتضحية بدمائهم في معارك لا تحقق لهم شيئاً لن يسمح باستغلال أهله وإهراق دمائهم في سبيل تحقيق طموحات عرمان من أجل سودانه الجديد!!

ذلك ما يجعلني أتساءل عن سرّ إطلاق سراح الرجل الآن وقد نفض سلفا كير يدَه من قطاع الشمال بعد أن اقتنع أنه يدفع فاتورة باهظة جراء خوض معارك قطاع الشمال وأنَّ بناء دولته يتطلَّب تعديلاً كبيراً في أسلوب تعاطيه مع قطاع الشمال ومشروع السودان الجديد الذي ظلَّ الرجل يتعامل معه بأسلوب (مكره أخاك لا بطل) فلطالما لطم ذلك المشروع وركله عندما شعر أنَّه يتعارض مع توجُّهاته الانفصاليَّة المنحازة إلى دولة جنوب السُّودان ومن ذلك مثلاً انسحابه من انتخابات رئاسة الجمهوريَّة والذي وجَّه به ضربة قاصمة لعرمان وأولاد قرنق من دعاة مشروع السودان الجديد، بل إن سلفا كير معلوم عنه خلافه القديم المتجدِّد مع قرنق منذ مؤتمر رومبيك الذي انعقد في نهاية نوفمبر 2004م أي قبل شهر واحد من توقيع نيفاشا والذي قال فيه لقرنق:
(إنك لا تعفو ولا تنسى) You dont forgive and you dont forget
لذلك لا أستبعد البتة أن يكون إطلاق سراح تلفون كوكو يهدف إلى إضعاف قطاع الشمال حتى لا يشكِّل خطراً على الاتفاق المبرم بين السودان ودولة جنوب السودان أو حتى لا يحاول الحلو وعرمان توظيف أبناء النوبة المنتمين لقطاع الشمال في مناهضة الاتفاق أو تشكيل معارضة داخل الجيش الشعبي من شأنها أن تهدِّد سلطة سلفا كير.

الآن وقد أُطلق سراح تلفون كوكو فإن على الحكومة أن تحتفي بالقادم الجديد وتفيد منه في كبح جماح الجيش الشعبي، وإذا كان قطاع الشمال هو المسؤول عن مصرع الشهيد مكي علي بلايل كما قتلوا عدداً من قيادات جبال النوبة مثل الشهيد بلندية ممن يحظون بمصداقية ووزن سياسي لدى أبناء جبال النوبة سيما بعد أن تبيَّن أن بلايل كان سيكون جزءاً من وفد التفاوض الذي كوَّنه كمال عبيد، فإن تلفون كوكو يتحلَّى بمصداقية أكبر سواء في ساحات العمل العسكري أو السياسي.
أقول لوفد الحكومة المفاوض إن عليه أن يتريَّث قليلاً، فقد حضر الماء وبطل التيمُّم وحدث مُتغيِّر هائل على المسرح السياسي والعسكري يُمكن أن يُفضي إلى تحرير جبال النوبة وكسر ظهر قطاع الشمال.

إن على القوى السياسيَّة جميعها أن تحتفي بالمجاهد الكبير تلفون كوكو وأن يُعَدَّ له استقبال يليق بمقامه الكبير، فالرجل جديرٌ بأن يحتل موقعه في خارطة السودان السياسيَّة بعد أن بذل في سبيل السودان وقدَّم ما لم يقدِّمه الأدعياء ممَّن تاجروا ولا يزالون بقضيَّة جبال النوبة ووظَّفوها لخدمة أجندتهم الشيطانيَّة، وأعني هنا تحديداً عرمان والحلو وعقار.

الطيب مصطفى
صحيفة الانتباهة [/JUSTIFY]


‫7 تعليقات

  1. ده إذا لم تتم تصفيته من قبل فلول عبدالعزيز الحلو ” وكما تم إستدارجه إلى جوبا وسجنه أيام الإنتخابات للتخلص منه سوف يقوم عبدالعزيز الحلو بإغتياله كم تم إغتيال العديد من كوادر الحركة الشعبية الذين تخلوا عنها وصار مؤتمر وطني وما ببلندية ببعيد، السيناريو الأكثر هو أنه سوف تتم تصفيته في جوبا قبل أن يصل الخرطوم ، لأنه عبدالعزيز الحلو يعرف أنه بخروج تلفون يكون دوره إنتهي في المنطقة .

  2. [SIZE=6]ياباشمهندس الطيب مصطفى تشيل و تمجد فى تلفون وتكيل له فى المدح وهو فى السجن تدعو لإطلاق سراحه والآن تقول أسد الجبال و حضر الماء و بطل التيمم وتطالب بحشد الجماهير لإستقباله و هو لم ينطق بكلمة شكر حين خروجه فى حق المشير البشير و لا الإنتباهة .على إيش التطبيل ياباشمهندس ؟.[/SIZE]

  3. حسب المعطيات وحسب الظاهر أي ما يرد لنا من أنباء (تلفون كوكو) يعتبر مناضل وبطل سوداني ، ولكن ما وراء الأكمة ما وراءها فنحن نحكم بالظاهر ، وعلينا أن نسبر أغوار الأشياء ونغوص في أعماقها ونسأل ؟ يا هل ترى ؟ هل تلفون كوكو فعلاً كما نظن – خاصة وأنه كان في جنوب السودان الذي لا نعرف عن أسراره الكثير – يجب أن نسأل هل كان تلفون كوكو مسجوناً حقاً أم كانت هنالك إتفاقية بينه وبين حكومة جنوب السودان لتهيئته ليكون جاسوساً مزدوجاً تثق فيه حكومة الشمال بينما هو مخلص لحكومة الجنوب (أي ينفذ الأجندة الصهيوامريكية بيد جنوبية) خاصة وأن الصهاينة أنفسهم ما كانوا سيسمحوا لحكومة الجنوب بإطلاق صراح تلفون كوكو هدية للشمال لولا أنهم يعلمون بشيىء خفي – المطلوب من قيادات الشمال ترك حسن النية جانياً (حسن النية – لا تصلح في السياسة) وكما تعلمون حسن النية ضيعنا وأتى بنيفاشا وغيرها من المشاكل التي عانينا منها كثيرا وما زلنا .. ودمتم سالمين..

  4. تأكدت تماما ان الطيب مصطفى رجل مهرج ليس الا
    تلفون كوكو عمره كلو قضاهو يحارب ويقتل فى السودانين وعايزنا نخرج عشان نستبقله ؟!!!!

  5. وماذا تقول عن ضباط وجنود القوات المسلحة ومئات الابرياء من المواطنين المشردين بخوم المدن واولئك الذين فقدوا حياتهم جراء هذه الحرب التى كان تلفون احد مؤيديها بوقوفه الى جانب الحركة الشعبيه….حق لكل مجموعة اذا ان تاخذ ماترى من حقوق بيدعا…مثل هذا النظر والتعامل هو الذى جعل التمرد تجارة رابحة وطريقا اقصر للاستوزار وجنى حطام الدنيا ولو على اشلاء الاهل وحطام الوطن….

  6. لا يمكن حل مشكلة جبال النوبة بمعزل عن الحلو، والحلو أصدق وأفهم من عقار وعرمان والله أعلم، على الحكومة ألا تهدر وقتها في الفارغ.
    بعدين يا خال ما بقولها كده ولا بعملوها كده، الصلاة فيا سر وجهر ومقالك فلق ومداواة وتخويف للجيش الشعبي من الحلو بأنه جاء لفرتقتهم ودعوة منك لهم لتصفيته مش كده؟