نور الدين مدني

إتهامات غامضة…

[ALIGN=CENTER]إتهامات غامضة… [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]هذه ليست المرة الاولى التي يُتهم فيها بعض الصحفيين في ذمتهم ووطنيتهم بصورة غامضة مثلما حدث ابان لقاء تنويري شارك فيه وزير الداخلية ورئيس جهاز الامن والمخابرات الوطني ووزير الدولة بوزارة الاعلام ومسئول بالاستخبارات العسكرية.
* وقتها طالب اتحاد الصحفيين وعدد من الكتاب بكشف اسماء الذين وجهت لهم الاشارات السالبة وتقديمهم للمحاسبة، ولكن لم يحدث شئ، الى ان فاجأتنا الزميلة آخر لحظة بهذا التقرير الذي حشدت فيه حروفاً أولى لعدد من اسماء زعم التقرير انهم تقاضوا مبالغ من المعونة الامريكية.
* أورد التقرير عبارة جديدة لاندرى من الذي وضعها أعني بها وصفهم بالصحفيين الديمقراطيين، هل هي المعونة الامريكية ام الجهة التي سربت التقرير ام الصحيفة ذاتها، وأيا كانت هذه الجهة فان ذلك يضفى على التقرير طابعا سياسيا وان وراءه جهة سياسية تريد استغلال هذه الحملة سياسيا لصالحها.
* رغم ان الحروف الاولى للصحفيين الذين شملهم التقرير وضعت بعض المواصفات التي تعين على التخمين الا اننا للأسف ايضا نقول إنها يمكن أن تلحق الاذى الاخلاقي والمعنوي بعدد آخر لمجرد الاشتباه، كما أنها لاتعطي لهؤلاء الصحفيين فرص الدفاع عن انفسهم او اعلان الحقائق المبرئة لذمتهم ووطنيتهم ومهنيتهم.
* لذلك كنا ننتظر من الجهات المعنية بأمر الصحافة والصحفيين ان تضع النقاط على الحروف وان تدفع بما تراه من اتهامات ضد هؤلاء الصحفيين المشار اليهم في التقرير الى لجنة الشكاوي بالمجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية او الى المحاكم حتى يتمكنوا من الدفاع عن انفسهم وتقديم ما يبرئ ساحتهم من هذه الاتهامات.
* اما النقطة الثانية والاهم في رأينا فهي محاولة استهداف الصحفيين الديمقراطيين وتشويه صورتهم رغم علم الجهة التي سربت التقرير او الصحيفة ذاتها بان الديمقراطيين لايمثلون تيارا سياسيا واحدا وانما هم من يدافعون عن الديمقراطية ويبشرون بها ويسعون لتحقيقها ليس فقط لان اتفاقية نيفاشا او الدستور كفل لهم ذلك وانما لان هذه قناعاتهم بمن فيهم الصحفيون الذين ليسوا بالضرورة منظمين سياسيا داخل اي حزب.
* ان الامر الذي يعنينا هو عدم تسميم الاجواء السياسية كما حدث في شأن سفينة السلاح وكما يحدث حاليا في شأن التقرير المريب بعيدا عن الكيد السياسي والارهاب الفكري الذي لن يستطيع سد طريق التحول الديمقراطي وتعزيز الحريات وبسط العدل والتنمية المتوازنة.[/ALIGN]

كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1050 – 2008-10-16