نادية عثمان مختار

( خد وهات) مابين برامج ( التوك شو) والإعلامي الكبير ادمون !!


( خد وهات) مابين برامج ( التوك شو) والإعلامي الكبير ادمون !!
عندما أجريت حوارا صحفيا قبل قرابة العشر سنوات مع المذيعة منى الشاذلي عبر الصفحة الفنية لجريدة ( الشرق الأوسط) السعودية، كانت وقتها تعمل بقناة (art) الفضائية فتنبأت حينها لتلك الشابة النشطة بالتفوق والنجاح الكبير في مسيرتها الإعلامية وقد كان ، والآن كلما رأيت منى الشاذلي على قناة دريم في برنامجها الناجح جدا ( العاشرة مساء) تيقنت أن للنجاح متطلباته الصعبة من صبر وسعي لتطوير الذات وتثقيفها اجتازته منى بجدارة واقتدار واستطاعت أن تخلق لنفسها هذا الاسم الإعلامي المشرف ؛ وكلما شاهدت برنامجا للإعلامي اللامع معتز الدمرداش منذ تقديمه لبرنامج (تسعون دقيقة )بقناة المحور المصرية وحتى برنامجه الحالي ( مصر الجديدة) بقناة الحياة تمنيت أن تكون لتلفزيوناتنا هذه القدرة الكبيرة على الإعداد الجيد ونشاط الفريق العامل لنشاهد ولو برنامجا واحدا على طريقة ( التوك شو) بحق وحقيقة من خلال شاشاتنا التي لا تنقص بعضها الإمكانيات المالية ولا الكوادر البشرية المؤهلة ورغم ذلك فليس فيها برنامج ( توك شو) واحدا بذلك الشكل الجاذب الذي يقدمه الإعلامي ( الشاطر) معتز الدمرداش فيجعلك متسمرا أمام شاشة التلفاز دون كلل ولا ملل لمدة ساعتين لا تبارح فيها مكانك حتى في فواصل الإعلانات التي يخرج إليها معتز بخفة دم وثقة في النفس كبيرة بقوله ( حانرجع ليكم تاني خليكم قاعدين واوعوا تروحوا في حتة ) !!
وفي بلادنا كلما أتيحت لي فرصة مقابلة تلفزيونية مع واحد من الخبراء الإعلاميين المخضرمين سألته ذات السؤال ( ما الذي ينقص شاشتنا لتكون في مصاف الشاشات العربية من حيث حنكة الإعداد وحكمة الإخراج وسلاسة التقديم وجاذبيته الشديدة) ؟!!
في آخر لقاء أجريته من خلال شاشة (قناة امدرمان الفضائية ) من خلال برنامج ( يوم الزيارة) الذي يبث يوم السبت من كل أسبوع في العاشرة مساء كان أن التقيت بالإعلامي المخضرم وملك الكاركتير المباشر على الهواء الفنان ادمون منير مقدم البرنامج الشهير منذ زمان بعيد ( خد وهات) على شاشة التلفزيون القومي، ذلك البرنامج الخفيف الظل والتفاعلي والذي كان له جمهوره وشعبيته الكبيرة فحدثني عن أمور عديدة أسهمت في تأخر شاشاتنا عن التطور واللحاق بركب التقدم السائد في العالم وكان أهم ما التقطته من حديثه قوله : ( جميع الشاشات الآن متشابهة في أشكال برامجها فهي عبارة عن كنبة وكرسيين يجلس عليهم الضيف والمذيع في استديو أو غرفة أو منزل مغلق ) ولا تجدهم يخرجون بكاميراتهم للهواء الطلق !! تحدث منير عن استهلاك بعض الوجوه إعلاميا وعن إهمال القائمين على أمر الثقافة في بلادنا لأسماء كبيرة ومخضرمة في مجال الإعلام، قدمت الكثير ومازالت قادرة على العطاء ولكن تم تهميشها وتعمد عدم الاستفادة من خبراتها !!
حدثني عن ( العرق) الذي كان يبذله العاملون في التلفزيون وجهدهم لتقديم الجديد والمبتكر وغير المكرر !!
قال إن الجيل الحالي ينقصه بذل الجهد للوصول لمحطة ما يعجب المشاهدين من أعمال تلفزيونية مخدومة تقدم وجبة ثقافية وعلمية دسمة لهم ولا تستخف بهم بتقديم الهزيل من البرامج !!
حديث ادمون كان ثرا ومفيدا وكان حصيلة ثمينة حيث امتد اللقاء لساعة من عمر الزمان استشعرت خلالها أن جيلنا (مظلوم) بعدم استفادته من هذه الخبرات المتراكمة لجيل من العمالقة أهملتهم الدولة وغيبهم الإعلام ولا يستطع كل منا الوصول إليهم لننهل من عظيم خبراتهم في المجال الإعلامي الذي خبروه من الألف إلى الياء فاستحقوا أن تخلد أسمائهم بأحرف من ذهب على صفحات الإعلام السوداني على مر الحقب والسنون !!
و
أمتي يا أمة الأمجاد والماضي العريق !!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/10/10
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]