فدوى موسى

مسلسل الخروف الأقرن

مسلسل الخروف الأقرن
قدر خروفنا السوداني لأضحية هذا العام، أن يدخل مرحلة جديدة من الافتاء الزائد.. ففي عام سبق جاءت الأضحية محلاً للجدل ما بين أن يضحي أو لا يضحي الناس، تحت فقه الحذر من موضوع كبير عرفوه بالحمى النزفية وأدخل فيه «الخروف الأقرن» امتحان الذبح من عدمه.. وها هو في هذا العام وتحت بند الغلاء تكثر الفتوى ما بين أن يضحي الناس فرادى، أوجماعات، أو بالوزن والكيلو.. وأضحيتنا التي هي سنة مؤكدة لمن يقدر عليها، وعن من يعولهم الفرد تصبح مادة للنقاش والقفشات، في ظل الظرف العام الذي لا يخلو من التذبذب وبعض الانفلات، ونحن في حاجة لمن يقول لنا.. يمكنكم الآن أن تجمعوا ضحيتكم في واحدة تكفي عن الجميع.. فيخرج الراعي ويذبح عن العامة، ويترك بعض ذلك الأمر لقدرتهم اللحظية أو ما تجود به أقدار الأيام عليهم.. ومن جانب آخر ماذا ستقدم لنا الأيام القادمة في ثنايا مسلسل السوق والأسعار والحياة المعتادة؟ وماذا عن مسلسل خروف العيد؟ هل سنضحي بخراف سودانية أم مستوردة.

ليه خروف؟

صغيرتي تسألني عن عيد الأضحية لماذا ومن أين جاءت فكرته؟ هكذا صاغت سؤالها إليّ.. «فيا حبيبتي كما ترى كل عام إننا نحتفل بعيدين اثنين كما تقولي عيد الخبيز وعيد اللحمة.. يعني عيد الفطر وعيدالأضحى.. وهذا الأخير هو تذكاراً للفداء الذي أنزله الله في أمر ذبح سيدنا إسماعيل عندما هّم والده إبراهيم بذبحه، تصديقاً لرؤية يتقرب بها لله زلفى، ويكون يوم العيد بعد يوم عرفة، رغم انني لا أعرف أن أفتي في أي من الأسئلة المتعلقة بالدين، لاعتقادي أنني لا أرقى لمستوى العلماء وجماعة الافتاء، إلا أن بعض التفاصيل المعروفة أفتي فيها بقوة قلب.. وددت أن أضيف اليها مقطع أن الأضحية لهذا العام ربما تأخذ شكلاً مغاير، وذلك بفقه الاشتراك أو تجزئة أضحية الأب عن جميع الأبناء أو الجد عن الآباء.. فيا صغيرتي ما عليك استمتعي بعيدك بلا «زفارة أو لا تشغلي بالك بأمرها.. فهي محالة ستتم بأحد الطرق التي يفتون حولها..» كاملة، بالنصف، بالكيلو.. بأي طريقة..

أكثر من لحمة

حبوبتنا تقول «خرفان الزمن دا ممحوقات.. زمان الخروف.. تأكل وتخزن وتوزع.. تشر وتشرمط..وتربت الربيت منو.. لكن خرفان الزمن دا اكان أدنك اليوم الأول من العيد ما قصرن معاك».. فلا نجد حيال كلامها إلا الضحك والقول «إن الخرفان ياها الخرفان لكن نحنا بقينا سعرانين شوية كدا» فتضحك وتقول «سعرانين وجحمانين».. ويبدو مقطع كلامها الأخير الأنسب هذه الأيام، بعد أن تعزز ليمون اللحمة، وطار إلى العلالي، ومن ثم تم تحجيمه بعملية جراحية تتبناها ولاية الخرطوم، نتمنى لها النجاح حتى بلوغ مرحلة الأضحية، والامتداد ما بعد ذلك، ولكن من لحومنا الوطنية»..

آخر الكلام

بالتأكيد بطوننا لا تفرق بين اللحوم المحلية أو اللحوم المستوردة، لأنها بالدرجة الأولى تحتاج لتوفير عناصر بروتينها.. ولكن الأجمل والأكرم أن تكون «لحومنا وطنية».. وخير اكتافنا من بلادنا.. «مش كدا يا د. تاج الدين عثمان سعيد»..

مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]