فدوى موسى

مظاهرات ديمقراطية

مظاهرات ديمقراطية
المظاهرات الأمريكية الأخيرة هي أمر طبيعي في منظومة الديمقراطية التي تنتهجها أمريكا داخلياً.. ولا أدري من أين استوحى بعضنا أن ربيع الثورات قد وصل إليها.. ففي ظل تمدد المظاهرات ضد السياسة المالية في «وول استريت» وفي بعض المدن الأخرى.. أبان ذلك أن هناك موجة احتجاجية واسعة ضد السياسة الضريبية التي يتساوى فيها أصحاب الدخل المحدود والدخل المرتفع.. الأمر الذي جعل البسطاء هناك ينتفضون على واقع استمتاع الأغنياء بذات مزايا الضمانات التي تقدمها المنظومة.. والواضح في الأمر أن هذه الاحتجاج يتماشى مع بعض الرؤى التي يأمل الرئيس (أوباما) في تبنيها فيما يلي تفصيل الضرائب على بعض الأسس التصنيفية «تقول لي ربيع الثورات».. فالفقراء الأمريكان عندما خرجوا إلى «وول ستريت» عبّروا عن رغبتهم في رفع ضرائب الأغنياء والحد من السياسات الخارجية التي لها أثر على حياتهم مباشرة.. إذن هذه المظاهرات هي ضد «الحروب والأثرياء».. هذا التوجه والمظاهرات تعزز مواقف «أوباما» على الجمهوريين.

مظاهرة من مظاهرة

بالتأكيد شكل الحياة وتفاصيلها في كل دولة.. تختلف حسب معايير ومفاهيم واقع تلك الدولة.. ففي الحالات التي تعيشها معظم الدول الأفريقية التي يختلط الحابل والنابل فيها.. وتضيع بين ذلك الحقوق الأساسية للمواطنين فينظهرون للمطالبة بتغيير كل الحياة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً دون تحديد موقع الخلل.. لأن الحياة فيها لا تقوم على نظام واضح ومعروف بكل تفاصيله وتدرجاته.. ففي حالة حدوث خلل في جزئية معينة إن كان النظام متسلسلاً ومرتباً.. فإن المطالب ستكون بالتعديل والإصلاح.. ولكن عندما يكون «النظام ضارب».. فإن ذهاب الكل في حق الجزء يصبح أمراً طبيعياً.. فلا نستغرب إن خرجت أي شعوب أفريقية من أجل أمر بالنسبة للبعض في العالم الأول من البديهيات التي لا تستدعي ذلك.. لذلك فإن المظاهرة من المظاهرة تختلف.. والبون شاسع ما بين المطالبة بإسقاط النظام أو المطالبة بإصلاح ضريبي.. فحدود الاختيار للمكون السياسي تعطي ملامح الرؤى والروح المطالبية.. لذلك عندما تخرج الشعوب في عالمنا الثالث ترى (أن الأفضل أن تجيب عاليها واطيها).. ولا تذكر بذلك أي ميزات كانت للنظام الذي خرجت عليه «إن شاء لو كوبري أو سد أو طرق أو…».. لذلك تكون البلدان في حالات ميلاد لا تكتمل دورة حياتها.. ولكن بقليل من التروي وكثير من الحكمة نأخذ من العالم الأول تجربة حياة في تنظيم مقبل عالمنا البسيط ونخرج بذلك من نظرية «هد المعبد فوق رؤوس الجميع».. حتى رؤوسنا نحن الذين نهد المعبد بوعي أو بلا وعي.

آخر الكلام:

فهل يا ترى سوف يتأتى علينا اليوم الذي نخرج فيه في مظاهرة ديمقراطية.. فلنجعل شعارنا «الشعب يريد مظاهرة الديمقراطية».

مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]