نادية عثمان مختار

اليوم العالمي لغسيل ( إيدين) الحكومة والمعارضة !!


اليوم العالمي لغسيل ( إيدين) الحكومة والمعارضة !!
عندما قرأت الخبر عن (اليوم العالمي لغسل اليدين) أول ماتبادر لذهني كان سؤالاً طرحناه والزميل الصحفي بجريدة ألوان عوض صديق ولم نجد له إجابة وهو: غسل اليدين لمن ؟ ولماذا ؟ ومن ماذا ؟!!
وعندما عرفت من التفاصيل أن (غسل اليدين) تقليد معمول به وله يوم عالمي للاحتفال؛ وهو مهرجان كبير يصادف الخامس عشر من اكتوبر، وتحتفل به أكثر من ستين دولة حول العالم سألت من حولي وهل هذا التقليد معمول به منذ زمان بعيد في بلادنا ؟ فتضاربت الأقوال مابين نعم ولا ..!!
وغسل اليدين ويومه العالمي مقصود به الغسل العادي لليدين خاصة من فئة الأطفال بحسبان أن هذه الممارسة جزء من الثقافة العامة وإحياء للسنن الحميدة !!
ومن سياق الخبر المنشور في الصفحة الأخيرة بصحيفة (الأخبار) الغراء علمت أن المهرجان كان ضخماً، وقد دشنته منظمة اليونسيف بالتعاون مع الهيئة العامة للمياه ورعاية (يونيلفري)، وقيل إن المهرجان شهد عرضا من ( الأطفال) يظهرون فيه كيفية القيام بغسل الأيدي على أنغام الأغنيات !!
هنالك أنواع من الفعاليات والمهرجانات التي تقام في بلادنا نعدها تقليداً أعمى للغرب أو لدول أخرى لا تعيش مثلما يعيش غالبية شعبنا في ضنك وفقر مدقع، لذا ننظر لها كنوع من الترف الذي لا مبرر له في ظل ظروفنا الراهنة؛ فأطفالنا ليسوا في حاجة لمهرجان لغسيل اليدين من دون أن نعرف هل هوغسل لأيديهم (قبل) أم (بعد) الأكل مثلا ؟!
في بلادنا أطفال لايجدون مايأكلونه بأيديهم الصغيرة ناهيك عن ترف غسل اليدين من لا شيء !!
في اعتقادي أن فعاليات غسل اليدين التي صرفت فيها الجهات الراعية ماصرفت، كان يمكن استبدالها بمهرجان آخر للأطفال الفقراء يوزعون لهم فيه عبوات اللبن والبسكويت وبعض الخبز والخضار والفاكهة الطازجة التي تشد أعواد أجسامهم الضعيفة !!
من يحتاجون لغسل أيديهم في بلادنا ليسوا الأطفال الصغار قبل وبعد الأكل، فتلك عادة تُعلمها الأسر لصغارها منذ نعومة الأظافر ولا يحتاجون للتذكير بها، وإنما من يحتاجون لغسل أيديهم من أخطائهم التي ارتكبوها في حق هذا الشعب صغاره وكباره هم ساسته، سواء كان ذلك في صف المعارضة على مر الحقب السياسية في بلادنا أو كانت الحكومة الحالية التي ساد عهدها الكثير مما يستوجب نفض وغسل اليدين من فساد وسرقة أموال الشعب، وسفك دماء الأبرياء ممن رماهم حظهم العاثر في مناطق الحروب التي اشتعلت بحماقة القادة الكبار !!
كثيرة هي (الجرائم) التي ارتكبت في حق هذا الشعب تستحق غسل اليدين والمحاسبة وتقديم جميل الاعتذار لهذا الشعب الفضل فهل نحلم بغسيل يدين من هذا النوع؟!!
و
كتير بتناسى إيديا وأسيبها عنية فوق إيدك !!!

نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/10/17
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]