جعفر عباس
كرهت الإنجليز بسبب الملح
ولم تنته معاناتنا باختفاء الملح الانجليزي فكلما أصيب واحد منا بنوبة إسهال استبشر أهلنا خيرا وقالوا انها «نظافة» للبطن.. فتظل المعدة تنزف مخزونها حتى يصاب المرء بالجفاف وترتفع درجة حرارة جسمه فيقول كبير حكماء الحي: الولد لعب في خرابة مسكونة بالشياطين ولابد من ضربه بجريد النخل حتى تخرج الشياطين من جسمه.. وياما هلك شباب كانوا يعانون من فقدان السوائل بسبب فقدان المزيد منها بالتعرق تحت تأثير الجلد!! وكنت في نحو العاشرة من العمر عندما عدت من المدرسة ظهرا ووجدت ابي ممدا بلا حراك وحوله رجل كان يزعم ان لديه القدرة على إعداد اي نوع من «العمل» والتمائم ومكافحة الجن، وزعم الرجل أن أبي داس طفلا من الجن فأصيب بالشلل، فازددت بكاء وطلبت نقله الى المستشفى فانفجر الرجل غاضبا وقال لي: لا تردد كلام الشيوعيين هذا عن المستشفيات، ولكن ساءت حالة والدي، ونقله بعض العقلاء الى المستشفى حيث اتضح انه أصيب بجلطة، ثم تعافى منها نسبيا وعاش بقية عمره وهو يعاني من شلل جزئي خفيف! ومازال الكثير من أهلنا في مختلف أصقاع العالم العربي يعانون من ويلات ما يسمى الفولكلور الطبي الذي يكتسب قدسية غير مستحقة عند العوام.. يظهر ورم في ثدي امرأة فتشير عليها عجوز يقال إنها مجربة بأن تضع على الورم بعض الطحينة، مدة شهرين، وعندما يتفاقم الورم ويتنشر ويصبح موضعه مصدرا لألم شديد تقول العجوز: هذا مؤشر طيب الى ان الورم «استوى» وسيفرز الصديد ثم يزول، وعندما يلجأ اهل المريضة الى الطبيب بعد فشل وصفة العجوز طوال ثمانية أشهر يعرفون ان الورم سرطاني ولا سبيل لاستئصال الورم إلا باستئصال الثدي المصاب بالكامل.
وظللت سنوات طويلة اعاني من اضطرابات هضمية تسبب لي تسيبا وعدم انضباط في حركة الامعاء، فكان أهلي يزودونني باللبن الرائب والزبادي على أنهما خير ما يسكت تلك الاضطرابات، وقبل سنوات قليلة اكتشفت أنني أعاني من حساسية من الحليب ومنذ يومها «لا أسأل مجربا بل طبيبا». [EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]
التحية لك يا ابو الجعافر تلك البيوت التى كانت بتنهار بالهواء كانت افضل بكثير صحيا من البيوت الحديثة الان والتى من مكوناتها مواد مسرطنة ولا تستطيع تحت سقفها الا بالمكيفات ومع ان البيوت السابقة لها فيها مكيفات ولا يحزنون ومع ذالك كانت افضل وايضا الملح الانجليزى كان احسن مما يجرى الان من بعض الاطباء للمرضى كنسيان الشاشات وغيرها من اخطائهم القاتلة والملح رغم مرارتها لم تقتل احدا واما تلبس الجن فهذا وارد بالقران والسنة والتجربة والا طباء النفسيين المسلمين يعترفون بذالك المشكلمة فى الدحالين