فدوى موسى

راجل.. مشاط

راجل.. مشاط
.. الأيام تعيد بعضاً من مترعات التفاصيل وتغوص في أغوار النفوس الإنسانية لتخرج علينا بسلوكيات لم نعهدها في من يستفضلون عليهم بالقوامة والاحترام.. والصورة الزاهية في الأذهان تتقهر شيئاً فشيئاً.. «فالرجالة» هذه الأيام «يفتّون» ونساتهم وقطيعتهم وأكل لحمهم لبعضهم البعض وفي بعضهم البعض.. وخاطري يستحضر دائماً تلك القعدة الرجالية تحت ضل نيمة في أحد الأحياء وهم يتناولون ملفات الغائبين واحداً خلف الآخر.. ثم يفتحون ملف الذاهب من قعدتهم ليكون هو من لحظة قيامه من تحت «الضليلة».. موضوع النقاش.. وهكذا تتسع دوائر تروس (القطيعة) من الشارع إلى البيوت والأحياء.. إلى المحليات.. إلى الولايات إلى (فوق) ثم (فوق أوي) كما تقول (ويكليكس).. وهكذا تجد النساء أنفسهن خارج منظومة سوق النميمة والقطيعة.. فقد أكدت الوثائق مما لا يدع مجالاً للشك.. أنهن بريئات أكثر من اللازم.. فحدود قطيعتهن محصورة في «شمارتهن» الصغيرة «دي عرسوها.. دي طلقوها.. دي خطفت راجل دي.. ودي لابسة توب بكم.. ودي قال ليك عاملة عمايل..».. يا حليلهن المسكينات لم يدركن بعد أن الونسات يمكن أن تكون بحجم وطن أو قارة أو ذات صبغة عالمية ما دام البعض يعتقدون أنهم عالمون.. «أها يا مشاطين مبروك السلة والمسلة»..

مشاط دقاق!

وعندما تكون المواضيع متعلقة ببعض المصالح والمنافع «يدق وينعم المشاط».. فقد شهدت الأيام الفائتة «الجري والسكيك» في خضم برنامج الاستوزار الذي أملته ظروف المرحلة.. فالكل يهمس ويحاول أن يجعل من نفسه «موضوع مشاط دقاق عشان يصل لسيادتو وسعادتو بغرض الخت في البال».. فتكثر «النقة» التي هي المقصد في حد ذاتها.. وربما طوت في داخلها أكل لحم الآخر المنافس.. وأجمل ما في هذا النوع أن القائمين به ذوو اختصاص وموهبة عالية أهلتهم للدوران داخل حلبة لا يخرجون منها حتى ولو قامت الدنيا وقعدت.

مشاط مايكرفون!

أستاذنا الجليل يحدثنا عن أن بعض المسؤولين عندما يجدون (المايك) هذا يأخذهم (المشاط) في الحديث لعوالم أخرى لا يعرفون فيها حدود الفصل ما بين الحقيقة والوهم والصدق والكذب.. والأدهى والأمر أن يكون المستمع «مقهي» ومتشكك في نفسه ما بين الواقع والكلام المموج الناعم الذي ينافح عنه صاحبه بحق وبدونه.. فيتساءل بينه وبين ذاته «زي الكلام دا صاح».. فحين يحدثونك عن التنمية والعوالم القادمة.. تجد نفسك في ضوائق ما لها حد.. حين يحدثونك عن الرفاهية تجد نفسك مع حدود الفقر.. و..

آخرالكلام:

لا تحزن كثيراً.. الأمر أبسط من ذلك أغلق أذنيك وأغلق جوالك و«فيس بوكك»…

مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]